اختتام معرض المغرب الطبي Morocco Medical Expo 2025

سجّلت النسخة الرابعة من معرض المغرب الطبي، المنعقدة من 15 إلى 18 ماي 2025 بالدار البيضاء، أرقاما مهمة سواء من حيث عدد الزوار أو ثراء البرنامج العلمي وتنوع المشاركين. فقد استقبل المعرض حوالي 10,000 زائر من المهنيين في القطاع الصحي أي بزيادة قدرها 15% مقارنة بالعام الماضي، مما يعكس جاذبية المعرض المتنامية على الصعيدين الوطني والدولي .

في القاعات الأربع المخصصة للمؤتمرات، شارك 120 متدخلا من 15 دولة، قدموا خبراتهم في أحدث الابتكارات وأهم القضايا في القطاع الطبي. كما عرف المعرض حضور 130 مؤسسة، من بينها حوالي 30 عارضا دوليا يمثلون 10 دول، ما يبرز البعد العالمي وتنوع الحلول المعروضة.

وشهد افتتاح المعرض حضور مستشار جلالة الملك السيد أندري أزولاي، ووزير الصحة والحماية الاجتماعية السيد أمين طهراوي، وعدد من رؤساء الجامعات، وعمداء كليات الطب، ومديري المستشفيات الجامعية، مما رفع من مستوى الحدث ليضاهي أكبر المعارض الصحية العالمية مثل معارض دوسلدورف ودبي.

من جهته أشاد الدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس الجمعية المغربية لعلوم الصحة ورئيس اللجنة المنظمة،  بنجاح هذه الدورة قائلا

“لقد حظي المعرض بشرف الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وهو ما يعكس الأهمية الكبرى التي يوليها جلالته لقطاع الصحة. عرف العالم في السنوات الأخيرة أزمات صحية كبرى، من جائحة كوفيد-19 إلى الزلزال المدمر في الحوز، إلا أن المغرب، وبفضل الله وبفضل تضافر جهود الأطقم الطبية والتمريضية، تمكّن من تجاوز هذه التحديات. وقد أدركنا أن الوقاية تظل الركيزة الأساسية لنظام صحي فعّال، وهو ما يعكسه شعار هذه الدورة.”

وأشار إلى مشاركة أكثر من 13 دولة من أربع قارات (أمريكا، آسيا، أوروبا، وإفريقيا)، إلى جانب أكثر من 150 خبيرا في مجالات طبية متعددة. كما تميز المعرض بتنظيم ندوات وورش عمل متخصصة، أبرزها اليوم الوطني التاسع للهندسة الطبية الحيوية، حيث تمت مناقشة أحدث التطورات، وتحديات اعتماد المستشفيات، وتدبير التجهيزات الطبية، والتحول الرقمي للقطاع الصحي.

أوضح الدكتور عفيف أن المغرب يواجه عدة تحديات، خصوصا نقص الموارد البشرية، إلا أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو الإصلاح، عبر تنفيذ القانون الإطار 06.22، وإنشاء وكالات وطنية جديدة (للأدوية، للدم)، وتعيين مسؤولين صحيين جدد على المستوى الجهوي لضمان العدالة المجالية في الولوج إلى الخدمات الصحية “من طنجة إلى الكويرة”. وأعرب عن اعتزازه بما تحقق تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة، مؤكدا على ضرورة تعزيز التكوين في المجال الطبي وشبه الطبي، مع وجود 11 كلية طب وافتتاح مدرسة جديدة بمدينة الداخلة.

“هدفنا اليوم هو سد العجز في الموارد البشرية وضمان العدالة المجالية في الولوج إلى العلاج، في إطار الورش الملكي الكبير لتحقيق التغطية الصحية الشاملة. نعمل على توفير تكوين مستمر وذو جودة للمهنيين، وتعزيز الابتكار من خلال شراكات مع مراكز البحث والصناعة الطبية. نحتاج إلى أطباء ومهندسين قادرين على تطوير حلول صحية تناسب حاجيات المغاربة”، كما ختم، مشيدًا بالدور الحيوي للصحافة في نشر الوعي الصحي.

من جانبه، أكد عماد بنجلون، المدير العام لشركة “أتيلييه فيتا” المنظمة للمعرض، على النجاح الكبير لدورة 2025، وقال:

“شهدت هذه الدورة إقبالًا غير مسبوق وحركية قوية. الحضور الكبير في القاعات الأربع، ومشاركة 120 خبيراً من 15 دولة، مكنتنا من تقديم برنامج علمي مكثف ورفيع المستوى. كما عرف المعرض مشاركة 130 مؤسسة، منها 30 مؤسسة دولية من 10 دول، ما يعكس البعد العالمي والتنوع الذي نطمح إليه. وقد تميز اليوم الافتتاحي بتوقيع عدة اتفاقيات، من بينها ثلاث شراكات استراتيجية بارزة، تأكيداً على التزام المؤسسات بتعزيز البحث العلمي والتكوين والابتكار في القطاع الصحي. نحن فخورون بجعل هذه الدورة محطة بارزة في الدبلوماسية الصحية والتعاون جنوب-جنوب، وتعزيز التكنولوجيا المتقدمة لخدمة الصحة المستدامة.”

برنامج علمي رفيع المستوى ومؤتمرات نوعية

تميز معرض المغرب الطبي 2025 ببرنامج علمي غني ومتعدد التخصصات، شمل أكثر من 20 جلسة موضوعاتية ومؤسساتية، بمشاركة 120 خبيرا من المغرب وخارجه. وقد تناولت الجلسات محاور مهمة كالهندسة الطبية الحيوية، التحول الرقمي، الطب عن بُعد، تدبير الأمراض المزمنة، الصيدلة، الأشعة، أمراض الكلى، طب الأطفال، والجراحة الروبوتية. كما شكل المنتدى الإفريقي العالمي التاسع للصحة منصة لتكثيف التعاون جنوب-جنوب وتعزيز الشراكات مع جمهورية الكونغو الديمقراطية كضيفة شرف، إلى جانب عدة دول من أوروبا، آسيا، وأمريكا.

وكان من أبرز اللحظات تنظيم المؤتمر الدولي الأول حول التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في الصحة، برئاسة البروفيسور هشام المدرومي، حيث نوقشت مواضيع الذكاء الاصطناعي، سلسلة الكتل (Blockchain)، الأجهزة المتصلة، والأمن السيبراني. كما سلط اليوم الوطني التاسع للهندسة الطبية الحيوية الضوء على أهمية اعتماد المستشفيات، تدبير الأجهزة، وجودة العلاجات، من خلال ورش تفاعلية وتجارب ناجحة من مؤسسات صحية. وتضمنت الفعاليات أيضا مؤتمرات عامة وعروض شفوية استعرضت آخر الابتكارات، التحديات، والحلول العملية لبناء نظام صحي resilient، مستدام، ومتاح للجميع.

في سياق يؤكد فيه المغرب مكانته كمفترق طرق ثقافي ووجهة رئيسيةللتظاهرات الكبرى،تحتضن مدينة الدار البيضاء اليوم الجمعة 23 ماي 2025 انطلاق مشروع جديد يحتفي بافريقيا وثقافتها، وتستمر فعالياته إلى غاية 18 يناير 2026.
في تعاون مفاجئ مع المصممة الموهوبة مريم الأبيض، أطلق اللاعب الدولي حكيمي تحفته الأولى في عالم المجوهرات الفاخرة - عقد 'روح المغرب' الذي يجمع بين الأصالة والحداثة.
أصدرت مجموعة العمل الخاصة بموضوع "التقنين ووسائل الإعلام الرقمية"، التي تترأسها نرجس الرغاي، عضو المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، النسخة الأمازيغية من القصة المصورة "العنف الرقمي : نكسرو الحواجز بقصة مصورة ".