يعاني الكثير منا من أعراض متفرقة بسبب صدمة زلزال الحوز يوم الجمعة 8 شتنبر 2023، حيث ظهرت أعراض متفاوتة في قوتها بين الناس، بداية من اضطرابات النوم والشهية، الشعور بالإعياء المستمر، عدم القدرة على التركيز، وصولاً إلى الإصابة بالاكتئاب المؤقت واضطراب القلق «anxiety disorder»، بينما ظهرت على الأطفال ما هم دون العاشرة أعراض مثل التبول اللا إرادي، نوبات البكاء والصراخ، رفض ترك الوالدين، وبالتالي فإن التأهيل النفسي لتجاوز صدمة الزلزال يجب أن يكون علمياً، وتدريجياً حتى لا تكون النتائج عكسية.
تناولت العديد من الدراسات العلمية آثار كرب ما بعد الصدمة خاصة «الزلازل» على الأفراد، حيث أكدت تلك الدراسات أن أكثر من ثلثي الأشخاص الناجين من الزلازل يعانون من أعراض الصدمة لمدة لا تقل عن ستة أشهر، ومن بين العوامل التي تؤثر على قوة الأعراض هي القرب من مركز الزلزال، فقدان أشخاص قريبين في الحادث، البقاء تحت الأنقاض لمدة طويلة، نقص الدعم الاجتماعي والذي يجعل تعافيهم من آثار الصدمة أكثر تعقيداً.
تناول فريق من الباحثين في مركز العلوم الصحية بجامعة أوكلاهوما بالولايات المتحدة الأميركية، آثار الزلازل على الصحة النفسية للناجين، وأكدت الدراسة أن الإناث هن أكثر الفئات تضرراً على نطاق واسع، وهن أكثر عرضة للخطر مقارنة بالذكور، وأيضاً وُجد أن السكان المسنين والأطفال الصغار يعانون من آثار نفسية و اجتماعية كبيرة، وأكدت الدراسة أن التدخل العلمي والسريع هو الضمانة الوحيدة للتخفيف من آثار ما بعد الصدمة للناجين من الزلازل.
نصائح عملية
إذا كنت تشعر بآثار صدمة الزلزال عليك يقدم لك الأخصائيون النفسيون فرصة لتجاوزها بتجريب الآتي:
• الزلزال فرصة لتعلم كيفية التفكير الإيجابي، فهو منحنا مساحة للوقوف على إيجابيات حياتنا.
• الحصول على الدعم النفسي في حالة الاحتياج له سواء عن طريق الأهل والأصدقاء، أو مساعدة متخصصة إن لزم الأمر.
• العلاج السلوكي المعرفي عن طريق متخصصين من الإخصائيين والأطباء النفسيين، والذي يساعد الناجين من الزلازل على مواجهة الضغوط المؤلمة والسيطرة عليها. استخلصت الدراسات عدد من التوصيات للتعامل مع آثار الصدمة على الأطفال عن طريق:
• الإصغاء التعاطفي معهم والحب والسماح لهم بالحزن.
• تقديم طرق لتفريغ الغضب والحزن والألم تبعاً للعمر.
• الصدق والمعلومات الواضحة وأجوبة مباشرة لأسئلتهم.
• المساعدة والدعم لإيجاد طرق للاستمرار بالحياة.
• ممارسة بعض الأنشطة المحببة لهم للحفاظ على روتين الحياة اليومية قدر الإمكان.
• تجنبوا المغالاة في حماية الأطفال – ساعدوهم على تحمل المخاطر المعقولة مع مساعدتهم لكي يستعيدوا دورهم في الحياة.
• ساعدوا الطفل على استعادة دوره كعضو مساهم في الأسرة بالسرعة الممكنة. (من خلال المسؤوليات والأعمال اليومية)، لأن ذلك يساعد الطفل على الخروج من وضع الضحية.