منذ مدة أصبحنا أنا وزوجي (لم نتجاوز الأربعين) نواجه مشكلة في الجماع، وتتجلى في عجزه عن الانتصاب، إذ أننا في كل مرة وبمجرد ما نمهد للعملية يكون مصيرها الفشل رغم محاولاتي لمساعدته، وقد ترتب عن هذه الحالة ، دخول زوجي في دوامة من الإحباط والضيق، مما انعكس علي بدوري، فهل يكون المشكل من فعل فاعل؟! ثم هل من طريقة تنصحنا بها للتغلب عليه ؟
وأجاب المتخصص قائلا
من المهم أن تطرحي المشكل بصيغة الجمع، بمعنى أن تشاركي زوجك هاجسه في اعتبار كون هذه الأزمة تعنيكما معا، ولا تخصه لوحده، وذلك تفاعلا وتقاسما أثر منه تضامنا. ومن مصلحتكما أن تحصرا المشكل في طابعه الصحي، لا أن تحولاه عن مساره بعزوه إلى عوامل خرافية لن تزيد سوى في التشويش على نفسيتكما. أي أن المُسبِب يوجد بشكل أو آخر على مستوى ذات زوجك. والحال أن مشكلة التعطل الجنسي الناتجة عن عسر الانتصاب لدى زوجك، من الطبيعي أن تقلقه أكثر منك بفعل حساسيتها واعتبارها في قرارة نفسه، كونها امتحان مرير لفحولته، كما أن معاناته قد تكون بمثابة ألم يُحرجه الإفصاح عنه. فاختلال الانتصاب ليس مجرد عثرة أومحاولة فاشلة وعابرة، بحيث يتمثل في عجز يتعذر معه جعل القضيب ينتصب، حتى يتيح لكما جماعا جنسيا عاديا. وبالتالي فهذا الاختلال يعكس اضطرابا على مستوى الوظيفة المرتبطة بالجماع، ويحرمكما من إرضاء الحاجة والمتعة المترتبة عنه، لذا يلزمكما الاهتمام به لما يشكله إن بالنسبة لزوجك أولحياتكما الجنسية من خلال مواجهته بما يقتضيه الموقف. فبالإضافة إلى تعطل الممارسة الجنسية بينكما قد تكون له تداعيات غير محسوبة، سواء على نفسيته أوعلى توازن الرابطة الزوجية بينكما. والمثير في المشكل معكما هو شبابكما، ذلك أن المتعارف عليه في حالة عسر الانتصاب تحدث بعد سن الأربعين وارتباطها بالشيخوخة، لكن هذه ليست لوحدها التي تشكل عوامل خطر الإصابة أو التعرض لها، بقدر ما أن هناك أسبابا عضوية تتمثل في بعض الأمراض، وكذا في الأدوية المُعالجة لها، كما قد يكون مصدرها مشكلات نفسية من قبيل الضغط (الستريس) والإنهاك في العمل أوالإجهاد النفسي. وفي الغالب، هناك احتمال في كون حالة زوجك تبقى عابرة وذات مظاهر نفسية وبخاصة أنها ليست بقدر محتوم، لكن التأكيد في أسبابها المؤثرة والفاعلة يتوقف على المعاينة والتشخيص الطبي، وهو الذي سوف يسمح بمعرفة الوجهة العلاجية التي تستدعيها. ولكن قبل كل شيء، لابد وأن تتحدثا أنت وزوجك في الموضوع، أي أن تحثيه على الكلام ومصارحتك بما يشغله ويقض مضجعه ، لكي تتمكنا من التباحث في المشكل، والتوافق بشأن الخطوات الكفيلة للتعاطي معه، آنذاك تتجهان إلى ذوي الاختصاص قصد المعالجة.