، وبعد خطأ دفاعي غير مقصود منه تلقى ضربات متلاحقة من أكثر من عشر أطفال آخرين ، هم زملائه بالفريق والمؤسسة، كان أمامه حل واحد من أجل البقاء هو أن يصبح مُحارباً.
تصادفت رغبة رضوان مع رغبة مدرب الألعاب القتالية عبدالعزيز العشيبي في مساعدة نزلاء المؤسسة، وتعليمهم الدفاع عن أنفسهم وتذكر محمد هذه الحادثة لنساء قائلا «لا أعرف ماذا سيكون مصيري إن لم أقابل معلمي وصاحب الفضل علي عبدالعزيز العشيبي فقد كان يشرف على تدريبنا يوميا بعد صلاة الفجر، وأتذكر أنه لأول مرة فزت في مباراة مع أحد الأطفال من (ولاد بره) كما نقول عليهم بالمؤسسة عام 1992، شعرت بأنني ولدت من جديد، حتى أنني عندما عدت للمؤسسة تغيرت معاملة زملائي لي تماما، وأصبحت أتمتع بمكانة مميزة فقط لأني أصبحت بطل رياضي».
اضطر رضوان للخروج من المؤسسة الاجتماعية وهو في عمر الثامنة عشر عام 2000 وتذكر ما حدث قائلا «عندما خرجت من المركب واجهت واقعاً جديداً، بدون أسرة أو إخوة وينظر لي الجميع نظرة ابن المؤسسة الاجتماعية، ولكن الرياضة أنقذتني حيث اخترت الثانوية الرياضية لتكون محل دراستي في البكالوريا، وبدأت في الحصول على الأحزمة السوداء وتحقيق المزيد من البطولات داخل المغرب، حيث حصلت على بطولة المغرب للكاراتيه كيوكوشن خمسة أعوام على التوالي منذ عام 2005 حتى عام 2010، وحصدت عشرات الميداليات الذهبية والفضية في بطولة المغرب المحلية للكاراتيه، وظلت الميدالية الذهبية حكرا علي طوال خمس سنوات في المسابقات المختلفة، ثم اتجهت الى احتراف تدريب كاراتيه كيوكوشن» .
وضع رضوان أول دليل تحكيمي في لعبة الكاراتيه كيوكوشن، قام هو باعداده ليكون مرجعاً للحُكام واللاعبين والمدربين المغاربة، ويشغل منذ عام 2016 منصب نائب رئيس اللجنة الوطنية للكاراتيه والمسؤول الرياضي عن التحكيم داخل الجامعة الملكية المغربية للكاراتيه.
ينظر الدكتور الرماني لمثل حالات رضوان بإعجاب شديد ويرى أنهم نماذج للتعميم وقال «10 % من المغاربة فقط هم من لديهم هذه القدرة على النهوض والبحث عن الأمل ، وهم في الغالب من أبناء البوادي والقرى الصغيرة الذين نشأوا على مواجهة الظروف البيئية الصعبة، مقاومة الجفاف، صناعة الأحلام من أبسط المقومات، هؤلاء هم من لديهم تلك المرونة التي نتحدث عنها، أما البقية فهم أبناء الفشوش كما نطلق عليهم وهذا ليس عيبا بهم، ولكن الإنسان ابن بيئته، تصنعه ظروفه وتربيته، لا يمكن لشخص تربى في الفقر والجفاف والحرمان، الذي يضطر للسير على قدميه كيلومترات من أجل الوصول للمدرسة، بشخص آخر يُسرت له كل ظروف الحياة، يخضع أبويه لابتزازه ولا يرضى في النهاية، قدرة الشخصين على تجاوز الصِعاب والنُهوض من العثرات مُختلفة وهذا طبيعي».