هل يموت الحب ؟

إن الطريق الذي نسلكه نحو حب سليم مرتبط بمدى توازننا، فحين نكون متوازنين نفسياً نعرف ما نريد من أنفسنا، من الآخر ومن الحياة.
فتيحة أعرور
كاتبة وباحثة في الأنثروبولوجيا

طبعاً يمكن للحب أن يموت إن كانت البيئة التي يعيش فيها غير سليمة، وأكثر شيء يمكنه أن ينهي عمر الحب هو الغيرة الشديدة، القهر والتسلط والرغبة في التحكم. حتى يكبر الحب ويستمر يجب أن يكون الطرفان متوازنان نفسياً، يتوليان رعايته بالحنان والعاطفة والاحترام المتبادل. أعتقد أنه ينبغي أن نميز بين الحب السليم والحب المرضي.

 فما هو الحب السليم إذن؟

إن الطريق الذي نسلكه نحو حب سليم مرتبط بمدى توازننا، فحين نكون متوازنين نفسياً نعرف من نريد من أنفسنا، من الآخر ومن الحياة. نتعلم كي نحب الشريك كما هو لما كما نريده أن يكون، نقبله بعيوبه وميزاته. إنه ذاك الحب المبني على الصداقة والشراكة والاحترام المتبادل، حيث لا نحتاج إلى بذل مجهود كبير لجذب بعضنا البعض، وحيث يسود الدفء العاطفي والسكينة.

العلاقة المتوازنة تتأسس على الصداقة والوفاء دون تملك أو رغبة في السيطرة. ترتكز على الثقة والجدية والالتزام، مع احترام حرية وخصوصية الآخر طبعا والاعتناء به والحرص على راحته، إنها مسار نرعاه معاً بالحنان والتفاهم ولا نسمح بالملل ومنغصات الحياة أن تنال منه.

قد يقول البعض بأن هذا النوع من الحب هو حالات استثنائية نادرة، أجيب نعم هو كذلك لكنه موجود على أية حال، هناك قصص حب عمرت لسنوات طويلة وصمدت أمام الملل وتقلبات الدهر، أشخاص جمعتهم الألفة والحنان والاحترام المتبادل مع أنهم أناس بسطاء وغير متعلمين، ولما بلغوا أرذل العمر صاروا أكثر ارتباطاً ببعضهم البعض، بل منهم من لم يتحمل فراق شريكه، وبمجرد ما يغادر هذه الدنيا حتى يلحق به… وكأنه تعبير عن الوفاء والعرفان !…

أعتقد أن هناك عامل حاسم يحدد قالب أو شكل الحب الذي نبحث عنه، فتصرفاتنا كراشدين هي استمرار أو تصحيح لتجاربنا المعاشة خاصة في المراحل الأولى من طفولتنا، ولذلك ليس للحب وجه واحد بل أوجه عدة !

 فلما ننظر إلى الطرف الآخر بمثالية مبالغ فيها وننتقص في الآن نفسه من قدرنا، نقبل ببعض أشكال الإهانة وندوس على كرامتنا باستمرار، ألا نكون في هذه الحالة ضحية لما نكنه للآخر من «حب مرضي» ؟..

ألا تعمينا عواطفنا عندما ننظر إلى الآخر وكأنه كائن لا يشبه الآخرين؟ نسقط عليه صفات وميزات ليست فيه بل نتمناه أن يكون كذلك. في الواقع نحن في هذه الحالة نحب صورة توجد في أذهاننا فقط وغير موجودة. الطرف الآخر، ولسبب يتعلق بحاجته النفسية الدفينة أيضاً، يحاول بدوره جاهداً الظهور كما نريده أن يكون لا كما هو فعلا، وكأنها فصول مسرحية ما يلبث أن ينزل ستارها وتسقط الأقنعة ! هنا ينتابنا الإحباط والشعور بالاستغباء وبأنه تم استعمالنا لغاية ما «Victime de manipulation»…

يقول المعلم والحكيم بوذا:

 «الذي يستطيع أن يكون سيد نفسه أعظم وأكبر من ذاك الذي يسود العالم»..

قد نتساءل ما علاقة حكمة المعلم بوذا هذه بموضوع الحب الذي نحن بصدد الحديث عنه الآن؟!

أعتقد أنه عكس ما يمكن تصوره، فالمعرفة الجيدة بالذات والقدرة على التحكم في انفعالاتها، أساس التوازن العاطفي ومن ثمة القدرة على الحب بشكل سليم ومتوازن. لست هنا لأقوم مقام الأخصائي النفسي، بل لأعبر عن تصوري للحب كما أراه انطلاقاً من مرجعية يتقاطع فيها الذاتي بالمعرفي…

لقد اختلف الفلاسفة وعلماء النفس على إيجاد تعريف واحد للحب، لكن الأكيد أن هذا الإحساس مرآة تعكس حالتنا النفسية وحاجاتنا ورغباتنا الدفينة التي ترسخت في لاوعينا منذ سنوات الطفولة المبكرة.

قرأنا وسمعنا كثيراً عن قصص العشق «L’amour passionnel» التي انتهى بعضها إلى مأساة، ولطالما نظرنا إلى قصص الحب هذه كحالات لا تشبه المألوف، حين يخفق القلب بحماس شديد، حيث القلق والتوتر والاستثارة الدائمة، الخوف والرغبة الجسدية الشرهة… إنه هوس بالآخر إلى درجة يفقد فيها العاشق قدرته على التحكم في تصرفاته. هذا النوع من الحب يعكس، برأيي، حاجة وجوعاً عاطفيين كبيرين، بل هو نوع من الإدمان يمكنه أن يقود صاحبه إلى الدمار..!..

يستند مشروع "قطرة" الذي قامت بتطويره مجموعة من الطلاب بالمدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن في الدار البيضاء، إلى تطبيق على الهاتف النقال مرتبط بجهاز ذكي لإدارة المياه.
تأتي هذه المبادرة ضمن استراتيجية موسعة يرعاها المجلس الإقليمي لتنمية القطاع السياحي وجعل الإقليم نقطة جذب للسياحة الوطنية والدولية على حد سواء.
تجسد هذه الحملة، التي أطلقها المرصد الوطني لحقوق الطفل تحت شعار “لنعمل معا”، بإشراف من صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، عزم المغرب على حماية أطفاله من التنمر المدرسي، الآفة العالمية التي تتطلب التزام الجميع.