شكوك حول اللقاحات..!
رفضت القضاوي قائمة الشكوك حول جدوى اللقاحات وربطها ببعض الأمراض الأخرى قائلة :”اعتماد جدول التلقيحات يتم بعد سنوات من الدراسة والأبحاث ثم التعميم، ولذلك نجد دائمة أكثر من مدرسة في اللقاحات ولكن الخلافات بينها بسيطة، ولهذا يجب اعتماد جدول التلقيح بحسب بلد القاطنين فيها مع احترام ذات الجدول حتى عند السفر أو الانتقال لبلد آخر للتمكن من استكماله كما هو متعارف عليه في بلد السكن وفي معظم دول العالم، كما أن الدراسات والأبحاث لا تتوقف بخصوص أي موضوع علمي أو طبي حتى بعد مرور سنوات، وبالنسبة للتلقيح فكل الدراسات و الأبحاث على مستوى العالم وفي مختلف المدارس الطبية التي تمت إلى الآن لم تجد أي ربط بين العلاقة “المزعومة” بين التلقيحات وانخفاض مناعة الأطفال كما أن الجهات التي تعزز هذه المقولة لم تعزز هذه الفكرة بأي بحث أو دراسة علمية مبنية على إحصاءات وحقائق علمية، بل أن الاتجاه الآخر هو من يملك دراسات عديدة تدحض هذه الفكرة”.
حملات مقاومة للقاح
انتشرت مؤخراً حملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى مقاومة كل أنواع اللقاحات الخاصة بالصغار والكبار، هذه الحملات ليست جديدة وإنما هي انعكاس داخلي لحركات عالمية قديمة، تظهر وتختفي على فترات متقاربة أو متباعدة، ففي عام 2015، انطلقت حملات مقاومة التلقيح ضد مرض الحصبة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية ما أدى إلى تفشيه وقتها وإصابة 131 شخصا في هذه الولاية، ما دفع مسؤولي الصحة إلى حملة تطعيم واسعة لمنع تفشي الحصبة مجددا، وهذه الحملات السبب الأول لها هو القلق المفرط لعدد من الأسر حول الإرهاق الذي تتسبب به اللقاحات لجهاز المناعة لدى الأطفال، وتزايدت تلك المخاوف عقب جائحة كورونا، ومعاناة الكثير من الآثار الجانبية للقاحات كوفيد 19 بمختلف أنواعه، مما جعل الربط بين الآثار الجانبية لمختلف اللقاحات وانتشار أمراض جديدة أو أوبئة مستحدثة هو أمر طبيعي.
ينتشر بشكل واسع عبر تلك المجموعات الافتراضية ربط صريح بين لقاحات الحصبة والإصابة بالتوحد، ويعود ذلك إلى دراسة نُشرت في مجلة “ذي لانست” الطبية العريقة عام 1998، عن وجود رابط بين اللقاح المضاد للحصبة والنكاف والحميراء، ومرض التوحد، لكن تبين في نهاية المطاف أن الدراسة “ملفقة” من صاحبها أندرو ويكفيلد، ولم يفلح لا البيان الرسمي الذي أصدرته المجلة لدحض هذه النتائج ولا الأعمال الكثيرة اللاحقة التي أثبتت عدم وجود رابط من هذا القبيل في تبديد المخاوف، ولذلك قرر المجلس الطبي البريطاني سحب ترخيص وكفيلد وقال إن الطبيب كان بإمكانه التراجع عن نتائج بحثه والاعتراف بوجود إشكاليات، ولكنه لم يفعل وتصرف بصورة غير صادقة وغير مسؤولة.
ترصد وزارات الصحة عبر مختلف الدول العالم الطاقات البشرية والمادية من أجل الحرص على الإنزال السنوي الناجح لعمليات التلقيح للرضع والأطفال، بشكل يحافظ على استمرار المناعة المجتمعية الدائمة ضد الأوبئة الفتاكة، التي خلفت ملايين الضحايا خلال القرون الماضية، شرحت طبيبة الأطفال هذا التأثير المُركب قائلة :”البعض ينسى أو يتناسى لماذا يتم تنفيذ جداول اللقاحات بهذه الصرامة، ولكن الإجابة تحتاج إلى مراجعة موضوعية لتاريخ انتشار الأمراض عبر القرون الماضية، وكيف أن مرضاً مثل الحصبة خلف الآلاف من الوفيات بين الأطفال، ومرض مثل شلل الأطفال حرم المئات منهم من القدرة على المشي، وأما الآن ونتيجة مباشرة للتلقيح فإن نسبة الإصابة بشلل الأطفال في المغرب شبه منعدمة، لذلك أنا أدعو كل من يوافق على دعوات الامتناع عن التلقيح أن يقرأ تاريخ تلك الأمراض، وأن يعرف أن أوروبا في ثمانينيات القرن الماضي فقدت المناعة المجتمعية لمرض “السل” بعد أن تعافى المجتمع منه بشكل كامل، نتيجة توقف اللقاح ضده، على خلفية اتساع رقعة الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة ” السيدا- الإيدز”، لذلك فإن الامتناع عن تلقيح الرضع والأطفال بشكل جماعي هي مسألة جد خطيرة، لا تقبل النقاش، ومن الهام أيضاً أن تعرف الأسر أن التأخير عن موعد اللقاح لا يعني انتهاء الفرصة، وأنه من الممكن في أي وقت العودة لطبيب الأسرة أو المراكز الطبية لاستكمال جدول التلقيح حسب عمر الطفل”.