يا عزيزي شات جي بي تي !

وأنا أتفحص الكثير من المقالات التي تكتب في كل يوم عن هذا العهد الجديد من التطبيقات الرقمية التي تكاد تصيبنا بالدوار، تخيلت لو أن كل هذه المعلومات الجديدة وجدت في عصر كنا غافلين فيه تماما عن عالم الذكاء الاصطناعي السريع التطور، لكان المتلقي مشدوها أمام العناوين التي تتردد أمام عينيه  دون إدراك
لطيفة لبصير كاتبة

هلوسات شات جي بي تي، إيلون ماسك والذكاء الاصطناعي، قلق الكتاب من شات جي بي تي، شركة جوجل تشعل الضوء الأحمر من شات جي بي تي، أهمية شات جي بي تي في برمجة الادارة، شات جي بي تي سيقضي على العديد من المهن…

ماذا لو أن متلقي كل هذه البرامج لم يكن منخرطا بالقوة في كل هذه العوالم الرقمية الجديدة، التي تفتح في كل يوم بوابات أخرى يمكن أن يتجاوز عبرها الذكاء الاصطناعي كافة البشر؟

يبدو أن الانسان يجنح بشكل مطلق نحو خلق الأشكال الاصطناعية التي تتجاوز قدرته على الاختراع والتخييل، وكأنه يرغب في أن تصبح البرامج الذكية هي التي تقرر مكان الانسان. ولعل ظهور الشات جي بي تي قد فتح محاور أخرى للنقاش تتناسل في كل يوم ، والتي غذت مثار جدل في الآونة الأخيرة منها اعتماد الكثير من الطلبة على ذكائه في البحوث أو حتى كتابة وصياغة الأعمال الأدبية إلى الدخول في حوار بينه وبين الفلاسفة.

لا يمكن أن نغفل كون الكثير من النصوص الآن أصبح يتكفل بصياغته الشات جي بي تي، وما علينا سوى أن نشحنه بالكلمات المفاتيح والمواضيع حتى يحرر لنا ما نريد ونشتهي من أعمال إبداعية ونحن هانئوا البال، مطمئنوا الأحوال وكأن عوالم الحكاية ينتجها الزمن الآن بشكل آخر: إحكي لي حكاية يا عزيزي شات جي بي تي وإلا فضحت عجزك أمام  الجميع.

حين نتأمل هذه العوالم الجديدة، يبدو أننا نمضي إلى عوالم مريحة للمبدع وإلى إجازة لتخييلات العقل البشري، فكأنه بدأ يصنع كل ما يريح كيانه وخاطره من القلق المزمن الذي يمكن أن يعذب المبدع. فالكاتب الآن يمكن أن يبدع وهو مستلق في فراشه الوثير بعد أن أسند للتطبيق الذكي مهام الابداع بدلا عنه، ووفق هذا الاعتبار لا يمكن أن نسأل المؤلف في العصر القادم عن طقوس الكتابة وقلق المبدع وكم استغرق العمل من شهور أو سنين، إلى غيرها من الأسئلة التقليدية الأخرى التي يجد فيها المبدع متعة لا مثيل لها لأنها مطبخه الحقيقي في الابداع، كأن يتحدث عن عدد السجائر التي دخنها وهو يفكر في الجملة الأولى ويقف عندها ثم يعود إلى تشطيبها أو يحدثنا عن عدد فناجين القهوة التي هيأها واحتساها مرات عديدة، أو عن أرقه وهو يستيقظ في عمق الليل لأن فكرة عابرة تؤرق مضجعه ، إلى عسر الكتابة الذي ينتاب الكتاب فترات طويلة من الزمن فيشرعون في اختراع طقوس مثل دروس عديدة في اليوغا أو التأمل أو أنواع معينة من الرياضات والعزلة حتى يعود القلم إلى الحياة.

تبدو كل هذه الطقوس التي تعيشها الذات وهي تبدع وكأنها ستوضع في سلة المهملات، فشات جي بي تي لا يؤمن بالنفس الانسانية وهي تعاني ذلك الدوران والتيه كي ترتق ما انفتق بالداخل وتعيد بناءه في أشكال أخرى يحملها الأبطال على عاتقهم، وكأنهم قد حملوا كل المشاعر التي يعيشها الفرد في حياته اليومية بتفاصيلها الدقيقة التي تمثل الانسان وهو يئن ويضحك ويبكي وينجح ويرسب ويودع ويلتقي إلى غيرها من الأحاسيس.

هل يمكن لشات جي بي تي أن يتألم بدلا من الانسان وهو يبدع ويتخيل؟ هل يتخيل فعلا أم أنه ينقل معلومات مخزنة بشكل ما ؟ هل يعيد  ما أنتجته البشرية ذاتها ويحولها من مكان ما إلى طالبها؟ هل يعرف بأن الابداع ليس فقط نصا تم إنجازه، بل هو تاريخ طويل فيه أعقد ما يمر على البشر؟ هل يلغي كل هذه التفاصيل الدقيقة التي يتعب فيها الانسان كي يشعر بثمرة جهوده؟ هل سيكون للابداع تلك الحلاوة إذا قام الشات جي بي تي بفبركتها؟ وماذا عن القارىء الذي سيقرؤها وهو يعلم أن صانعها ليس من لحم ودم ؟ !

يعد المسرح الملكي الرباط بتجربة ثقافية غامرة من خلال برمجة غنية تشمل احتضان أحداث ثقافية وطنية ودولية، بما يسهم في إثراء المشهد الثقافي للرباط والمغرب بأكمله.
منذ انطلاقته، دأب المهرجان الدولي للفيلم بمراكش على تكريم الأسماء اللامعة في عالم السينما، مما يعكس التزامه بتعزيز الثقافة السينمائية على الصعيدين الوطني والدولي.
بحسب وزارة الصحة، يسجل المغرب ما يقارب 40 ألف حالة إصابة جديدة بالسرطان سنويا بين النساء، يأتي سرطان الثدي في المرتبة الأولى بنسبة 36%، يليه سرطان عنق الرحم (11,2%).