عرف افتتاح المهرجان تكريم كل من المخرج أحمد المعنوني والممثلة فاطمة عاطف هذه السنة، تقديرا لمسيرتهما الحافلة بالعطاء والإبداع، وإسهاماتهما المتواصلة في ترسيخ مكانة السينما الوطنية داخل المغرب وخارجه، وبحسب بلاغ صادر عن المركز السينمائي المغربي فإن اختيار المعنوني وعاطف لتكريمهما خلال هذه الدورة جاء “اعترافا بمسيرتهما الطويلة وتفانيهما في خدمة السينما المغربية بكل إخلاص ومهنية، وبما قدماه من أعمال متميزة أثرت الخزانة الفنية الوطنية وعبرت عن هموم الإنسان المغربي وتطلعاته”.
وخلال فعاليات الافتتاح تم عرض فيلم “الحال” للمخرج أحمد المعنوني،والذي تم تصويره عام 1980، ولكنه يتجاوز كونه فيلم وثائقي، حيث يعتبر بمثابة تأريخ لزمن حراك سياسي وإجتماعي بالمغرب، في سبعنيات القرن الماضي، حيث اختار المخرج توثيق عمل فريق غنائي استثنائي وهم”ناس الغيوان “.
خلال ذلك تم عرض عدد كبير من الأفلام السينمائية المتنوعة بين الطويلة والقصيرة والوثاثقية، حيث قدّم المخرج الشاب محمد رضا كزناي فيلما وثائقيا طويلا بعنوان “لن أنساك” (93 دقيقة) من إنتاج قناة الجزيرة القطرية. ويحفل الفيلم، الذي امتد إنجازه على مدار خمس سنوات، بشهادات حية ولحظات مؤثرة توثّق لمرحلة غائبة عن الكثير من الذاكرة الجمعية المغربية؛ وهي مشاركة الكتيبة المغربية في حرب أكتوبر على الجبهة السورية بالجولان عام 1973.
قدمت مجموعة من الأفلام المهتمة بقضايا المرأة على رأسها فيلم “الوصايا” من تأليف وإخراج سناء عكرود، وكان الفيلم موضع نقاش كبير بين حضور المهرجان، خاصة وأن عدد من المقالات النقدية هاجمت الفيلم من الناحية السينمائية،
كما عرض المهرجان فيلم “روتيني” الذي يرصد بشكل ساخر اختناق الأدوار النمطية للمرأة في العصر الرقمي، وإلى فيلم “طر بي إلى القمر” الذي يقدّم لحظة تحرر فردي من قبضة الأعراف، مرورا بفيلم “شيخة” الذي يستعيد الذاكرة الفنية الشعبية بوصفها مقاومة ناعمة ضد السلطة الذكورية، وأخيرا “أطومان” باعتباره أول تجربة مغربية في سينما الأبطال الخارقين، وشهد اليوم الرابع من أيام المهرجان عرض مجموعة من الأفلام هي “حب في الداخلة” و”راضية” و”ولادة جديدة”.
تابع نقاش المخرج ورئيس لجنة التحكيم المخرج حكيم بلعباس عدد كبير من جمهور مدينة طنجة حيث تحدث عن ذكرياته وخبرته الطويلة في الاشتغال بالحقل السينمائي.