تأثير إيجابي على الدماغ البشري
يقدم كتاب العقل الأزرق مجموعة مختلفة من العلوم والمعارف حيث يجمع بين العلوم العصبية، علم النفس، البيولوجيا، والفلسفة ليستعرض كيف يؤثر الاقتراب من الماء أو التفاعل معه على الدماغ البشري بشكل إيجابي، ويمنح شعورًا بالسكينة، الإبداع، والتركيز، حيث يشير مصطلح «العقل الأزرق» إلى الحالة الذهنية الهادئة والمبدعة التي ندخلها عندما نكون قرب الماء أو نستمع إليه أو ننظر إليه الحالة التي تعاكس ما يسميه المؤلف بـ «Red Mind» (العقل الأحمر)، أي التوتر، والقلق المفرط الذي نعيشه في عالمنا اليومي المعاصر، واستعرض المؤلف الفوائد المباشرة للبقاء بجانب الماء مثل:
• يعمل الماء كمسكن طبيعي للتوتر والقلق ويحفز نظام «الراحة والهضم» في الجهاز العصبي.
• يُفعّل الماء مناطق معينة في الدماغ مرتبطة بالسرور والراحة.
يربط المؤلف بين الجينات والتطور البشري الذي بدأ من البحار، مما يجعلنا مبرمجين بيولوجيًا على الانجذاب للماء.
• يساعد الماء في إفراز هرمونات مثل السيروتونين، الأوكسيتوسين والدوبامين.
لماذا يؤثر الماء على الإنسان؟
استعرض الكاتب التأثير الإيجابي للمياه خاصة مياه البحر على سلوك الإنسان، ويشير إلى أن أجسامنا تتكون من أكثر من 70 % ماء، وهو نفس النسبة الموجودة تقريبًا في سطح الأرض، هذا التشابه ليس مجرد صدفة، بل رمز على ارتباطنا العميق بالماء، بل وأجاب الكاتب على السؤال «كيف يتفاعل الدماغ البشري مع الماء من خلال دراسة علم الأعصاب (neuroscience)، ويُظهر كيف يُمكن للماء أن يؤثر في وظائف الدماغ، العاطفة، الانتباه، والمزاج؟؟
لخص الكاتب الإجابة في ثلاث نقاط رئيسية هي:
1. التحفيز الحسي البسيط للماء:
* عندما ننظر إلى البحر أو نسمع صوت المياه، يتلقى الدماغ تنبيهًا متوازنًا غير مفرط، مما يخلق حالة من الهدوء دون أن يشعر بالملل.
* الماء يوفر ما يُسمى بـ “soft fascination”، أي التفاعل الهادئ مع بيئة مريحة تسمح للدماغ بالاسترخاء وإعادة التنظيم.
– يُبطئ نشاط اللوزة الدماغية، وهي المسؤولة عن الخوف والتوتر.
الماء يساعد في إفراز هرمونات السعادة مثل:
* الدوبامين (للتحفيز).
* السيروتونين (للمزاج).
* الأوكسيتوسين.
يعزز المشي قرب الماء أو السباحة الإبداع، ويقلل من نشاط «النقد الداخلي»
الماء والشفاء
استعرض الكاتب تجارب علاجية تعتمد على التفاعل مع الماء في حالات مثل القلق، الصدمة، الاكتئاب، التوحد، الإدمان، وغيرها..
كعلاج نفسي:
المرضى الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) أو القلق وجدوا في السباحة أو الأنشطة البحرية وسيلة فعالة للتهدئة.
• أنشطة مثل التجديف، السباحة، أو مجرد الجلوس قرب الماء تقلل مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر).
• العلاج المائي للأطفال (خاصة المصابين بالتوحد):
• يُقدم الماء بيئة حسية منتظمة ومتوقعة، وهو ما يُهدئ الأطفال الحساسين للمحفزات الخارجية.
• تساعد السباحة في تحسين التفاعل الاجتماعي والتركيز.
• يُسهل الماء التأمل واليقظة الذهنية (Mindfulness) :
• يجعل البحر العقل «حاضرًا» دون جهد، ويجعل الناس أكثر وعيًا بأجسادهم وأنفاسهم.
• يوفر الماء مشهدًا بصريًا بسيطًا ومنظمًا: خط الأفق، حركة الأمواج، تناسق الألوان،لذلك، النظر إلى البحر يحفّز حالة «التركيز الهادئ»، وهي مثالية للراحة والتجديد العقلي
الذاكرة والماء
أبرز كاتب كتاب «العقل الأزرق»، إلى أن ذاكرة الإنسان الفطرية مرتبطة بالماء، كما أن وجود الإنسان بجانب الماء يعزز الذاكرة، حيث إن كثير من الناس يربطون لحظاتهم السعيدة (الطفولة، العطلات، الحب) بمكان فيه ماء: شاطئ، نهر، مسبح، لذا فإن العودة إلى الماء تُعيد معهم شعورًا بالحنين والأمان، كما أن الماء يعزز الاتصال بالآخرين، حيث يذيب من الحواجز بين الناس، ويخلق نوع من الحميمية الطبيعية مع الآخر، مما يؤثر على الذاكرة البشرية بشكل جيد وأثبت الكاتب أن دماغ الإنسان يستجيب تلقائيًا لرؤية الماء عند رؤية محيط، نهر، أو شلال، يتم تفعيل مناطق في الدماغ ترتبط بالسعادة، مثل القشرة الأمامية، بينما ينتج الصوت المتكرر للماء (مثل الأمواج أو المطر) تأثيرًا مهدئًا مماثلاً للتنويم المغناطيسي، ويُبطئ النشاط العصبي المرتبط بالقلق.