كما تواجه النساء في ظلها العديد من التحديات الاجتماعية، الاقتصادية، والسياسية في مختلف أنحاء العالم. على الرغم من التقدم في بعض الأماكن، لا يزال التمييز بين الجنسين سيد الموقف في العديد من المجتمعات، حسب آخر التقارير الأممية حول أوضاع النساء في العالم، سواء اكان في مجال العمل أم في التعليم أم في الحياة الأسرية. تعاني النساء من فجوات في الأجور وفرص العمل مقارنة بالرجال، حيث تصل الفجوة في الأجور إلى 20% على مستوى العالم. كما يعانين من معدلات عالية من العنف الأسري، والتحرش الجنسي، والاعتداءات الجنسية، مما يفاقم من معاناتهن ويعوقهن عن التقدم في العديد من المجالات. بالإضافة إلى ذلك، تعيش النساء معيلات للأسرة في العديد من المناطق ظروفًا اقتصادية صعبة للغاية بسبب البطالة المرتفعة ونقص الفرص الاقتصادية والأعباء المعيشية التي تفوق طاقتهن. دون أن ننسى كيف تواجه العديد من الفتيات صعوبات في الوصول إلى التعليم، سواء أكان بسبب التقاليد الاجتماعية أم بسبب النزاعات المسلحة أم الفقر. هذا يقلل من فرصهن في التمكين، وزيادة قدراتهن المهنية والشخصية.
وفقًا لآخر التقارير، لا يزال هناك بلدان حيث لا تتمتع النساء بنفس الحقوق القانونية التي يتمتع بها الرجال، حيث تحصل النساء على أقل من ثلثي الحقوق القانونية المتاحة للرجال. بالمقابل، من أبرز التحديات التي يواجهها العالم، التغيرات المناخية والاضطرابات السياسية والاقتصادية، والتطورات التكنولوجية، فضلاً عن الأزمات الصحية مثل جائحة كورونا التي أعادت تشكيل مفاهيم الحياة والعمل على مستوى العالم. هذه التحديات تؤثر على حياة الأفراد والمجتمعات بشكل واسع، وتستدعي حلولًا مبتكرة للعام الجديد. هناك تركيز متزايد على الأوضاع الحالية في مختلف أنحاء العالم والتي تشهد تحديات متعددة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. التوجه العالمي نحو تعزيز الدبلوماسية الخضراء لحل قضايا المناخ بات أمرًا ملحًا، حيث تشكل أزمة التغير المناخي تهديدًا يتطلب تعاونًا دوليًا مكثفًا. رغم هذه التحديات، قد تلوح بين الحين والآخر إشارات إيجابية تتمثل في جهود الوساطة والسلام، مثل محاولات إنهاء النزاعات في بعض المناطق.
نحن على أعتاب مرحلة جديدة، نريد معها أن لا تتوقف الحياة ولا أن يكف الآخرون عن الفرح والابتهاج كنوع من «الترابيي» المحمود إن بالموسيقى والغناء أو بخلق الفرجة والمتعة سينمائيا. نحتفي خلالها بأعمال شاهدة على عصرها شكلا ومضمونا، تخلق لنفسها فضاءات تلتحم فيها باقي الإبداعات الفنية من أزياء تأبى أن تبصم بدورها وجودا مشروعا بنفحات التراث وروح العصر. وهذا ما لمسناه في مختلف التظاهرات الثقافية والفنية التي احتفت بالقفطان المغربي وجعلت منه مكملا حضاريا لا غنى عنه داخل المغرب وخارجه بل وجزءا من التراث الإنساني حسب منظمة اليونسكو التي أقرت بذلك مطلع هذا الشهر.
فمع اقتراب حلول العام الجديد، يواجه العالم مزيجًا من التحديات والفرص التي تعكس واقعًا مليئًا بالتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. تتسم معها الأوضاع العالمية بالاضطراب في بعض النواحي، وإن كانت تحمل آمالاً بفتح آفاق جديدة للتعاون و النمو أيضا. ما من شك أن التغيير شرط أساسي لاستمرارية الحياة. ثمة الحاجة إلى جرعة من ترياق الحكمة في هذا الوقت، الذي تغرق فيه مجتمعاتنا بأكملها في حالة من الضيق والقلق. لا نقوى معها أحيانا على مقاومة انكسار وجود محتمَل، ولا نملك معها في أحيان أخرى إمكانية التمرد على الوضع الذي نحُشِر فيه. إن لم يكن لجهلنا، فلاعتقادنا العكس. التغيير آت مهما تلبدت السماء بالغيوم ومهما تعاونت خفافيش الشر على إبقائه في الظلام، وقريبا سيولد النور الذي يبدد العتمة وينير تفاؤلا بعالم جميل نحلم به مقبلا إلينا. وما علينا سوى أن نفتح أذرعنا لدروب الزمان ونستقبله بكل إخلاص ونقاء، مزيلين عن كاهلنا الأحقاد وعن أيدينا الأصفاد، مدارين جراحنا غير متلفتين إلى الوراء. ولسان حالنا يردد ككل سنة نفس الأمنية.. كل عام والإنسانية بخير وسلام .