في البداية أنت صاحبة فكرة مسلسل ” ياقوت وعنبر ” كيف كونت تلك الفكرة ؟
البداية كانت بسيطة جدا من خلال أحد حكايات أطفال لأبني وكانت تنتمي الى الأساطير للكاتب الأديب المغربي عبد السلام البقالي تسمى ” جزيرة النوارس ” و كانت تدور في مملكة اضطرت إلى الملكة إلى استبدال ابنتها بولد احدى العائلات الفقيرة لأن زوجها يرغب في إنجاب الذكور وهي كانت مصدر الوحي بالنسبة لي .
ولكن تطوير مجرد حكاية أطفال إلى مسلسل من ثلاثين حلقة ليست عمل سهل ؟
بالطبع ليس عمل سهل ، ولكن كانت الفكرة الأولي لمسلسل أسميته ” بنت التاجر “وكانت تدور حول قصة حب نشأت بين شاب وفتاة ينتميان إلى عائلتين عريقتين في سوق القماش والخزف وتكلل بالزواج ولكن إنجاب السيدة للإناث يعكر صفو الزيجة مما يضطرها الى استبدال الفتاة السابعة بذكر إرضاء للزوج وكتبت فكرة المسلسل والمعالجة والملخص الأولي لها ثم عرضتها على الصديقين نورا الصقلي وجواد الحلو لتطوير الشخصيات وخلق العوالم حولها ، وبالفعل قدمنا المسلسل كفكرة في عام 2017 ، ولكن لم يتم الموافقة عليها وظل حبيس الأدراج ثلاث سنوات .
ألم تلاحظي أن هناك تشابه كبير بين الفكرتين الرئيسين بمسلسل ياقوت وعنبر وشهادة ميلاد ؟
بالفعل هناك تشابه في الخط الدرامي الرئيسي ، ولكنا كعاملين في المسلسل فوجئنا بذلك ، وننتظر حتى انتهاء فترة الحجر الصحي لمعرفة حقيقة الأمر ، هل تم سرقة الفكرة أو مجرد توارد خواطر وصدفة واردة ،لأني كما ذكرت لدينا دلائل على تسجيل فكرة المسلسل منذ عام 2017 ، ونحن تناقشنا كثيرا في هذا الموضوع وقررنا ترك الحكم للجمهور، وأعتقد أن الجمهور قد قرر من الأفضل .
ألم تشعري بضيق لعدم تواجدك كممثلة في المسلسل ؟
لا أبدا على العكس، أنا كان لدي مسلسل من كتابتي أيضا هو باب البحر برفقة الفنان رشيد الوالي ، وقمنا بتصوير جزء كبير من المشاهد وكان مقرر له أن يعرض على شاشة الدوزيم هذا العام ولكن ظروف الحجر الصحي منعتنا من ذلك ، وعندما كتب ياقوت وعنبر كنت أرى نفسي مخرجة للعمل ولكن الأقدار كانت لها رواية أخرى ، وأنا عموما أرى أن حرفة الكتابة هي اضافة لي ومشواري وشخصيتي وفني .
معظم الفنانين المغاربة يشتكون من وجود ندرة في السيناريوهات الجيدة المكتوبة هل تتفقين معهم في ذلك ؟
هذا هو ما دفعني بالأساس أنا وصديقة العمر نورا الصقلي للكتابة ، فعندما يأتي لنا سيناريو ، نظل في ورشات عمل طويلة مع المخرج للتعديل والاضافة والمنطقية حتى يكون العمل مقبول ونستطيع العمل به وهذا يهدر الكثير من الطاقة والمجهود ، فقررنا تركيز هذا المجهود في أعمالنا الكتابية ، وأتمنى أن يكون عملنا اضافة للدراما المغربية .
ولكن البعض انتقد المسلسل وقال أنه يشبه المسلسلات التركية ؟
أنا لا أشاهد المسلسلات التركية من الأساس ، ولا أتعرض لها أبدا ، لأن ثقافتي أسبانية فرنسية ، ولكن ياقوت وعنبر مسلسل مغربي حتى الصميم في كل كلمة يقولها الممثلين أو قضية يطرحها المسلسل ، وعموما أنا أرى أن هذا هو اتهام جاهز لأي عمل ناجح ، لأن الدراما التركية طغت علينا وأصبحنا متخمين بها ولا نستطيع التمييز بينها وبين غيرها .
ولكن هناك اتهامات للمسلسل أيضا بعدم المنطقية أو الواقعية في بعض الأحداث ؟
أنا لا أكتب كلمة إلا بعد التأكد من صحتها سواء عن طريق محامين أو أطباء أو ضباط شرطة ، بالطبع حسب نوع المعلومة المطلوبة للسيناريو ، وأنا دائما أشاهد بعين الناقد وأقسى على نفسي في الحكم جدا حتى أطور من نفسي ، ولكن تطور المسلسل وأحداثه واقعية ولكن من الوارد جدا أن تكون هناك هفوات غير مقصودة .
البعض يرى أن كتابة مسلسل من خلال خلية كتابة يفقد الحلقات الإيقاع الواحد هل ترين ذلك ؟
من الوارد جدا أن يحدث ذلك ، ولكن عموما نحن نجلس في جلسة على كل حلقة ، نضع لها إطار ، ونتناقش فيه ، ونختلف ونتفق ، والرأي الأفضل الذي يكون في مصلحة العمل هو الرأي النافذ ، ثم نقسم الحلقات لكتابة الحوار ، وبذلك تفادينا مشكلة وجود اختلاف في الإيقاع بين الحلقات خاصة وأن نحن الثلاث نورا الصقلي وجواد الحلو بيننا كيمياء خاصة وتفاهم كبير .
هل تصنفين نفسك ككاتبة فيمينست ؟
لا ، أنا كاتبة امرأة تحب الكتابة فقط ، وبالطبع أدافع عن حقوق المرأة ولكن بشكل غير متطرف ، فأنا لا أحب التصنيفات ، ولم أعاني من تسلط الرجال في حياتي سواء الأب أو الزوج أو حتى العمل .
وهل شاهدت أي من المسلسلات التي عرضت هذا العام ؟
للأسف ليس لدي وقت ، وأنا أرى أن هناك أعمال لابد أن أشاهدها بعد رمضان مثل سلامات أبو البنات ، ولكن كنت أشاهد بعض حلقات من المسلسل المصري ” لعبة النسيان ” لأني من المتابعات لدينا الشربيني وأرى أنها ممثلة لديها قدرات عالية .