امرأة من السيليكون!

هناك عملية تصنيع للمرأة تجري على قدم وساق. بينما هي لا تتوقف عن الاستهلاك. وملء الفراغات في جسمها.. لذلك لا تتهمني أي واحدة منكن أني ضد النساء. بل أنا هنا ضد السيلكون. وضد الإسفنج.

هناك سيليكون في جسد المرأة. وإسفنج في الأرداف. 

هناك امرأة ثانية في المرأة. وهي التي يجب فضحها. و إخراجها منها. 

هناك تمديد لشعر المرأة الطبيعي. 

هناك كأس في النهد. وعدسات في العين. 

ولنتخيل كيف ستكون المرأة في السنوات القادمة. لو استمرت تمدد كل شيء فيها. 

إنها لا محالة ستختفي. وستحل محلها امرأة أخرى.

وستتحول النساء كلهن إلى «إكستنشن». 

وكما الواقع المعزز فإنه لدينا الآن المرأة المعززة.

وفي كل موضع. وفي كل نقطة من جسد المرأة. هناك زيادة وحذف. 

وهناك تطويل للأظافر. وللرموش. وللشعر. 

هناك عملية تصنيع للمرأة تجري على قدم وساق. بينما هي لا تتوقف عن الاستهلاك. وملء الفراغات في جسمها.

هناك شفط. ونفخ. و تقليص. وتمديد. وتصغير. وتكبير. يفسره عدم رضا المرأة عن نفسها. و حاجتها إلى امرأة بديلة. 

هناك ديكتاتورية امرأة نموذج.

لذلك لا تتهمني أي واحدة منكن أني ضد النساء. بل أنا هنا ضد السيلكون. وضد الإسفنج.

ضد هذه الأجسام الغريبة التي احتلتكن.

وضد الفيلر. وحقن البوتوكس. 

 وبسبب هوسكن. وإصراركن على بلوغ الجمال المطلق.  فقد ظهرت بينكن فرنكنشتينات في صيغة أنثوية. 

ومع الوقت ستعوضكن امرأة ثانية ليست من لحم ودم.  وغريبة عنكن. 

امرأة اكستنشن. و دخيلة.  ومقحمة. 

امرأة مستعارة.

ولا تظنن أن الرجل ليس على علم بوصلات الشعر. الطبيعية. وغير الطبيعية. والرخيصة. والمرتفغة الثمن.  وبأظافركن. ورموشكن. المستعارة. وحواجبكن المرسومة. وشفاهكن الموردة. 

وبعمليات إعادة رسم وجوهكن. وبكل ما تفعلنه في خدودكن. 

وحتى تلك الشورتات التي تضعها بعضكن لتكبير أردافهن لنا ما يكفي من المعلومات عنها.

والمغاربة كلهم كانوا شهودا على سقوط

 واحد منها من مغنية مشهورة. 

وحتى تلك الكؤوس الداعمة للصدر. 

وحتى أكواب السيليكون اللاصقة. لنا علم بكل تشكيلاتها. وبإعلاناتها. وبالعروض المقدمة لكن. و بخدمة الشحن المجاني. 

حتى إنه لم  يعد مستبعدا أن تشتري الواحدة منكن امرأة ثانية من جوميا. أو من أي موقع في الأنترت. 

امرأة للتباهي. 

امرأة أصبحت تهددكن في وجودكن. 

لأنه يبدو أن المرأة. لم تعد مقتنعة بنفسها. وتريد أن تكون أكثر من امرأة. وأن تذهب بالمرأة إلى أقصاها. وأن تسرف في المرأة. وتبالغ فيها. 

ولا تعتقدن أننا نجهل أن المرأة  المعروفة. والتاريخية. تلفظ أنفاسها الأخيرة.  لتظهر بدلها امرأة أخرى.

نحن على وعي تام بهذا التحول.

وللرجل أيصا نصيبه من المسؤولية. 

الرجل ليس بريئا ويدفعكن دفعا إلى التخلي الكامل عن طبيعتكن. 

 ولا ننفي أنه أصبح  هو الآخر مهددا. و بين الفينة والأخرى يقوم  بتقليدكن. ويريد أن يصير بدوره رجلا معززا. ومستعارا. 

وكل هذا من أجل ماذا أيتها المرأة.

 لماذا كل هذا الإصرار على أن يكون كل شيء فيك زائدا عن الحد. ومبالغا فيه. 

بينما لا حياة بدون نقص. والاكتمال ليس بشريا. 

أما إذا لم تتوقفي. و لم يتوقف الرجل. ولم تتوقف كل هذه الإضافات. فإن الإنسان سيكون مهددا في وجوده. 

وستختفي أجسادنا. 

ورغباتنا. 

وستظهر هذه الكائنات التي نصنعها الآن من السليكون وننفخها ونحقنها بالبوتوكس. 

وسينسحب الشعر. والأظافر. والرموش. والحواجب. والشفاه.

وستنسحب كل الأعضاء.

مفسحة المجال لعالم وحضارة» الإكستنشن».  التي تعيش فيها كائنات جديدة. تشبهنا في كل شيء. 

ومظهرها أجمل. وأكمل. لكنها بلا روح. ولا قلب. ولا نبض. ولا رعشة. 

وفارغة من الداخل. 

يعد المسرح الملكي الرباط بتجربة ثقافية غامرة من خلال برمجة غنية تشمل احتضان أحداث ثقافية وطنية ودولية، بما يسهم في إثراء المشهد الثقافي للرباط والمغرب بأكمله.
منذ انطلاقته، دأب المهرجان الدولي للفيلم بمراكش على تكريم الأسماء اللامعة في عالم السينما، مما يعكس التزامه بتعزيز الثقافة السينمائية على الصعيدين الوطني والدولي.
بحسب وزارة الصحة، يسجل المغرب ما يقارب 40 ألف حالة إصابة جديدة بالسرطان سنويا بين النساء، يأتي سرطان الثدي في المرتبة الأولى بنسبة 36%، يليه سرطان عنق الرحم (11,2%).