هل كل المتع تنبع من الجسد حقا..؟

خديجة سبيل
الجسد أو ثقافة الجسد أحد الطابوهات المغلفة بمجموعات من الأحكام والتأويلات التي تؤثر في نظرتنا

وتعاملنا مع الجسد كإطار يختزل نقط ضعفنا وقوتنا عقدنا وهواجسنا ليكون في النهاية حقيقتنا الفردية والجماعية لماذا يكون الجسد في ثقافتنا ولغتنا مدانا أو مغيبا؟ لماذا تحاصره منظومة الطابوهات والكليشيهات والأحكام المسبقة؟
اعتبارات وأسئلة من بين أخرى حول علاقتنا كنساء بهذه الثقافة في مختلف تمظهراتها الفلسفية والسوسيولوجية الأدبية والفكرية الفنية والجمالية والحسية….تستوجب أن نعيد معها طرح السؤال وفق منظور خاص هل نحن كنساء متصالحات مع أجسادنا؟ كيف يؤثر الآخر في نظرته لأجسادنا؟ وكيف يؤثر الإطار الاجتماعي والمهني والنفسي على علاقة المرأة بجسدها؟
إن البحث في هذا الموضوع وفق هذا السياق٬ لا يجب أن يتم على غرار الحملات التي تعلنها العديد من وسائل الإعلام المحلية والأجنبية سنويا مع بداية فصلي الربيع والصيف حيث تطلع مختلف المجلات والبرامج المختصة بآخر الحلول لمشاكل التنحيف والرشاقة والريجيمات السحرية التي تعد النساء بالتخلص من الكيلوغرامات الزائدة في مدة قياسية وكأن الرشاقة والصحة قضية نسائية بامتياز، بل إن تناول موضوع الجسد يجب أن يتم وفق مقاربة أعمق تنشد أولا تصالح المرأة مع جسدها في محاولة الإنصات لنداءاته الداخلية وتفهم حاجياته الطبيعية والفكرية والاجتماعية والنفسية فبهذا التمرين اليومي يمكن أن تتغير علاقة المرأة بجسدها وتتغير بالتالي نظرة الآخر إلى هذا الجسد بعيدا عن أي أحكام جاهزة وصور مفبركة بهذا التصالح نحقق كنساء توازنا ونشوة من نوع خاص تكون بمثابة شحنة متجددة تساعدنا على تدبير اكراهاتنا ونضالاتنا اليومية وعلى مواجهة أي محاولة للتقزيم من دورنا كنساء، حتى لانكون مجرد كائنات لتزيين المشهد العام أو مواطنات من الدرجة الثانية يتم التعامل مع قضاياهن في إطار احتفالي مناسباتي.
إذا كان الجسد معطى طبيعيا  فإن الثقافة المجتمعية منحته دلالات مختلفة مغرقة في التناقض٬ أحيانا والظلم أحيانا أخرى، ظلم يجد أصوله في الفكر الإنساني، حيث اعتبره الفلاسفة الإغريق رمزا للنجاسة وأقل مكانة وسموا من الروح وهي نظرة بغض النظر عن أسسها الميتافيزيقية فهي ثقافية كذلك وصولا اليوم إلى الفكر المعاصر الذي يحاول أن يغير من النظرية المادية للجسد الذي يحق له التعبير من منطلق قناعات ذاتية لا تقل قيمة وسموا عن مكانة الروح، بل صار المبتغى هو توحد وتناغم الجسد والروح لتحقيق السلام والسكينة.
فكيف يكون هذا الجسد الذي عليه احتواء كل هذه المفارقات؟ كيف ينتصر على لغة التمييز ومنطق التسويق والاستهلاك ويفرض احترام الاختلاف والخصوصية وكيف ينبذ منطق التجميل المزيف ويفرض قيما عميقة من التصالح الذاتي قبل التصالح الاجتماعي٬ قد يكون هذا هو الطريق إلى تحقيق متعة الحياة التي يقول عنها الفيلسوف أبيقور : كل المتع تنبع من الجسد ولكل متعة وحدة حيوية فوق انعدام الأمل. المتعة هي الإحساس البشري الوحيد الذي يؤهلنا والذي يجعلنا أكثر مما نحن عليه في الحقيقة كمجموع  ذرات : المتعة التي تتميز بانعدام الألم والإضطراب٬ تمنح الجسد إحساسا أعلى بذاته٬ ليس هناك سوى تجربة واحدة تشعر الإنسان بأنه حي : تجربة المتعة لأنها توحد الجسد بأحاسيسه وروحه.

يأتي تنظيم هاتين البطولتين في نفس الوقت وعلى نفس الموقع تخليدا لتقليد تنظيمهما بشكل مختلط، والذي كان قد ترأسه سنة 1993 جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، مؤسس البطولتين.
لا يتجاوز عمرها تسع سنوات حين كتبت مجموعتها القصصية المتميزة "آيريس وطفلة الشمس".
حصد الأستاذ المغربي مسعود عربية، المنحدر من إقليم تارودانت، جائزة “المعلم العالمي” خلال حفل أقيم في العاصمة الهندية نيودلهي.