في السنوات الأخيرة، أصبح الاهتمام بجمال الوجه جزءا أساسيا من صيحات الجمال واللياقة البدنية. وقد انتشر مفهوم “الوجه المنحوت” على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تتنوع الاتجاهات التي تدعي القدرة على تحسين ملامح الوجه، مثل تمارين يوغا الوجه وتقنيات “المواء” وأخيرا استراتيجية مضغ العلكة لنحت الفك.
يرى مؤيدو هذه الفكرة أن مضغ العلكة بانتظام يمكن أن يبرز خط الفك ويعزز عظام الخد، مما يمنح الوجه مظهرا أكثر نحافة. وقد حققت هذه التقنية شهرة واسعة، خاصة بين المراهقين الباحثين عن حلول تجميلية سريعة وغير جراحية.
مدى صحة الادعاءات
لكن، هل تتوافق هذه الادعاءات مع الواقع؟ الأبحاث المتاحة ركزت بشكل أساسي على فوائد مضغ العلكة التقليدية مثل تحسين التركيز وصحة الفم وتقليل التوتر، ولا توجد دراسات كافية تؤكد تأثيرها الجمالي. على سبيل المثال، دراسة نشرت في المكتبة الوطنية الأميركية للطب عام 2015 تشير إلى أن مضغ العلكة يزيد قليلا من معدل حرق السعرات، لكنه ليس بما يكفي لخلق تغيير ملحوظ في شكل الفك.
دراسة أخرى من عام 2018 في مكتبة “ويلي” للأبحاث أكدت أن مضغ العلكة يقوي عضلات الوجه، لكن هذه العضلات تتركز أكثر في منطقتي الخدين والرقبة، ولا تؤثر بشكل مباشر على خط الفك الذي تحدده أساسا البنية العظمية وتوزيع الدهون في الوجه.
نصيحة من الخبراء
الإفراط في مضغ العلكة قد يسبب مشكلات صحية مثل الضغط على المفصل الصدغي الفكي، الذي يعمل على ربط الفك بالجمجمة، مما يمكن أن يؤدي إلى آلام مزمنة وصداع متكرر.
ويوضح خبراء الصحة أن مضغ العلكة ليس وسيلة سحرية للحصول على ملامح منحوتة. رغم أن الحركات المتكررة قد تساعد في تقوية بعض عضلات الوجه، فإن التأثير يكون طفيفا، وغير كاف لإحداث تغييرات واضحة. وتشير أيضا إلى أن الإفراط في ذلك قد يؤدي إلى تضخم عضلات الفك، مما قد يعكس مظهرا غير مرغوب.