أثبتت دراسة حديثة أن العلاج بالتبريد، الذي يتضمن الوقوف في غرفة التجميد لبضع دقائق لتبريد الجسم بشكل كبير، يخفض مستويات الكوليسترول والجلوكوز في الدم مع تقليل قياسات محيط الخصر أيضا.
وقال الدكتور جاكوبو فونتانا من معهد “Istituto Auxologico Piancavallo” في فيربانيا بإيطاليا: “تشير نتائجنا إلى أن تحفيز الجسم بالتبريد بالكامل مفيد في علاج السمنة”، مضيفا: “كانت التحسينات في نسبة الدهون في الدم والجلوكوز مذهلة بشكل خاص.”
ويشار أنه تم استخدام العلاج البارد، مثل أكياس الثلج وحمامات المياه الباردة، لعدة قرون لتخفيف آلام المفاصل المصابة ومن قبل الرياضيين المحترفين للتعافي بعد التمارين الشاقة.
غرف العلاج بالتبريد
غرف العلاج بالتبريد هي جهاز جديد نسبيا. وتستخدم هذه الآلات النيتروجين السائل أو الكهرباء لتبريد مساحة صغيرة مغلقة إلى درجة حرارة منخفضة تصل إلى 150 درجة فهرنهايت أو أقل.
ويدخل الناس غرفة التجميد – مع بروز رؤوسهم للخارج من خلال فتحة في بعض الحالات – أثناء ارتداء الملابس الداخلية والأحذية فقط لمدة دقيقتين إلى ثلاث دقائق في كل جلسة.
وتستخدم غرفة التبريد الهواء تحت الصفر لخفض درجة حرارة الجسم كطريقة لعلاج الحالات من التهاب المفاصل والتصلب المتعدد إلى السمنة وارتفاع الكوليسترول.
كما أظهرت نتائج الدراسة، التي عرضت في المؤتمر الأوروبي للبدانة لسنة 2023 في دبلن، أيرلندا، أن قياسات الخصر انخفضت كثيرًا في مجموعة العلاج بالتبريد – انخفاض بنسبة 5.6 ٪ في مجموعة العلاج بالتبريد، مقابل انخفاض بنسبة 1.4 ٪ في مجموعة العلاج الوهمي.
نتائج العلاج بالتبريد
في السنوات الأخيرة، تم التفكير في العلاج بالتبريد لعلاج مجموعة واسعة من الحالات، من الألم العضلي الليفي والتهاب المفاصل الروماتويدي إلى التصلب المتعدد وفيروس كورونا.
ولاختبار قدرة العلاج بالتبريد على علاج السمنة، جمع فريق فونتانا 29 رجلا وامرأة يعانون من السمنة وقسموهم إلى مجموعتين. وتلقت المجموعة الأولى 10 جلسات علاج بالتبريد مدة كل منها دقيقتان عند 166 درجة تحت الصفر على مدار أسبوعين، بالإضافة إلى نظام غذائي ونظام تمارين رياضية. أما المجموعة الثانية، فتلقت جلسات علاج بالتبريد وهمية أو “صورية” مع برنامج الحمية والتمارين الرياضية.
وأظهرت النتائج، التي عُرضت في المؤتمر الأوروبي حول السمنة في دبلن، أن قياسات الخصر انخفضت بشكل أكبر في مجموعة العلاج بالتبريد – انخفاض بنسبة 5.6 ٪ في مجموعة العلاج بالتبريد، مقارنة بانخفاض 1.4 ٪ في مجموعة العلاج الوهمي.
وخفضت كلتا المجموعتين مستويات الكوليسترول، لكن الانخفاض في مجموعة العلاج بالتبريد كان تقريبا ضعف مجموعة العلاج الوهمي.
وانخفض الكوليسترول الكلي، على سبيل المثال، بنسبة 20.2٪ في مجموعة العلاج بالتبريد، ولكن فقط بنسبة 9.4٪ في مجموعة العلاج الوهمي.
ولهذا، يعتقد الأطباء أن هذه النتائج قد تكون بسبب درجات الحرارة تحت الصفر التي تحول الأنسجة الدهنية البيضاء في الجسم – تسمى أحيانًا “الدهون البيضاء” – إلى نسيج دهني بني، والذي يكسر جزيئات السكر والدهون في محاولة لتدفئة الجسم.
أطباء لهم رأي آخر
على الرغم من هذه النتائج الواعدة، يحذر بعض الخبراء من أن العلاج بالتبريد هو علاج غير منظم وغير مثبت إلى حد كبير.
وقال الدكتور آرون يوستين، المسؤول الطبي في مركز الأجهزة والصحة الإشعاعية التابع لإدارة الغذاء والدواء بأمريكا، في بيان صحفي: “نظرًا للاهتمام المتزايد من المستهلكين بالعلاج بالتبريد للجسم بالكامل، قامت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بمراجعة الأدبيات الطبية المتاحة حول هذا الموضوع بشكل غير رسمي”.
وتشمل مخاطر العلاج بالتبريد قضمة الصقيع والحروق وإصابة العين ونقص الأكسجة أو نقص الأكسجين، مما قد يؤدي إلى فقدان الشخص للوعي.
وأضاف يوستين: “وجدنا القليل جدا من الأدلة حول سلامتها أو فعاليتها في معالجة الظروف التي يتم الترويج لها من أجلها”.