مهن موسمية بطالة متخفية

موسم الصيف، شهر رمضان وفترات العطل أو الدخول المدرسي مواعيد مهمة في دورة الحياة المجتمعية لكافة الأسر المغربية بما تعنيه
من ميزانيات إضافية أو ستثنائية. في الضفة المقابلة لهته المواعيد تنشط مهن موسمية تخلق حركية في اقتصاد ربات البيوت وميزانية
الصانعات التقليديات وتصب الحياة في أنشطة ومهن نسائية قد تعرف الركود طوال العام، لكن هل تزيل عنها صفة البطالة المقنعة ؟

الحاجة أم الاختراع 

قول تترجمه مبادرات العديد من النساء للعمل بوسائلهن الخاصة لإثبات قدراتهن واستقلاليتهن المادية، هوايات تحولت لعمل أو مهن ومنتوجات صنع البيت تحولت لمصادر للدخل، الهدف تجاوز صفة بدون وتأمين دعم مادي للعائلة. تلتقي هته الرغبة مع ازدياد الطلب خلال
بعض المواسم والفترات خصوصا، فترة العطل والصيف أو رمضان أو مواسم الأعراس وعودة المهاجرين لتجد لها انتعاشا يضخ حركية اقتصادية
في ميزانيات ممتهنيها، طباخات نقاشات خياطات بائعات وجبات سريعة حلوانيات نكافات، والقائمة تتضمن أنشطة أخرى فازدياد الطلب على منتوجات أو خدمات مساعدة سمح للكثيرات بولوج عالم الشغل وإن بشكل موسمي وتأمين مدخول يساهم في ميزانية العائلة. قبل رمضان بفترة تحول أنيسة، ربة بيت، وأم لأربع أبناء، بيتها لمشغل لأنواع الحلوى “الشباكية” تستقبل الطلبيات بفترة سابقة عن الموعد ولا تنتهي الطلبيات حتى متم الشهر الفضيل، فضمن زبنائها مهاجرون يرغبون في مزيد من الحلوى المغربية التي يحملونها معهم بعد انصرام العطل.
“إنه شهر مبروك، تقول أنيسة، ولذلك فهو يحمل معه الخير والرزق ولا ينتهي عملي به إلا ليبدأ من جديد، وقد سمح لي هذا بفائض مادي مناسب أساهم به في اقتناء مستلزمات البيت وملابس العيد وحتى مستلزمات الدخول المدرسي لأبنائي”.من بيتها أيضا، تعمل لطيفة، ربة بيت، وأم لابنتين في تأمين طلبيات للمملحات المغربية التي يكثر عليها الطلب خلال شهر رمضان، إن لطيفة تملك الوصفة السحرية للمذاق والنكهة المميزة التي اعتاد عليها زبناؤها الذين تختارهم بعناية، زوج لطيفة غير محتاج لعملها أو مساهمتها في مصاريف البيت لكنها ترى
في الأمر نوعا من الاستقلالية، ” لا ألبي طلبيات الجميع بل فقط الذين أعرفهم لسنوات، وهذا المدخول المادي يجعلني في غنى عن طلب الكثير من زوجي”..

دعم الأسرة أولا.

بسبب الظروف المعيشية الصعبة بدأت ربات البيوت في دخول سوق العمل وإن لم يكن من أوسع الأبواب أعمال حرة صغيرة، مشاريع من داخل البيت أو من خارجه، ورشات مصغرة، الهدف دعم القدرات  الاقتصادية للعائلة والمساهمة في تحسين الأوضاع الاجتماعية. إن العامل المادي هو أهم دوافع الأنشطة الإقتصادية الموسمية التي تقبل عليها النساء لتجاوز الظروف المادية والاجتماعية خصوصا، مع عدم قدرتهن على تحمل إنشاء مشاريع تجارية أو إفتتاح محلات أو توظيف عمالة أضافية. غنو، واحدة من هؤلاء السيدات، شابة، تمتد أصولها لمنطقة الجبل شمال المغرب بعد قدومها واستقرارها بمدينة سلا، ظلت لفترة ربة بيت تربي الأبناء الذين مع تدرجهم في السن تزايدت احتياجاتهم، اقترحت غنو، على زوجها العمل في أي كان للمساعدة لكنه كان يرفض، ذلك الزمان جعله يوافق، تؤكد لنا غنو، لذلك
كانت الفكرة الأولى لها أن تنتج شئيا من داخل البيت لتسوقها بعد ذلك، لم تبتعد كثيرا عن عالم المطبخ إذ بدأت في إنتاج كل أنواع المخبوزات، بغرير ورغايف وأنوع الخبز المنسم بالأعشاب العطرية لتبيعها لزبناء تعرفوا عليها تدريجيا، رغم أن غنو تسوق منتوجاتها طوال العام، غير أنها تعتبر الفترة الأهم بالنسبة لعملها هي فترة رمضان، “قبله وبعده بأسابيع أيضا، يكثر الزبناء والطلبيات لذلك أستعين بابنتي للإستجابة لكل الطلبات، تحسن المدخول سمح لي باقتناء المواد الولية التي أحتاج لفترات قادمة، كما أنه سمح لي باكتساب قاعدة من الزبناء الذين يستمرون بالتعامل معي حتى بعد تجاوز مرحلة الصيف والإزدهار”. لأن الصيف هو موسم الأعراس بإمتياز، تستعد مينة،
للتفرغ لعملها قبل أسابيع من دخوله بالتخفف من بعض المسؤوليات الأسرية وتأجيل مواعيد الزيارات العائلية، لا حديث عن سفر أو خلافه، إن هته الفترة هي قمة النشاط والإزدهار في عملها كخياطة تقليدية، تعلمت مينة، خياطة الراندا، في إحدى الجمعيات التي تهتم بتنمية الأحياء، ورغم أنها كانت تأخذ طلبيات من نساء العائلة لخياطة الملابس التقليدية بصنعة الراندا التي برعت فيها، إلا أن ذلك كان
كنوع من الهواية التي لا تخصص لها كثير وقت بعد أن كبر الأولاد وكبرت المتطلبات، بدأت مينة، في العمل على توسيع دائرة الزبناء، غير أن إحدى الجارات ستحيلها على مسار آخر في التعامل مع بعض الخياطين الذين يشتغلون لصالح مصممين مشهورين داخل وخارج المغرب، “أصبح لدينا معايير  أخرى في العمل تؤكد مينة، نوعية العمل الحرص على الجودة ثم السرعة طبعا، نحن نجني المال بشكل أكبر لكن هناك ضغط العمل، أستعين بعائلتي لتدبير متطلبات البيت الأخرى لزن هته الفترة مهمة لي من ناحية الكسب المادي خصوصا، أنه بعدها يكون هناك ركود شبه تام في عملي بالراندا، أحاول بعدها العمل في طلبيات صغيرة لمعلمين محليين في صناعة العقاد أو فتيل القيطان، لكن العائد المادي لهذا ضئيل بالنسبة ليونس، جمعوي، فإن نسبة كبيرة من الأسر المغربية تعولها النساء، حتى لو لم تعترف الأرقام
الرسمية بذلك، وبالنسبة ليونس، فإن عمل النساء بالبيت هو في حد ذاته مسامهمة في ميزانية الأسرة لأنها لا تتقاضى عنه أي أجر، أما المهن الصغيرة التي تظهر خلال مواسم الصيف أو رمضان، فإن يونس، يحيلنا على ملاحظة أن هذا النوع من الأنشطة أصبح تقريبا، يتوزع على مدار العام، فبائعات العجائن أو الحلويات يمكن ملاحظة وجودهن بشكل يومي في مختلف أنحاء المدن وقد تكون هته الفترات تسجل
أكبر نسبة لحضورهن أو لأرباحهن. قبل شهور فقط كانت ميلودة، تحمل قفة مخبوزاتها اليومية، لتعرضها على إحدى نواصي مدينة سلا،
في انتظار الرزق أو الزبون المحتمل، غير أن وجود العديد من الباعة المتجولين كان يمنع انتباه المارين إلى بضاعتها. تغيرت الوضعية بعد أن استفادت ميلودة، من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي منحتها عربة صغيرة ملونة، وخصصت لها مكانا بارزا إلى جانب عدد من النساء سمح لها nذلك بترتيب معروضاتها والتنويع فيها ما بين حلوىnومخبوزات، كما منحها ثقة أكثر من جانب الزبناء،nهذا التغيير الصغير تقول عنه ميلودة، أنه غير فيnمهنتها فعوض أن تمارسها ما بين الفترة والأخرى،nأصبحت حريصة على تواجدها وسط باقي البائعات
وعلى عدم فقد العلاقة مع زبنائها اليوميين. بعضnالأسر الفقيرة تجد في رمضان، موسما للعملnوتحقيق الربح لتأمين متطلباتها، وبعض النساءnتنشط أعمالهن خلال الصيف، لكن هذا النشاط هوnموسمي بالنسبة لعائشة، رئيسة تعاونية فلاحية، ولاnيحقق الإستقلالية المادية التي تبحث عنها المرأة لأنهnغير متصف بالإستمرارية، وغير منظم، ولا يبعدهاnعن تصنيف البطالة المقنعة، لذلك تعتبر التعاونية بالنسبة لعائشة، هي صيغة مناسبة لعمل النساء بهذا الأسلوب، لكن الملاحظ أن النساء لا يقبلن عليها لاعتقادهن بوجود تعقيدات إدارية وقانونية في حين أن هته الصيغة ستجعل عملهن واضحا ويحظى بالإستمرارية والتقدير مهما كان حجم هذا النشاط
أو العمل. في تقرير للمندوبية السامية للتخطيط تمت الإشارة لكون سبع نساء من عشرة يعملن لا يتوفرن على شهادة تعليمية وقد بلغت هته النسبة في المناطق القروية 92.7 بالمائة مقابل بالمائة 38.2 في المناطق الحضرية، هته الأرقام بالنسبة لمليكة نجيب، باحثة
في النوع الاجتماعي، تعني الكثير، وهي أرقام دالة لأنها تخفي أرقاما أخرى لكن يمكن قراءتها من خلال الواقع وهي أن عدم انتظام عمل النساء يجعل عملهن غير مرئي على مستوى الأرقام والإحصاءات وهو ما يستوجب مأسسة العمل وإدخاله في الدورة البيانية رغم أنه بصلب الدورة الإقتصادية.

 

سيلين ديون تصل إلى العاصمة الفرنسية باريس، استعدادًا لمشاركتها في افتتاح أولمبياد 2024.
حققت اللاعبة الدولية المغربية فاطمة تاغناوت حلمًا طال انتظاره بانضمامها إلى نادي إشبيلية الإسباني للسيدات، لتصبح أول لاعبة مغربية ترتدي قميص النادي الأندلسي.
قالت مصادر مُطلعة على الوضع، أن بيلا حديد استعانت بمحامين ضد شركة أديداس بسبب افتقارها إلى المساءلة العامة، وذكرت أنها تشعر أنهم قادوا ضدها حملة قاسية ومدمرة.