الفاجعة والدرس

نخب ملحمة الوطنية والتضامن، لم ولن يتوقف، بعد أن رفع جلالة الملك السقف عاليا وهو يضع ملف تعديل مدونة الأسرة ضمن الأولويات مع باقي الأوراش الراهنة.

كم كان شتنبر هذا الذي ودعناه حابلا بالأحداث، خيرها وشرها. فقد أنبأ بخريف قبل أوانه، وبدا شهرا متقلب المزاج والأحوال.  شمس وأمطار، وفيضانات وأنواء، حر وظل مهيب. ونحن نسلم أنفسنا إلى هذا المزاج الطبيعي المتقلب، ألفينا أنفسنا نساير إيقاعاته مسيرين لا مخيرين. لم نلملم بعد أشلاء ما تبقى من مخلفات زلزال الثامن من شتنبر، الذي بقدر عنفه الذي أخرج أثقال أرض بقاطنيها وبجبالها، أخرج  كذلك كل الجميل فينا. لقد كان الزلزال فاجعة بكل المقاييس، فاجعة وطنية وإنسانية وحضارية. ضرب الأرض وذاكرة التاريخ والجغرافيا، لكن دون أن يضرب روح ووجدان المغاربة الذين أعلنوا الحداد لثلاثة أيام، ونكّسوا الأعلام من أعلى مبانيهم الرسمية، وانطلقوا في قوافل تضامن شعبي قل في زمننا هذا نظيره ، بدأ بالتبرع بالدم، وجمع المعونات العينية والمادية، ومواساة الجرحى والمكلومين، ثم المساهمة في رفع الأنقاض وانتشال الجثامين.  التقطوا معها قصصاً وحكايا لنساء وأطفال وشيوخ فقدوا جميع أفراد أسرهم وأقربائهم و هم أعزّ ما يملكون. هكذا تعيد الفاجعة الانسان إلى حجمه الحقيقي، وتعيد علاقته بالزمان والمكان وعلاقته بالآخر، تختبر منسوب حبه وإنسانيته ووطنيته كذلك. درس كبير لقنه المغرب، ملكا وشعبا للعالم في ملحمة وعبقرية التضامن. فماذا لو اعتمدناه منهجا إلزاميا، وسلوكا يطبع تدبيرنا لمختلف قضايانا الوطنية، وما ذلك على المغاربة ببعيد.

 بعد فاجعة الزلزال تم فتح أوراش كبيرة، لا تتعلق بإعادة الإعمار فقط،  أو بتشجيع السياحة، بل باحتضان بلدنا لملتقيات دولية هامة، أيضا و فوزنا بتنظيم كأس إفريقيا لكرة القدم ، وقبلها مشاركتنا في تقديم ملف طلب تنظيم كأس العالم إلى جانب الجارتين إسبانيا والبرتغال. أوراش تتطلب الكثير من التحضير اللوجستيكي والبنيوي، هي من دون شك تحديات ورهانات علينا النجاح فيها بنفس المسؤولية في العمل والعطاء اللامشروط. نخب الملحمة الوطنية،  والتضامن لم ولن يتوقف، بعد أن رفع جلالة الملك السقف عاليا وهو يضع ملف تعديل مدونة الأسرة ضمن الأولويات مع باقي الأوراش الراهنة. ويُذكر لعل الذكري تنفع المؤمنين،  بأن الأسرة عنصر أساس في التحول وفي الإصلاحات الكبرى، وأن مجتمعا تتحرك عجلاته دون مناصفة وتوازن، يكون مشيه وخطوه مختلا ومعتلا، بل آيلا إلى السقوط والتعثر. وحدها المواطنة الكاملة للنساء كما للرجال، تجنبنا الكثير من الكوارث الإنسانية والمآسي.

 الرسالة الملكية التي بعث بها جلالة الملك إلى رئيس الحكومة، كانت حاسمة في تأكيد أهمية هذا الملف في فلسفة ومسيرة النمو التي يشرف عليها جلالته شخصيا. من الضروري أن تعكسها ترسانتنا القانونية وتعمل علي تهيئ كل متطلباتها اللوجستيكية والسوسيوثقافية، السياسات العمومية بكل مكوناتها وتجلياتها، بما فيها العمل على إشراك مختلف الفئات المجتمعية مع فعاليات هذا الورش، من خلال مقاربة تشاركية يساهم فيها الإعلام بالدرجة الأولى، وكذلك مؤسسات التربية والتعليم في فك شفرات الملابسات والقوانين التي تنظم مؤسسة الأسرة لضمان المصلحة الفضلى لمختلف الأطراف سواء أكانوا أزواجا أم أبناء، دون أي ظلم أو تمييز،  بعيدا عن هستيريا الأخبار الزائفة.. وما يرافقها من «جهل اجتماعي»، الذي تتصاعد معه حدة المنشورات والحملات الموجهة ضد التعديلات المرتقبة لمدونة الأسرة على منصات التواصل الاجتماعي خصوصا، والذي يمكن اعتباره تشويشا لا مبرر له على ورش وطني مستعجل، يهم واحدة من أهم اللبنات المجتمعية المتمثلة في الأسرة. كإعلام نسائي علينا أن نستثمر خبراتنا السابقة في التهيئ لرحلتنا المستأنفة، وترويضها لتكون على قدر عزمنا، نخترق من خلالها العقليات الذكورية التي تبتدع كل يوم طرقا جديدة في العرقلة والتصدي. دون أن نكف عن مواصلة طرح الأسئلة نفسها: لماذا تخشى التكتلات الذكورية مطالبنا الثقافية والنوعية؟ لماذا يتم وضع المطالب النسائية، تحت تأثير حسابات ذكورية، في مقابل مصالح ومكاسب وهمية أو ضمن تركيبة تبدو كما لو أنها تهديد لأريحيتهم واستقلاليتهم وحتى رجولتهم، وحدها مؤسسة الأسرة من يدفع ثمنها وليس المرأة فقط، كما قد يعتقد. 

بأي صورة تنطبع في وجدانهم أحاديثنا عن كرامة المرأة، وعن كبريائها وعن حقوقها النوعية والثقافية؟ ففي الوقت الذي تقوم فيه الزوجة بدور كبير في الرعاية الاجتماعية للأبناء وللأسرة عموما، وجب التأكيد على أن البقاء في البيت هو جزء من المنظومة الاقتصادية، وأن تحمل عبء العمل المنزلي له مردود مالي من راتب الطرف الذي يعمل. وعليه من يبقى في البيت يستحق نصف راتب من يعمل خارجه، ذلك لأنه يتحمل نصف أعباء الحياة، أو أكثر في الواقع. كما أن عمل الزوجة، خارج البيت مع ما يكتنف ذلك من إكراهات وضغوطات،  فنجد أن هذا الحق، وبالرغم من بعض المكاسب القانونية، التي حاولت أن تضمن لها بعضا من حقوقها الانسانية، مازال لا يضمن لها حقوق المواطنة الكاملة في المساواة والحرية والقيادة في الأدوار المجتمعية بينها وبين الرجل. أيها الرجل المغربي،  عليك أولا أن تتخلص من كم المغالطات التي يعج بها ذهنك وحياتك، وألا تكتفي بكونك متفرجا مستهلكا، بل كن ناشطا منتجا، ويا حبذا لو صرت مبتكرا أكثر منه زوجا مستعبدا، بل ومستفزا.

العلامة الرياضية الشهيرة تفتتح ثاني فروعها في مدينة الدار البيضاء، والثالث في المغرب، ضمن إطار شراكتها المستمرة مع "بلانيت سبورت" لتعزيز حضورها في السوق المحلي.
هي «لالة فقيهتي» في برنامج «ألف لام» الذي أعدته وقدمته للتلفزيون المغربي، ومحجوبة في حياة في وحل، ونعيمة في برنامج الحكاية الإذاعي، وهي الراوية في «الحبيبة مي»، ولالة ربيعة في «البحث عن زوج امرأتي». بعض من أدوارها الكثيرة والمتنوعة التي ترسخت في ذاكرة جمهور السينما والتلفزيون والمسرح والإذاعة، لتكشف عن فنانة رسخت إسمها بعمق إنساني كبير هي نعيمة المشرقي.
العلاقة الجنسية المثالية هي مفهوم شخصي للغاية، ويختلف من شخص لآخر. الخبراء يؤكدون على عناصر مفاتيح وهي التواصل، الاحترام، والقدرة على النمو والتطور معاً.