الحيوانات الضالة بين الرفق و الخطورة

صاحب إعلان جماعة مدينة أكَادير إنشاء ملجأ للكلاب والقطط الضالة، رفض كبير من جانب جمعيات حقوق الحيوانات، وأيضاً حملات استهجان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءل البعض عن مدى أهمية تلك الملاجئ وجدواها في مكافحة خطورة بعض حيوانات الشارع، مما أعاد النقاش حول التعامل مع تلك الحيوانات الضالة، خاصة وأن مكانها الطبيعي وفقا لتقرير شبكة راباد المغرب لجمعيات حماية الحيوان والتنمية المستدامة هو الشارع، توقفنا أمام تلك المشكلة و ناقشناها بشكل متعمق

القتل العشوائي

أعلن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، أن حالات السعار «داء الكلب»، التي تصيب الإنسان سنوياً في المغرب، هي 21 حالة، كلها أدت إلى الوفاة، أما حالات داء الكلب التي أصابت الحيوانات، فهي 376 حالة في المتوسط سنويا، كما أن حالات الدودة الشريطية، للإنسان وصلت إلى 1700 حالة، وهذا المرض يعد الناقل الأساسي له هو الكلب، ويحتاج المرضى إلى 2.5 مليون درهم تكلفة العمليات الجراحية لعلاج تلك الدودة، مما يستدعي إعادة طرح السؤال حول جدوى الطريقة التي تتعامل بها الجماعات والعمالات مع الحيوانات الضالة، وأن محاولة تقليص عدد كلاب وقطط الشارع عن طريق القتل، هي محاولات فاشلة، لأن ما ينتج عنها هو تناسل عدد أكبر وأقوى وعمر أطول للكلاب، بحيث يكون الكلب أكثر تحملاً.

 

لا للملاجئ نعم للمستوصفات

رفض أحمد التازي، عضو جمعية «أدان» للدفاع عن الحيوانات والطبيعة وعضو في شبكة «راباد المغرب، فكرة إنشاء ملاجئ بالمدن المغربية، وتسويقها باعتبارها عصا موسى التي سوف تنهي مشكلة القطط والكلاب الضالة، وشرح مسببات ذلك الرفض قائلا: «لو كان القتل العشوائي أو سجن القطط والكلاب بالملاجئ حل لبعض مشكلاتها، لكانت انتهت القضية قبل خمسين عاماً هي المدة التي قُتلت على مدارها حيوانات الشارع، ولكن هذا ليس حل، فإذا كانت بعض الكلاب تعض بعض المارة، نتيجة إصابتها بداء السعار، أو تزعج الساكنة بالنباح، أو غير ذلك من الأضرار التي لا ننكرها إلا أن عدم وجود تلك الكلاب والقطط لا يمكن أن يصبح لأن الطبيعة ترفض الفراغ، وهؤلاء الحيوانات مكانهم وبيئتهم الطبيعية هي الشارع، وبدلاً من انشاء ملاجئ بملايين الدراهم تتحول إلى معتقل للحيوانات تحمل إشارة دخول بدون خروج، لابد من تغيير تلك الاستراتيجية، واستبدال الملاجئ بالمستوصفات الحرة، التي يحصل فيها الحيوانات على مساحة للحياة والتلقيح والتطبيب عن طريق متخصصين، إضافة إلى هناك اتفاقية وقعت عليه وزارتي الصحة والداخلية ومكتب «السلامة الصحية» التابع لوزارة الفلاحة، وهيئة الأباطرة عام 2019، بموجبها يتم الإمساك بهذه الحيوانات بطريقة إنسانية ويعقمها الطبيب البيطري المتخصص ويعالجها من الطفيليات، فيتم التخلص بشكل كبير من المخاطر الصحية لهذه الكلاب، ومن ثم تلقيحها ضد السعار، وإعادتها إلى أماكنها معقمة وملقحة، ويشمل هذا المشروع التحسيس وإرساء القوانين وتجريم الاعتداء على الحيوانات»، خاصة وأنه بعد إعادة الكلاب إلى أماكنها تقوم هي بالدفاع عن منطقتها، ولا يمكن لأي حيوان مصاب بالسعار أن يدخل إلى تلك المنطقة، وهذا أحسن حل دائم وفعال وإنساني للتعامل مع ظاهرة الكلاب الضالة».

مواصفات المستوصف الحيواني

يرى أحمد التازي أن مواصفات المستوصف الذي يجب أن تتوافر عليه كل عمالة بالمغرب هو المحور الأهم في النقاش، والذي يجب التركيز عليه: «يجب أن يكون المستوصف مكان آمن للحيوان، وليس معتقل، وأيضا يتوفر على المساحة الكافية للعيش بشكل يراعي كونه كائن حي، فلا يتم وضع 100 كلب في غرفة مغلقة أو صغيرة، وأن يحصل الحيوان على المساحة الكافية للتجول وممارسة طبيعته العادية، وأن يحصل على الرعاية البيطرية اللازمة، سواء اللقاحات الدورية أو الكشف اللازم في حالة المرض، وهذه الشروط ليست مستحيلة إنما تحتاج إلى قناعة بأهمية احترام الحيوان».

 حلول واقعية

رفض التازي الناشط بمجال حقوق الحيوان مقولة محاربة الكلاب الضالة ووصفها بأنها غير صائبة تماماً، وشرح قائلا:  «الهدف هو مواجهة الأمراض التي تسببها حيوانات الشارع من كلاب وقطط، التي قد تكون مميتة مثل الكلاب أو القطط المصابة بداء السعار، هذه المواجهة تتطلب الحلول الواقعية مثل وسائل تحديد النسل الكيماوية وهو أحد الحلول والاختيارات التي تقوم على تحصين إناث الكلاب ضد أحد هرمونات التناسل لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، وهي وسيلة أقل تكلفة من العمليات الجراحية ولا تتطلب موظفين بكفاءات عالية فمنذ عشرات السنين يقوم المغرب بحملات إبادة وقتل لم تأت بنتائج إيجابية، كما أنها وسيلة مكلفة مادياً جداً، وغير مستحبة من المنظمة العالمية لصحة الحيوان ومنظمة الصحة العالمية، ومنبوذة في العرف والمجتمع، فلماذا لا نفكر في طرق أكثر آدمية».

أول امرأة تتبوأ هذا المنصب الرفيع داخل المجلس، الذي يمثل أكثر من 80 ألف مهني في هذا القطاع.
 يبدو أن الساحة الغنائية المغربية مقبلة على موسم غني بالإنجازات والتطورات الفنية، في ظل تزايد الأعمال المبتكرة والتنوع الإبداعي، مما سيسهم في تعزيز حضور الأغنية المغربية بشكل أكبر.
شارك الفيلم السينما في العديد من المهرجانات وحصل على جوائز عدة، منها الجائزة الكبرى في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة..