دورة هذه السنة تحمل طابع الحنين إلى الماضي، هي رغبة في النظر إلى الخلف قليلا، والاستمتاع بالطريق الذي قطعناه جميعا، هي دورة أيضا لتكريم العمل الجبار الذي تم إنجازه والتغلب على العوائق وتثمين المواهب المكتشفة، أمور تدفعنا إلى تقديم أفضل، في الحاضر والمستقبل. مرافقة التغيرات والحريات، والاستمرار في الجو الماتع خلال اللقاءات والتجمعات، التي خلقت في جنبات المهرجان، رغم كل الصعاب وما صادفنا من تشويش.
في البدء كانت هناك حفلات صغيرة بأحاسيس كبيرة، في شارع موسى ابن النصير، داخل تلك القاعة الصغيرة التي لم تعد قادرة على استيعاب الجمهور المتزايد دورة بعد أخرى واحتواء الأحلام الوردية، حتى ضربت يد الظلام سنة 2003، وانهالت السهام على ما كان اسمه بولڤار الموسيقيون الشباب ، لكن الحدث تطور واستمر ليصل إلى ملاعب R.U.C وC.O.C، مرورا بالمجازر القديمة للدار البيضاء والتحاق “البولتيك” بسفينة جمعية التربية الفنية والثقافية البولڤار ” EAC-L’Boulvart”، حيث وضعنا أمتعتنا ونشرنا أحلامنا عبر هذا المركز للموسيقى المعاصرة وإطلاق مهرجانات جديدة تحتفي بالفنون الحضرية -صباغة باغا في الدار البيضاء، ومهرجان جدار- فن الشارع بالعاصمة الرباط. ثم البولڤار المستمر بقوة البدايات وخبرة السنوات. هذا ربما ما يعنيه بلوغ العشرين سنة من العمر.
داخل البولڤار، جميع الأفراد يبلغون 20 سنة من العمر، حتى أولئك الذين كان يبلغون 30 عاما سنة 1999. هذه الروح، هذا الجو الشبابي هو حلم محمول على عاتق مجموعة من الأشخاص المتحمسين، الذين تحولوا إلى جماعة من المتطوعين ومن المهنيين ومن الموسيقيين والفنانين، من عشاق الموسيقى وأناس عاديين. بهذه التشكيلة المجتمعية المرتبطة فيما بينها والتي تم انتقائها بعناية فائقة، هي الروح الحقيقة والقلب النابض لهذا المهرجان.
فالجسد وجد مكانه أمام المنصة وفي متاهة السوق، هو الحشد الذي يعود في كل دورة، أينما كان المكان، إنهم يكبرون ويُحضرون فيما بعد أبنائهم معهم، هو هذا الجمهور الوفي، والمطالب بالأحسن، رفيع ورائد ومتجدد.
إلي كل باسمه وصفته ومكانه، نقول لكم مرحبا، الدار داركم، وكذلك نقول لكم: الشباب إلى الأبد.
