نوال السقاط, الرهان على الفن من أجل المعرفة

هي مهندسة حملة القانون من أجل الفن التي أطلقتها وزارة التعليم العالي بشراكة مع وزارة الثقافة. درست الفنون التشكيلية والدراسات القانونية لتنخرط في كيفية توظيف المجالين لخدمة بعضهما البعض. فنانة تتأمل سنواتها أمام لوحاتها التشكيلية وتفقد السيطرة على المراحل التي مرت منها لأنها كثيرة، غنية، متنوعة، وبأثر يقدم الاسم في غاليريهات العالمية بإضاءة أحرفها: الفنانة التشكيلية نوال السقاط.

أنتم في  حملة تحسيسية عن القانون عبر الفن هل من توضيح لهذا المزج بين لغتين مختلفتين؟ 

القانون عبر الفن هو حملة تحسيسية للقانون عبر مختلف التعابير الفنية : الصورة النحت المسرح الموسيقى الغناء الكاليغرافي.. في  الدورة الأولى لهذه التظاهرة  والتي بدأت السنة الماضية،  اشتغلنا على 28 موضوع  قانونيا، وهي مواضيع تم التعبير عنها  ونقلها  إلى 28 عملا فنيا. إنه حوار بين الفن والقانون و تسخير مختلف التعابير الفنية لتبسيط وشرح كل ما يتعلق بقاعدة قانونية. من ثم يتمكن الزائر لمعرض ما قراءة المرجع القانوني فنيا، واكتساب معرفة باللغة القانونية التي لا يفهمها إلا المختصون أو رجال ونساء القانون. بهذه الطريقة أخرجنا  المواضيع التي اشتغلنا عليها من إطارها الكلاسيكي قانونيا، إلى مرجع إبداعي  قد يكون لوحة تشكيلية أومسرحية أو نحتا وغيرهم. هنا أعتبر أن مبادرتنا هي دعوة للمواطنين لفهم القانون والتوعية به بطريقة  سلسلة، وقد بنيت الفكرة على تمكين الناس من معرفة القوانين بسهولة حتى لا يعذر أحدهم بجهله.  28 عملا فنيا يعكس روح القاعدة القانونية هي حصيلة الدورة الأولى من المبادرة التي بدأت بحملة تحسيسية شملت الفنانين تلاها العمل على الفكرة مع الطلبة. هكذا، وقد أفرزت المبادرة  في جامعة عبد المالك السعدي مسرحية العشق المسموم بعد اشتغال على موضوع التسمم، فقد رجع طلبة الجامعة إلى النص القانوني من القانون الجنائي، بحثوا، جمعوا معلومات علمية في الموضوع بسؤال القانونيين، على أساس ذلك جاءت مسرحيتهم العشق المسموم.  

أنتم الآن في الدورة الثانية من التظاهرة ما الإضافة؟

صحيح، نحن في  الدورة الثانية  من المبادرة  التي أخذت بعدا آخرا في جامعة  ابن زهر بأكادير. انطلقت مع بداية الدخول الجامعي في أكتوبر وستنتهي يونيو هذا العام. خصصناها لمواضيع جديدة، ومن فقراتها «موعد خميس القانون عبر الفن « التي  تفتح نقاشات  بين رجال القانون والطلبة والفنانين لفهم الفكرة، وقد نظمت فيها موائد فنية سيرها طلبة  الجامعة، هذا الخصوصية تسهل التواصل بينهم،  والحصيلة هي أنه عند دخول المعرض تستفيذ قانونيا وتستمتع فنيا، وتصير العلاقة مع العمل الفني بأبعاد أخرى .. هذا المشروع يدخل في إطار الفن التصويري الذي انطلق كستيل فني في الستينات،  الفمن بع بلاصتو ف التعلينم العالي رسالته  أكبر من الشكل الظاهري الذي يكون عليه. 

ومن الفقرات المهمة في قافلة هذه السنة: الحق في البيئة عبر الفن، وهو برنامج نظم بمدينة الداخلة في إطار القافلة. فكرته تقوم على ربط الطلبة بتاريخهم لإنجاز محتوى فني، هكذا، قام هؤلاء ببحث وتحري ثقافي وتاريخي ميداني في الصحراء، تمكنوا خلاله من تجميع معلومات عن المسيرة الخضراء من مستويات عدة، البحث اعتمد على ذاكرة الناس ممن عاشوا هذه الفترة رررلالا، تجميع التفاصيل أعطى لنا معرضا لعمل فني مشترك أسميناه: حبة رمل على خطى المسيرة الخضراء. وأعتبر أن هذه الخطوة أعادت الطلبة إلى ذاكرة الماضي من خلال البحث في تفاصيله، وهو ما يجعلني أؤكد أنهم صاروا سفراء لهويتهم الثقافية بتحفيز من مشاريع مبادرتنا التي لها هدف تنمية القدرات الذاتية.

نقف قليلا  عندك وعند تجربتك التشكيلية، كيف بدأت ملامحها؟

بالنسبة لي، ولدت بداية السبعينات من أسرة متوسطة  اجتماعيا، لكن بغنى ثقافي بحيث أن جدي كان رئيسا لرابطة علماء المغرب وعميدا بكلية الشريعة وخريج القرويين وكاتب للشعر. ورثت عن جدي حب القانون والعلوم الاجتماعية. منذ الطفولة  كبرت في بيئة الثقافة والعلم والشعر وتأليف الكتب. كنت قد درست العلوم قبل أن أنصت لداخلي بعد ولادتي لابنتي، تغييرات حاسمة في حياتي جعلت رغبتي  في التعبير بوسيلة غير الكلمات قوية وملحة، هكذا توجهت إلى التعبير  الفني بالصور والأشكال والألوان، درست الفن التشكيلي، والدراسات الوثائقية بمدرسة الفنون التشكيلية، هنا ولدت نوال السقاط الفنانة. عمري الفني ثلاثون سنة، هو عمر مساري التشكيلي،  وأيضا عمر علاقاتي مع مبدعين عالميين. في سنة 2005 التقت الفنانة إيميلي غيرتان ومجموعتها وميشيل ايرجيبو، وقد شكلنا عائلة ثقافية، أهميتهم تكمن في أنهم المؤسسين لجمعية عنبر عالمي التي فتحت تجاربي  على العالمية، وجعلتني أبادر بإطلاق «عنبر مغربي».. منذ هذا التاريخ وميشلي جيبو هو أبي الروحي فنيا، بحيث ساعدني ووضع خمسين سنة من تجربته تحت طلبي. التعامل صار متبادلا من خلال مبادرات للتبادل الثقافات بين الدول، ومشاريع  تعزز «الفن في خدمة الشباب والاطفال ، وتنمي فرصة التعبير عن شعورهم ..

اليوم أنت في حملة لتيسير القانون فنيا ونحن نعرف نخبوية بعض الأشكال التعبيري؟

  الفن جمال متاح للجميع، وهو يتطلب عقلية متفتحة من الجمهور، لذلك أقول أن نخبوية الفن يجب أن تأخذ مفهوما آخر

تجعله متاحا لكل مواطن، ووجودنا مع الطلبة التعليم العالي  والبحث العلمي والابتكار هو  دليل على ترجمة هذه القناعة، قناعة أن يكون الابتكار في المتناول  والتعبير والمعرفة  بواسطة الفن ممكنين، هذا الجانب يقرب  وينمي الابتكار، ولعله من رهانات المسؤولين على قطاع التعليم العالي الذي جاء به المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي 2030 ، إذ القانون عبر الفن وسيلة ناجعة للتعلم، وهنا أذكر بأن الغالبية تعلمت اللغات الأجنبية من أعمال سينمائية أو عن طريق حفظ الأغاني. دليل قريب جدا من تجاربنا لتأكيد أهمية الفن الذي يعاني عندنا من استسهال البعض لدوره، أكثر من ذلك اعتباره تافها للأسف الشديد.

لا سكينة ولا رحمة بينهم. كل وصايا المعاشرة الطيبة وبالمعروف مجرد صيحة في واد آسن. العنف إيقاع يكاد يكون يوميا. وجولاتهما فيه تضع عنفه وردة فعلها في ميزان التقييم : سلوكه عدواني يصل بعضه إلى إحداث عاهة مستديمة وأقصاه عنف مميت. «عنفها» رد فعل على سلوك تحركه ثقافة ذكورية بائدة يبررها هو ب: نضربها وما نخلي شكون يضربها.
يتجاوز خطورة تأثير العنف على المتاعب الجسدية والنفسية أو التأثير اللحظي للعنف، حيث يتحول إلى دائرة لا تنتهي من العنف المتوارث، فعندما يستأنس الأبناء مشاهد العنف وتتحول إلى مشاهد اعتيادية تصبح جزء من مخزونهم الثقافي والسلوكي، طرحنا السؤال على الأخصائية النفسية أمل سبتي، والتي رسمت لنا الطريق الذي يسلكه معظم أبناء العنف.
كشفت المنتجة المغربية كريمة أولحوس عن إصدار أحدث أعمالها الفنية، وهو الفيديو كليب "أصلي أنا" للمغنية الفلسطينية الأردنية زين، إذ يعد هذا العمل لوحة بصرية وموسيقية تحتفي بالهوية الثقافية الفلسطينية، ويمثل إضافة نوعية لمشوار أولحوس الذي يجسد نجاحا مشرفا للمرأة المغربية والجيل الجديد في مجال الإنتاج الفني والسينمائي.