السوشل ميديا و الجسد المشتهى “Trendy”

.رغم انها كانت جميلة بشهادة المقربين.. خضعت لمياء للكثير من التدخلات التجميلية, الا أنها ترغب في الحصول على جسد مثالي، فقد غيرت من شكل الشفاه والانف، نحتت محيط الخصر، ومعه مؤخرة بارزة، أصبحت تشبه الى حد ما نموذج كيم كارديشيان

بعمر الستة والعشرين، خضعت لمياء للكثير من التدخلات التجميلية، ورغم انها كانت جميلة بشهادة المقربين، الا أنها ترغب في الحصول على جسد مثالي، فقد غيرت من شكل الشفاه والانف، نحتت محيط الخصر، ومعه مؤخرة بارزة، أصبحت تشبه الى حد ما نموذج كيم كارديشيان، تتابع لمياء كل جديد يتعلق بالجمال، وتحرص على أن تكون على الموضة ولا تختلف عن النساء اللواتي تتابعهن على وسائل التواصل الاجتماعي. 

مثلت وسائل التواصل الاجتماعي مدارا استثنائيا فيما يخص الجسد والصورة الذاتية، يوضح عبد الرحيم العطري : أستاذ علم الاجتماع، بأن الصور أصبحت شاهد الحضور والغياب، يتم نشرها والاستعانة بالتطبيقات المتاحة، قصد ممارسة «التجميل الإلكتروني» عن طريق «الفلاتر»، للظهور بالشكل المشتهى. لا بأس أن نضيف «الملوّنات» و«المنحفات» أو «المسمنات» وباقي «المجملات» و«المضحكات» الإلكترونية إلى صورنا الأصلية، لنصنع «نسخاً مزيدة ومنقحة» أملاً في الإبهار والإمتاع.

«الايكات» و«المشاهدات»، نُعلن حسب العطري «عطشا» إلى الاعتراف، و«جوعا» أكبر على مستوى تأكيد الذات وتقديرها، وهو ما يفسرالعرض الذاتي بدرجة الهوس والنرجسية الرقمية. للرجال أيضا الكثير من الاستيهامات فيما يخص الجسد النموذج، تخبرنا فاطمة أم لابن في العشرين «يمضي ابني ساعات طويلة في النادي الرياضي، ربما أكثر مما يمضيه في دراسته، يرتب برنامج أكله والمكملات الغذائية المختلفة، انه مسكون بالحصول على جسد مثل جسد رولاندو، الذي يجعل منه أيقونة لدى الشباب». يعود الاهتمام المتزايد بالجسد إلى نوع من وعي المرء وتطور اهتمامه بشكله، لكن المؤكد، بالنسبة لصفاء مرجان طبيبة جراحة الاسنان وتجميل الابتسامة «أن ذلك يعود إلى تأثير الانفتاح على العالم، فما يحدث هناك يصل الى هنا بنفس الوقت، وسمح التواصل الاجتماعي بمعرفة آخر التقنيات في كل المجالات ومنها الطب التجميلي وأصبح لدى المغاربة نوع من الوعي بصحة الأسنان وتجميلها، وصارت مفاهيم مثل الابتسامة الهوليودية، وتناسق الوجه مع الابتسامة وشكل الاسنان أمرا دارجا، عكس ما كان عليه قبل سنوات». انتعاش مجال التجميل أو الطفرة التي يعرفها اهتمام المغاربة بالجسد، يربطه رشيد عديل طبيب الجراحة التجميلية والتقويم، بالتغيير الاقتصادي «بعد أن كان قبل ما يناهز عشرين سنة في حدود عشرين مليار دولار، ارتفع الناتج الداخلي الخام للمغرب الى أكثر من مائة مليار دولار.. هناك خلق للثروات لقد تغير المغرب كثيرا خلال العشرين سنة الأخيرة..أصبحنا نرى الماركات العالمية، السيارات الفارهة، الشقق الفخمة،..أن لها اصحابا يقول رشيد عديل المال يحرك السوق، والمغاربة بدأوا يربحون ماديا بسبب خلق مجالات جديدة للثروة، بالتالي فلن يكون الطلب من فئة واحدة، هناك أشخاص يشتغلون بالقطاع العام أو الخاص هناك زوجات لمسؤولين أو موظفين، هناك نساء يتحركن داخل مجال الدعارة الراقية، هناك رجال يشتغلون بالشأن العام ويرغبون صورة معينة، ولذلك يقبلون على كل ما من شأنه منحهم الصورة المثالية». الجانب الاقتصادي لوحده غير كاف لتكتمل الصورة، بالنسبة لسعيد بنيس أستاذ السوسيولوجيا، اٍذ أن سعي الكثيرين للحصول على شكل مثالي نابع أيضا من تأثير الاٍعلام والصور المرجعية التي يحتفظ بها كل شخص.ورغم أن الاقبال على ذلك يحضر فيه الاختيار والاعتراف بالهوية الشخصية للفرد -مع خصوصية بعض الحالات-، فاٍنه كذلك يعكس نوعا من الاٍرادة المبطنة نحو الانتماء لفئة ما، من هنا يمكن القول اٍنهم محكومون يتمثلات نخبوية، يكرسها الاعلام، أي أن الشخص يريد أن يتميز عن باقي المجموعات من خلال إبراز صورة جديدة تتماهى مع ما هو مطلوب كمقاييس خاصة بالنسبة للنخبة التي تحظى بوضع امتيازي ولو رمزي.

سلط المسلسل الضوء على واقع المرأة المغربية من خلال شخصيات تعيش في مستويات اجتماعية مرتفعة، بينما تخفي معاناتها الحقيقية خلف صور السعادة على وسائل التواصل الاجتماعي.
بمؤسسة دار بلارج، التي تحضن موضوع روبرتاجنا عن الأمهات الموهوبات، وجدناهن قد تجاوزن وصم « بدون» الذي كان يوصم بطائق تعريف بعضهن في زمن ما لأنهن ربات بيوت، حصلن على جائزة المونودراما بقرطاج عن مسرحية كتبنها، شخصنها، وعرضنها فوق خشبة مسرح عالمي. والحصيلة مواهب في فن يصنف أبا للفنون، اشتغلت عليها مؤسسة دار بلارج وأخرجتها من عنق الحومة والدرب وجدران البيوت القديمة التي لم يكن دورهن فيها يقدر إلا ب»بدون».
الأبيض والأسود لونين أساسيين في مجموعات عروض أزياء أسبوع الموضة بباريس.