انعكس تأثير إقحام مواقع التواصل الاجتماعي لكل جوانب حياتنا، على شكل العلاقات الأسرية، مما خلف الكثير من الافتراضية في العلاقات، لذلك فإن مناسبة نهاية العام هو فرصة نحو نقل العلاقات الأسرية من الشاشات إلى الواقع عن طريق كشف الحساب أو تقييم العلاقات الأسرية في نهاية العام وقالت الصباحي : «يعتبر هذا التقييم هو الأساس الذي تبني الأسرة علاقتها المستقبلية بناء عليه، وبالتالي فهو هام جداً، وعلى الرغم من ذلك فهو استثنائي ولا تفعله معظم العائلات، وأنا أنتهز فرصة مروري بمجلة نساء من المغرب، للدعوة إلى نشر تلك الثقافة وهي ليلة الاحتفال والحب والتقييم السنوية لكل العلاقات الأسرية، ويجب أن تناقش الأسرة الأحداث التي مرت خلال العام سواء كانت إيجابية أو سلبية لأن هذه هي طبيعة الحياة، فمن الممكن أن نتحدث عن إنجاز فردي أو فقد شخص عزيز، أو أزمة مادية طرأت على الأسرة، وهذا النقاش مهم جداً لتوطيد أواصر المحبة وتقوية روح التسامح والتأكيد على أن الأسرة فريق واحد مترابط وليس كل فرد على حدى».
يجب أن يضع أفراد الأسرة أهداف الاجتماع التقييمي السنوي، ويتم توزيع المهام والمسؤوليات داخل الاجتماع، وأن يبتعد جو الاجتماع عن تبادل الاتهامات والتراشق بين أفراد الأسرة وأوضحت المتخصصة في مجال مرافقة الأبناء قائلة: «الهجوم هو خير وسيلة للدفاع وللأسف هذا ما يحدث داخل المنازل وقبل المناسبات عادة، لذلك فإن واحداً من أهم أدوار الأب والأم هو المرافقة وتحديد الأهداف، وتجنب الخلافات الجانبية، والتأكيد على قيمة التسامح الأسرى لأنه هو الأساس، حيث لا يوجد شيء يهدم العلاقات مثل الضغينة، ويجب أن تحرص الأسرة على الإجابة على عدد من الأسئلة في هذه المناسبة مثل ما هو الشيء الذي أسعدك خلال العام؟، ماذا أحزنك؟، ما هو هدفك؟، من هو أقرب شخص لك ولماذا؟، كما يجب أن يحرص أفراد الأسرة الواحدة على تبادل عبارات الحب والتقدير لأنها لها أثر جيد جداً على الترابط العائلي، وهي إحدى لغات الحب التي لابد من أن نستخدمها ولا يستهتر بها».
يمكن أن يتم اعتماد أسلوب الاجتماع الأسري الأسبوعي، كوسيلة من الوسائل الفعالة في دعم الترابط الأسري بحيث يكون له (موعد ثابت، مكان ثابت، جدول أعمال ثابت)، حتى يتحول إلى روتين أسري، وعلى الوالدين تأجيل النقاشات الجانبية في الموضوعات الموضوعة على قائمة جدول أعمال الاجتماع حتى موعده، كما يُمنع في الاجتماع الأحاديث السلبية أو نقد الأبناء، كما يتم خلال كل اجتماع تقييم أهداف الاجتماع السابق، ويمكن اختيار شخص مختلف من الأسرة كل مرة للجلوس على رأس الطاولة، والقيام بواجبات المسؤول الأسري.
يعتقد الكثير من الوالدين أن إنفاق المال على أبنائهم، وتقديم الأكل، الملابس، وفرصة التعليم هو دورهم الرئيسي، ولكن هذا جزء أساسي من دور الوالدين يسمى الرعاية، أما التربية والمرافقة فهما قيم أخرى لابد أن يحرصان على توافرهما في علاقتهما بأبنائهما حتى لا تتحول العلاقات الأسرية إلى علاقات سطحية، وبالتالي فإن عمل الوالدين على تطوير أنفسهم والتغلب على عيوبهم الشخصية واحد من أهم أهداف بداية العام، ومن الأفضل أن يضع لكل شخص مجموعة من الأهداف وتضع الأسرة أهداف جماعية، ويصبح دور الأفراد هو الدعم المتواصل لتحقيق الأهداف الفردية والجماعية المنشودة، وبالطبع التأكيد على قيمة الحوار والتواصل مع الأبناء لأنه الوسيلة الفعالة في الحفاظ على قيمة الأسرة السوية.