تعتبر أورام الثدي من المشاكل المنتشرة بين النساء والتي تصيبهن في فترة ما من عمرهن وعلى الرغم من الانتشار الكبير لهذا النوع من المرض فإن خطورته تكمن في الضغط والتوثر النفسي الذي يسببه للمرأة لاعتقادها أن ورما بالثدي معناه السرطان. الثدي هو عضو مكون من الغدد المنتجة للحليب وتتصل جميع هذه الغدد بقنوات تقوم بنقل الحليب من الغدة المصنعة للحليب إلى الحملة. أما بقية مكونات الثدي فهي عبارة عن خلايا دهنية وأوعية دموية لمفاوية تؤدي إلى العقد اللمفاوية التي توجد في تجمعات تحت الإبط.
أعراض وعلامات :
يعتبر أمرا طبيعيا عند النساء وجود ألم بالثدي قبل الدورة الشهرية وذلك بسبب التغيرات الهرمونية المصاحبة للدورة، غير أن هذا لا يمنع في بعض الحالات من أن يكون هذا الألم مؤشرا على وجود أكياس صغيرة مليئة بسائل تنمو داخل الثدي وهذه الأكياس سببها الاضطراب الهرمونية. وقد يصاب الثدي بنوع آخر من الاضطرابات وهي أورام قد تكون حميدة أو خبيثة ونتقسم هذه الأعراض إلى عدة أقسام منها ظهور صلابة أو تعقد نسيج الثدي إلى درجة تشعر معه المرأة بوجود كتلة بالثدي بالإضافة إلى تغيرات قد تطرأ على شكل الثدي كاحمرار أو انكماش أو التهاب الحملة أو نزول سوائل مختلفة الألوان منها وظهور اكزيما الحملة أو ما يطلق عليه مرض باجيت وهي مؤشر على سرطان خفي إذ ينصح بمراجعة الطبيب عند حدوث أي من هذه الحالات.
أسباب الورم :
السبب وراء ظهور ورم بالثدي غير معروف غير أنه تتداخل عدة عوامل البيئة والغذائية والهرمونية وكذا التدخين بالإضافة إلى عامل الوراثة الذي يزيد من احتمال إصابة من له تاريخ عائلي قريب من نساء أصبن بسرطان الثدي كالأم أو الأخت، وللإطمئنان على حالات كهذه هناك تحاليل جينية تمكن من معرفة ما إذا كان أقرباء المصابة مؤهلات للإصابة بالمرض أم لا على اعتبار أن سرطان الثدي هو من الأمراض الجينية كما أن الإجهاض أحد الأسباب كذلك خاصة وأن الثدي يتهيأ للحمل وفي حالة الفشل قد يصاب بالورم.
تشخيص الورم :
أول خطوة على المرأة القيام بها هي المراقبة الذاتية والدائمة لأي تغيير قد يطرأ على ثديها والتأكد أولا من سلامتها وذلك عن طريق قيامها بتحسس كامل ودقيق للثدي من خلال حركة دائرية وبالضغط الخفيف على أنسجة الثدي كما يعتبر الفحص بالايكوكرافي والماموجرام أحد الفحوصات التي تنصح النساء بإجرائها على الأقل مرة كل سنتين بعد سن 38 من عمر المرأة وذلك لدقة هذه الفحوصات في تشخيص الأورام غير المحسوسة وحتى تلك التي هي في مراحلها الأولى وفي تحديد ما إذا كان الورم كيسيا يحتوي على سائل أو ورما صلبا مع الإشارة إلى أن هناك أكياسا سرطانية كما تعتبر هذه الفحوصات دقيقة أيضا في التفرقة بين الأورام الحميدة وغير الحميدة في أغلب الحالات كما يعتمد التشخيص في بعض الحالات على تحليل نسيجي أي باثولوجي لعينة الخلايا والأنسجة في حالة وجود ورم بالثدي.
الورم أنواع :
أورام الثدي تختلف فهناك الأورام الحميدة والأكياس التي تعتبر هي الأخرى من الأمراض الحميدة لكن البعض منها يدخل في إطار الأكياس السرطانية كما أن هناك نوعا آخر من الأورام وهي أخطر مجموعة في أمراض الثدي وهي الخبيثة قسم من هذه الأورام لا تشكل أي خطر يذكر خاصة الأكياس فإذا أظهرت الأشعة أن الكيس مقفول جيدا فيمكن أخذ عينة بحقنة وسحب السائل إلى الخارج وإخضاعه للتحليلات وغالبا ما تعالج هذه الأكياس بواسطة بعض الأدوية والمراهم وهي تصيب النساء ما بين سن 25 و30 سنة أما إذا كان الكيس سرطانيا أو الورم حميدا فيمكن إزالته بعملية جراحية بسيطة والتخلص منه نهائيا مع إخضاعه للتشريح وفي حالات الشك يجري تشريح للورم في الوقت نفسه الذي تجري فيه العملية للتأكد من نوع الورم فإذا كان حميدا يقفل الجرح أما في حالة الورم الخبيث فإن العملية تتطلب إزالة الورم والتأكد من أن الجراحة تمت في المناطق السليمة وهذا التأكد يجري بواسطة تحليلات تباشر موازاة مع العملية والعملية تلزم إزالة الغدد اللمفاوية التي توجد بالابط لأنها أول مكان يصاب بالسرطان لذا يجب إخضاعها هي الأخرى للتحليلات أو حسب النتيجة يعطى العلاج وهذا النوع من الورم يصيب المرأة ما بين 45 و50 سنة غير أن خطورة الإصابة به تقل مع الكبر في السن .
متى يجب استئصال الثدي :
استئصال الثدي لا يتم إلا في بعض الحالات منها تلك التي يكون فيها حجم الورم كبيرا ويكون قد اتضح من خلال التحليلات أن العملية لم تمر في المنطقة السليمة وفي حالات إصابة جلد الثدي أو انكماشه واحمراره بشكل كبير وحتى في الحالات التي تظهر التحليلات أن الورم حميد غير أن حجمه يكبر بسرعة إلى درجة يصيب المنطقة التي عليها الثدي و 50 في المائة من هذه الأورام هي السرطان الذي يسمى ساركوم.
ما هو علاج الورم الخبيث :
يعتمد على نتيجة المرض ونوعه فإن كانت المسألة تتطلب إزالة الورم السرطاني من ثدي مع جميع ملحقاته من الأوعية اللمفاوية كإجراء أولي فلابد من إخضاع المريضة للعلاج الكيماوي أي الشيميوترابي لقتل الخلايا السرطانية لأن هذا المرض يمر عن طريق الدم، وفي بعض الحالات تستعمل كل من الأشعة والعلاج الكمياوي بعد الجراحة للقضاء على الأنسجة المتبقية والتي لا تظهر بالعين المجردة كما أن هناك حالات تتطلب إجراء العلاج الكيماوي قبل وبعد جراحة الثدي خاصة عندما يكون الثدي مصابا باحمرار كثيف مع الإشرة إلى أن هناك أدوية توصف للمصابة بعد إجراء العلاج الكيماوي وهو العلاج الهرموني وهو يحد من تنقل السرطان إلى أعضاء أخرى في الجسم ونتيجة تساعد المريضة على قضاء أكثر من عشر سنوات بدون مشاكل في حين أن المريضة التي لم تأخده يمكن أن تواجه مشاكل صحية بعد مرور سنتين على العلاج الجراحي والكيماوي.
احتياطات لابد منها :
على النساء القيام بالفحص عند طبيب النساء مرة في السنة على الأقل فالمرأة التي يفوق سنها 38 سنة لابد من أن تخضع ثديها للفحص بالإيكوغرافي والماموغرافي لأن الفحص السريري غير كاف حتى وإن كانت المرأة لا تشعر بأي ألم في الثدي لأن هناك بعض الأدوية تصحي المرض كتلك التي تأخذها المرأة بعد سن اليأس وهي أدوية لا تلزم كل النساء إلا من هن في حاجة إليها كما أنها أدوية لا توصف بدون فحص دقيق لثدي المرأة ومراقبة دورية لها لأنه كلما اكتشف المرض مبكرا كلما كان العلاج فعالا.