– رانيا في البداية نريد أن نقدمك لقراء مجلة نساء من المغرب .
أنا رانيا الصقلي – 14 عام ، بطلة المغرب أقل من 16، 17، 18 عام في رياضة ركوب الأمواج ، وبالطبع طالبة في الصف الثالث الإعدادي ، وعموما أنا من عشاق الرياضة أمارس عدد من الرياضات كهواية الى جانب ركوب الأمواج وهي الصيد ، وركوب المراكب الشراعية وأخيرا كرة اليد .
– ما هو السبب وراء اختيارك لممارسة رياضة ركوب الأمواج ؟
وأنا في عمر الأربع سنوات كنت أعاني من التهاب شديد في صدري ” الضيقة ” ونصح الأطباء والدي بممارسة رياضة لها علاقة بالماء ، وفي هذا السن كنت أحب البحر جدا فطلب مني والدي أن أجرب رياضة ركوب الأمواج ، وأنا أتذكر عندما ركبت أول موجة ظللت أفكر متى أعود إلى البحر لأركب الموج من جديد وأصبحت هذه الرياضة شغفي في الحياة .
– هل تحتاج رياضة ركوب الأمواج إلى مواصفات جسمانية معينة من أجل احترافها ؟
ركوب الأمواج ليس مجرد سباحة أو مواجهة موجة عالية ، وإنما مجموعة من المواصفات الشكلية والعقلية التي تشكل بطل ركوب الأمواج الذي يجب أن يتمتع بأكتاف قوية حتى يستطيع مواجهة الموج ، سرعة في الحركة ليتمكن من ركوب اللوح بسرعة وخفة ، قدرة في التحكم بالنفس والجسم لاتخاذ قرار الحركة في الوقت المناسب ، وبالطبع السباحة بشكل محترف .
– وكيف يتم احتساب النقاط في مسابقات ركوب الأمواج ؟
اللعبة لها شروط وقوانين مثل كل الألعاب الرياضية ، ولكي يتمكن أي لاعب من الحصول على نقطة لابد أن يركب الموجة بشكل احترافي ويقوم بأداء حركات رياضية خلال ركوب الموجة مثل الدوران والقفز وغيرها من الحركات غير السهلة التي تتطلب تدريب ولياقة وخفة في الأداء ، بمعنى أن المسألة لا تتطلب فقط قوية رجلين وإنما توازن جسدي كامل .
– وما هو روتين التدريب الذي تحرصين عليه ؟
التدريب ينقسم لشقين التدريب الجسدي من ثلاث إلى أربعة مرات بالأسبوع ، ساعة في كل مرة مع مدرب متخصص في التدريبات الجسدية ، والشق الثاني هو تدريب ركوب الأمواج والتي قد تصل إلى خمس مرات أسبوعيا من المدرب الخاص بي .
– وهل لديك نظام تغذية معينة ؟
بالطبع كل الرياضيين يلتزمون بنظام تغذية صحي ، فأنا أتناول كل أنواع الأطعمة ، الخضروات ، الفواكه والبروتينات وأحاول دائما تجنب السكريات والأغذية المصنعة بطريقة غير صحية .
– أريد أن أسترجع معك ذكريات أول بطولة لعبت بها .
كنت في عمر الثانية عشر عام 2019 وكانت أول بطولة ألعبها على مستوى المغرب ، ووصلت فيها للدور ما قبل النهائي ،البطولة الثانية هي البطولة الوطنية لأقل من 18 عام وحصلت فيها على المرتبة الثانية على مستوى المغرب ، والعام الماضي 2021 شاركت في كل المستويات أقل من 14 ، 16 ،17 ، 18 عام والبطولة المفتوحة أيضا و حصلت على المركز الأول في البطولات أقل من 14 ، 16 ، 17 ، 18 عام وبالنسبة للبطولة المفتوحة حصلت على المركز الرابع وطنيا .
– وكيف تستطيعين تنظيم وقتك بين الرياضة والدراسة ؟
بالطبع هو ليس بالشيء الهين أو السهل ولكن أحاول على قدر الإمكان تنظيم وقتي بين التدريبات والدراسة ، فمثلا أحرص على أداء الفروض المدرسية في فترة استراحة الغداء ، وفي الطريق إلى التدريبات أراجع الدروس ، والمدرسة تلعب دور مهم جدا في تنسيق الوقت فهم يجهزون لي برنامج خاص من أجل الحصول على فترة زمنية كافية للتدريب ، كما أن المعلمين يحرصون على إعادة شرح الدروس في حالة غيابي للذهاب إلى بطولة أو تدريب .
– البعض يعتبر أن رياضة ركوب الأمواج هي رياضة للذكور هل تتفقين مع ذلك ؟
طبعا ، هذه هي واحدة من صعوبات تلك الرياضة ، بالرغم من زيادة أعداد الفتيات اللاتي يركبن الأمواج إلا أن أول صعوبة تواجه أي فتاة مع الأمواج هي نظرة الذكور لها ، وأنا نفسي مازالت حتى الآن عندما ألتقي الذكور في التدريبات يقولون لي ” ماذا ستفعلين بركوب الأمواج ؟ كبير عليكي البحر ، لا يتركوني لأركب الأمواج معهم ” ولكن هذا بالنسبة لي يكون عامل تحفيز للتدريب والاستمرارية من أجل نفسي ومن أجل أن أصبح أفضل منهم ، وهذا الفرق الكبير بين البنات والأولاد في الرياضة يظهر حتى في الحصول على دعم مالي من المعلنين لأن للأسف معظم المعلنين في رياضة ركوب الأمواج يستهدفون الذكور .
-ولكنك نجحت مؤخرا في الحصول على دعم من LA MDJS ?
من الجيد جذا ذكر ذلك ، بالفعل حصلت على دعم من LA MDJS وهو بالطبع يعكس إيمان وقناعة لديهم بأهمية توفير الفرص للفتيات أيضا في الحصول على الدعم في ممارسة الرياضة من أجل مزيد من المشاركة في البطولات الدولية لرفع مستوانا .
– وهل معنى ذلك أنك سوف تشاركين في الأولمبياد القادمة 2024 ؟
الجامعة الملكية لرياضة ركوب الأمواج دائما تتابع معي بطولاتي وتدريباتي وهم على معرفة كاملة بكل ما أقوم به ، وأنا أحاول جاهدة من أجل أن أكون جاهزة لأولمبياد 2024 وقتها عمري سيكون 17 عام .
– ماذا يفتقد الأبطال المغاربة من وجهة نظرك لكي يكونوا أبطال أولمبيين ؟
أهم شيء لابد أن يكون لديك كرياضي الرغبة والشغف الذي يبدأ منذ الصغر ويكبر مع الرياضي ، وأيضا التشجيع والتعامل الصحي من المدربين والدعم العائلي والنفسي حتى يجدوا الدعم والتشجيع اللازم ، وأيضا توفر ثقافة المنافسة والمُدربين المُحترفين والذين يعتبرون مشكلة كبيرة في المغرب من وجهة نظري فلا يوجد عدد كافي من المدربين المؤهلين لدعم الأبطال الصغار ليصبحوا أبطال أولمبيين ، وأخيرا الدعم المادي لأن أي رياضة هي مكلفة وتحتاج إلى أدوات وسفر من أجل رفع المستوى .
– وما هو الدور الذي لعبته عائلتك في دعمك كرياضية ؟
والدي ووالدتي هما أكبر داعم لي ، ودائما معي منذ الصغر فتركوا لي الفرصة للاختيار من البداية حيث سمحوا لي بممارسة عدد من الرياضات مثل السباحة ، الرقص ، كرة اليد وغيرها من الرياضات وأنا من اخترت ركوب الأمواج لاحترافها ، وبالطبع الدعم المادي الذي لا يتأخرون عني فيه والدعم المعنوي الكبير في كل خطوة وقبل أي بطولة ، وحصلت والدتي على تدريب خاص لتكون على دراية كاملة بطبيعة الطعام الذي يجب أن أتناوله حتى أحصل على توازن جسماني رياضي .
– وهل أثر احترافك لرياضة ركوب الأمواج على طفولتك و استمتاعك بها ؟
أبدا ، أنا أشعر أنني طفلة سعيدة ، فأنا استمتع بركوب الأمواج أكثر من أي شيء آخر ، وأنا من اخترت تلك الرياضة التي من خلالها أسافر ، ألعب ، أفوز وهذا بالطبع يحقق لي سعادة كبيرة .