تعتبر رشيدة فتح المتخصصة في تدبير برامج التنمية الاجتماعية والباحثة في قضايا المواطنة والسياسات الاجتماعية المواطنة ليست مجرد بطاقة هوية أو صفة قانونية، بل جوهر العلاقة بين المواطن والدولة والمجتمع.إن دراسة العلاقة بين المواطن والدولة تكشف أن ثمار المواطنة الحقيقية تنبت عندما تتفاعل مؤسسات الدولة مع توقعات المجتمع المدني بطريقة منتظمة ومؤسسية. في المغرب مثلا، يعكس نبض الشارع المغربي و الملاعب الرياضية منابر جديدة للشعارات الاجتماعية التي تندد بالفساد والمطالبة بالشفافية والمساءلة وتشكل مؤشرا على مطالب المواطنين المتجددة، وهي بيانات اجتماعية تعبّر عن الحاجة إلى إعادة ترتيب العقد الاجتماعي بطريقة شاملة ومنسقة.وحين تستثمر هذه الإشارات في تطوير سياسات عمومية تشرك جميع الفاعلين (الجمعيات، الأحزاب، النقابات، البرلمان والحكومة…إلخ)، تتحول الأرض التي تمثل فضاء العلاقة بين الدولة والمواطنين إلى حقل خصب للثقة. هذه البيئة لا تعزز فقط المشاركة الفردية، بل تقوي الرابط الاجتماعي وتدعم ميكانيزمات التضامن المجتمعي، حيث يشعر كل مواطن بالانتماء والمسؤولية تجاه محيطه ومجتمعه. وفي هذه الظروف فقط من وجهة نظرنا.
المواطنة الصورة ليست قاتمة
تعتبر مريم طالبة حقوق، ان المغاربة لا يعجبهم العجب وتستدعي مقطع هزليا لحسن الفذ، هناك نوع من المواطنين هوياتهم الانتقاد، وهذا حقهم، لكنه حق مسيج بحق الاخرين، لدينا متلازمة عدم الفرحة أو عدم الايجابية او السوداوية في كل شئ، لا اقصد أن كل شئ على ما يرام، لكننا يجب ان نكون موضوعيين «ننتقد في جميع الاحوال ولا نشعر بفرحة الانجاز ، المواطنة الايجابية تعني بالنسبة اليها القدرة على التغيير المبني على الفهم اولا»
المواطنة لا ترتبط بالمجال السياسي او المرافق فقط، بالنسبة لمريم، يمكن لكل مواطن ة أن يكون فاعلا في حيه ومحيطه، لكن مقابله تطريح مريم سؤال التغيير، لا يمكن التغيير دون الخروج من منطقة الراحة. وهذا هو جوهر المواطنة الايجابية . ومن مسؤوليات المواطنة، والانتقال من منطقة الراحة الى مواقع الفعل مهما كان الموقع.
يربط عبد الهادي مزراري كاتب صحافي بين السياق الذي يمر به المغرب ضمن مرحلة عنوانها «المغرب الصاعد» وبين اعادة طرح موضوع «المواطنة» وبحدة غير مسبوقة، «ففي الوقت الذي يجري النقاش بشأن المجالات التي لم ترق إلى المستوى المنشود، هناك قطاعات حيوية في البلاد تسير بسرعة مرضية وتبلغ مستوى جيدا من التقدم، بينما قطاعات أخرى تسير بسرعة متواضعة وهي موضوع انتقاد.
إن «المواطنة» ليست كلمة من دون فعل، ورصيدها لا يجري التصرف به من خلال عمليات افتراضية، إنها تضع الحقوق مقابل الالتزامات، وتسري على كافة الموطنين أينما كان موقعهم حكاما ومحكومين.
هل من الضرورة ان تمر المواطنة عبر المؤسسات ؟ تجيب اميمة عاشورأكاديمية وفاعلة حقوقية ان الشباب لم يجدوا ذواتهم في الاورغانيكرام ديال المؤسسات، المجتمعات تتطور في الازمات وعبر المحطات التي تكون فيها اصطدامات، والتطور كان إيجابيا في المغرب في محطات كبرى وهذه الحركية تبين صحة المجتمع تبين انه مجتمع حي يمكن ان يلد انسجة جديدة، غير ان اميمة ترفض الخطاب العدمي، فالمطالبة بالحقوق تعني الواجبات
في ايجاز لرأيها تستحضر معنى الجديث النبوي أن المواطنة هي أن تربوا ابناءكمم لانهم خلقوا لزمن غير زمانكم، يقتضي الامر اشتغال السياسات العمومية وان يحب الشباب بلادهم كما تحبهم.