الحب هدنة حرب الزواج!

لم يجرؤ أحد أن ينطق بمثل هذه الجملة الفظيعة. والمدانة. حتى جاء الشاعر الفرنسي شارل بودلير. وكتب «زوجتي ماتت. أنا حر». مفتتحا بها واحدة من أشهر قصائده. 

ضدا في موضاعات الشعر الأثيرة. ومع الشر في الأدب.

وضد النظرة التقليدية للحب. اللغة السائدة.

وضد مؤسسة الزواج. 

ولنترك جانبا الكلام  الجميل. والمنمق. والرومانسي.

ولنترك الحب جانبا. 

فهو ليس أكثر من هدنة بين زوجين. 

وليس إلا اتفاق سلام مؤقت. سرعان ما يتم خرقه من أحد الطرفين. 

وقد وقع اختلاف في مدة هذه الهدنة التي اسمها الحب. وقد تطول أو تقصر.لكن الحب لا يستمر أكثر من ثلاث سنوات. حسب الروائي الفرنسي فريديرك بيغبدير. مع أن المسألة نسبية. لتنشب بعد ذلك الحرب التي من المستحيل تجنبها. 

الحرب الطاحنة. والتي لا مفر منها. 

الحرب التي تستزف الرجل والمرأة على حد سواء. والتي يضطر أغلب البشر إلى خوضها.

و مباشرة بعد كل هدنة. تعود المعارك. والمناوشات. والقصف المتبادل. في الصالون. وفي غرفة النوم. وعبر الهاتف. وفي ساحة السرير. وفي الليل. وفي النهار. 

وعلى مرأى ومسمع من الجيران. 

وتعود جملة بودلير جديرة بالاهتمام. وفاضحة. لما لا نجرؤ على الخوض فيه.

لذلك تعالوا يا نساء ورجال المغرب المتزوجين. 

تعالوا نسمي الأشياء بأسمائها. 

تعالوا نحرض على الحب ونهجو الزواج الخالي منه.

تعالوا ندين الرتابة.

تعالوا نفضح أنفسنا أمام العزاب. 

تعالوا نجلس إلى نفس الطاولة. ونحكي لهم. أنه وكما يتمنى الأعزب الزواج. فإن المتزوج يحن إلى الأعزب الذي كانه. رغم أنه ينكر ذلك.

و كم هو الزواج خطير. بنفس درجة خطورة الامتناع عنه. 

و كما أن المرأة ضرورية للرجل. والرجل ضروري للمرأة. فإنهما. وفي الآن نفسه. يشكلان خطرا على بعضهما البعض. بمجرد ارتباطهمابعقد زواج. 

وبمجرد أن يسري الفتور في العلاقة.

وبالعودة إلى الشاعر بودلير. فقد كانت صرخات الزوجة تمزق أعصاب الزوج في القصيدة.

بينما لا يجب أخذ الشعر على محمل الجد. فأعذبه هو أكذبه كما قالت العرب. ومن خصائصه إسرافه في المبالغة.

ومع ذلك. لا أحد يعترف بالحرب الدائرة رحاها في عش الزوجية. وأن كل واحد يتمنى أن يقضي على شريكه.

والمنتصر هو من يخرج من معركة المعارك بأقل الخسائر. وبقدرة على مواصلة العيش المشترك. تحت نفس السقف.

في انتظار أن تظهر شاعرة ملعونة. ترد على شارل بودلير. وتواجه شره. بشر الأنثى الآسر. محتفلة بدورها بموت زوجها. كاتبة «تخلصتاليوم من حبيب قلبي. كم أنا سعيدة بذلك».

ومشكلتكن أنكن لا تبحن برغباتكن. و لا تكتبن سوى عن الحب. متكتمات على مشاعركن. ومحتفظات بمعاركن ضد أزواجكن في دواخلكن. غير مصرحات أنكن ضقتن ذرعا بنا. و بنزواتنا. وبادعاءاتنا. و بحاجتنا الدائمة إلى أصدقائنا. و إلى مغادرة البيت. وإلى مقاهينا. و إلى عودتنا في وقت متأخر من الليل. 

لذلك ليس سهلا أبدا أن يكون الواحد زوجا. أو زوجة. 

وأي رجل. وأي امرأة. يرغبان في الإقدام على هذه الخطوة. فليضعا نصب أعينهما. أنهما سيواجهان عدوا في البيت. تزداد شراسته معالوقت. ومع ظهور الأطفال. ومع التكرار. ومع أقساط البنك والمدرسة. 

عدوا معشوقا. 

عدوا من أول نظرة.

عدوا تقتسم معه الحلو والمر. 

عدوا تداعبه. وتقبله. و تطمئن إليه. وتنام معه في نفس السرير. 

عدوا في بيتك. وفي حضنك. 

ولهذا. فأي علاقة زواج ناجحة. هي بمثابة ملحمة معاصرة. تستحق أن تحكى. بين خصمين متحابين. مدججين بالأسلحة. ولا يكفان عن مواجهة بعضهما البعض.

وبعد عراك طويل. يتراجعان في الوقت المناسب. متهالكين. يحضن ويسند أحدهما الآخر. من شدة التعب. و بندوب في القلب. متجنبين السقوط صريعي معركة الزواج الشرسة. 

و أي زيجة يعرف طرفاها اللحظة المناسبة التي يجب عليهما أن ينسحبا فيها. و يتنازلا. و يجنحا إلى السلم. هي الزيجة الناجية من الطلاق. ومن القطيعة. 

وما أجمل الحب بعد نهاية هذه الحرب. وبعد فتح ممرات آمنة تلتقي فيها النظرات. وتتشابك الأصابع. حيث يكون كل شيء هادئا على الجبهة. ويسمح بإنجاب الأبناء. في نفس السرير. الذي شهد  أشد المعارك ضراوة. بين نفس الزوجين. في وقت سابق. وحيث تبدو جملةشارل بودلير ممجوجة. وفي غير محلها. وصادرة عن شاعر أهلكته مبالغاته في الحياة. وحتى عندما غادرها. الحياة. فقد شعر بأنه حر. وبأنه تخلص منها. ومن نفسه. التي كان يؤذيه صراخها هي الأخرى. رغم حبه الشديد لها.  

يستند مشروع "قطرة" الذي قامت بتطويره مجموعة من الطلاب بالمدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن في الدار البيضاء، إلى تطبيق على الهاتف النقال مرتبط بجهاز ذكي لإدارة المياه.
تأتي هذه المبادرة ضمن استراتيجية موسعة يرعاها المجلس الإقليمي لتنمية القطاع السياحي وجعل الإقليم نقطة جذب للسياحة الوطنية والدولية على حد سواء.
تجسد هذه الحملة، التي أطلقها المرصد الوطني لحقوق الطفل تحت شعار “لنعمل معا”، بإشراف من صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، عزم المغرب على حماية أطفاله من التنمر المدرسي، الآفة العالمية التي تتطلب التزام الجميع.