، برفقة الدكتور عبدالعزيز الرماني خبير الاقتصاد الإجتماعي الذي ناقش كل نجاح وعَكَسَهُ على واقع مُجتمعنا.،
تفيد تقديرات منظمة الصحة العالمية أن معدلات الانتحار بالمغرب مُرتفعة، حيث أشارت احصائيات المنظمة لعام 2021 أن الانتحار منتشر بنسبة 9.7 لكل 100 ألف نسمة وسط الذكور، مقابل 4.7 لكل 100 ألف نسمة وسط الإناث، هذا طريق اختاره البعض أما الأغلبية من مُجتمعنا اختار طريق النور والبناء، قد تكون هذه السطورهي المُلهمة لك في حياتك المُقبلة، لتتجاوز عثراتك ولتعلم أن للجميع عثرات، فهؤلاء المغاربة هم من اخترعوا الأمل وصنعوه.
البداية كانت مع الفنانة التشكيلية نادية الشلاوي، التي أجبرتها ظروف جائحة كورونا على أن تكون حبيسة منزلها دون رِفقة إلا ألوانها، وكما كان رفيقا لها في كل مرة، أنقذها الفن التشكيلي مرة أخرى، فاستحقت اللقب وعن جدارة «سيدة الألوان».
تعكس الفنانة التشكيلية نادية الشلاوي الأمل على لوحاتها باستخدام الألوان، وتعتقد أن الفن مكانه الشارع ولابد أن يصل إلى الجمهور وهذا هو هدفها في الحياة، حيث قالت لنساء «خلال ظروف جائحة كورونا تأكدت من قيم حياتية كان لابد من تجربتها لزيادة اليقين حولها، كورونا أكدت لي أن المال ليس له قيمة أمام الحرية، وأن الصحة لا يعادلها أي شيء في الوجود، وأنا شخصيا لولا الرسم لكنت فقدت عقلي من الأفكار السلبية التي حاوطتني خلال فترة الحجر الصحي 2020، بل على العكس استغليت تلك الفترة في بلورة فكرة الفن للشارع في محاولة لتنفيذها على أرض الواقع. نقلت لوحاتي التي قد تكون باهظة الثمن بالنسبة للكثيرين، نظرا لأن المواد الخام المُستخدمة بها مرتفعة التكلفة، إلى حقائب متوسطة الحجم يمكن لأي شخص حملها، شخصيا أرفض جملةً وتفصيلاً فكرة أن الفن التشكيلي للنخبة المُثقفة، لكني أرى أن الفن مكانه بين الناس في الشارع، وهذا ما حاولنا تقديمه في معرض «الأزقة» بمدينة الرباط، حيث نشر أكثر من مائة فنان تشكيلي مغربي لوحاتهم بشوارع المدينة القديمة، بين البيوت، مما أثار انتباه الناس بالطرقات».
تتذكر الشلاوي لوحتها الأولى التي قدمتها في معرض تشكيلي جماعي كانت فيه هي الرسامة الوحيدة منذ أكثر من عشرين عاماً قائلة : «كان وجود سيدات في المعارض التشكيلية شيء غريب وغير مُعتاد، ونادرا ماكانت تقدم سيدة على تلك الخطوة، لكن مشاركتي أنا وغيري جعل اليوم المعارض التشكيلية للسيدات هي الأكثر انتشاراً، أنا شخصيا قدمت أكثر من 500 لوحة وهو انتصار للمرأة الفنانة في حد ذاته، يعكس أيضا وجود المغربيات دائما في لوحاتي فهي الأُم، المُنتصرة، المُحاربة، الحاضرة دائما في فني».
هذه هي الفكرة التي أكدها لنا الدكتور عبدالعزيز الرماني خبير الاقتصاد الاجتماعي مُنطلقا من ماحدث بالعالم خلال جائحة كورونا قائلا:» لابد أن تتغير الطريقة التي يتبناها المغاربة في تربية أبنائهم، الرفض مهم جدا في التربية، ليس كل شيء متاح، الحياة ليست سهلة، يجب التنشئة على التكيف، والتأقلم مع التغيرات الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة التي يشهدها العالم. هذا يدفعنا نحو تغيير الكثير من أفكارنا فلا شيء مضمون، يكفي لنا ما حدث في كورونا، الإنسان صنيعة بيئته وتنشئته وظروفه وأيضا جزء بسيط من جيناته، قد يرث القدرة على التأقلم من أحد والديه، وقد يصبح صانعا للأحلام من تربية الوالدين، لذلك أنصح كل المغاربة بتذكير أنفسهم قبل أبنائهم بأن الإنسان الناجح هو الصلب والمرن، ليس ضروريا أن يصنع ثروة، أو يصبح بطل، ولكن إنسان سعيد راضي متأقلم غير ناقم يتعامل مع العثرات بكياسة وذكاء، يستغل الظروف البسيطة من أجل تحقيق انتصارات كبيرة هو الإنسان الناجح الذي نبحث عن استنساخه بالمجتمع المغربي، وليس الأشخاص الناقمين، الرافضين للواقع دون الرغبة بالعمل، الباحثين عن مركب هجرة غير شرعية بدلا من مواجهة ظرف قد يكون بسيط».