الجنس ليس تلقائيا في العلاقة الزوجية، ورغم أن الزوجين مرتبطان بعلاقة حب، فلا أحد منهما يمكن أن يدين بالجنس للآخر.وعلى عكس الكثير من الأفكار الشائعة، فإن العلاقة الجنسية على الرغم من أهميتها وحيويتها بالنسبة للطرفين، إلا انه يمكن كبحها في حالة وجود عدم استعداد من طرف الآخر.
خلف هذه الخلاصة البسيطة، تحدث الكثير من التجاوزات التي ترغم طرفا على الممارسة الحميمية، قد تتحول هذه التجاوزات إلى ضغوط ثم إلى عنف وإجبار على ممارسة الجنس باستخدام الابتزاز أو التهديد، يسمى ذلك اغتصابا يدخل ضمن دائرة العنف الجنسي بين الزوجين وهو الشكل الأقل وضوحا للعنف المنزلي
يشمل العنف الجنسي، والذي يمارس على النساء بشكل عام مجموعة من الأفعلل ذات الدلالة الجنسية، والتي يتم تنفيذها دون موافقة الشريك، والتي قد تنطوي أو لا تنطوي على اتصال جسدي، وغالبا ما يتم تنفيذها كضغط عاطفي أو ابتزاز أو استخدام القوة الجسدية، أو القيود، أو من خلال التهديدات سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة.
في التعريف الذي تورده الأمم المتحدة، يعتبر اغتصابا كل ولوج مهبلي أو شرجي أو فموي بطابع جنسي غير توافقي لجسم شخص آخر بواسطة أي جزء جسدي أو باستخدام أداة، وكذلك تدخل ضمنه أي أعمال أخرى ذات طبيعة جنسية غير توافقية ، من قبل الزوج أو الزوج السابق أو الشريك السابق أو الحالي الذي تعيش معه ضحية الاغتصاب في شراكة يعترف بها القانون الوطني».
ينتمي الاغتصاب الزوجي لدائرة العنف الجنسي، الذي يرتكبه الشريك ضمن مجال خاص هو العلاقة الزوجية، تحيط بهذا النوع من العنف الكثير من المحظورات المرتبطة بالثقافة التي تتعامل مع العلاقة الجنسية كحق شرعي مكتسب للزوج في كل الأحوال والظروف، بل ترى في الزوجة ناشزا في حالة أعلنت رفض العلاقة الجنسية مع زوجها دون أن تعترف بحق المرأة في رفض العلاقة الحميمية تحت الاكراه.
تدخل ضمن هذه الثقافة الكثير من الأفكار التي تستند على التراث الديني، على التقاليد، والتي تمنع الكثير من النساء من الحديث عما يتعرضن له من إكراه جنسي، أحيانا من فهم طبيعته ومدى تقبل المجتمع للتصريح به، غير أن هذا النقاش يعود اليوم مع بروز أصوات مدنية وحقوقية، تنادي بتجريم الاغتصاب الزوجي، واحترام كرامة المرأة، وحقها في قبول أو رفض العلاقة الحميمة ولو مع زوجها.
التبعات النفسية
تعتبر الاخصائية النفسية السعدية السرغيني أن العلاقة الزوجية هي علاقة مقدسة ولكنها كذلك معقدة ، يتدخل الجنس لإيجاد التوازن وتوطيد العلاقة بين الزوجين، انه ما يسمح بالتكامل والتماهي بل والانصهار والتقارب العاطفي الوجداني ، ولكن حين يصبح مشروطا بالاكراه أو بتلبية طلبات وإلا…فهو في الحقيقة يخلخل التوازن النفسي العاطفي للأسرة.ان كل سوء استغلال لهذا الجانب، لا يمكن إلا إلا يؤثر سلبا على العلاقة الزوجية والاستقرار النفسي العاطفي لأفرادها.
فمن المهم الإشارة إلى أن الطرف الذي يقع عليه الابتزاز قد لا يعي بأن هذا الذي يحصل أثناء العلاقة الجنسية هو ابتزاز، مما قد يهشم تقديره لذاته .وكلنا يعرف أن ESTIME DE SOI تقدير الذات هو العمود الفقري لكل حياة نفسية اجتماعية متوازنة لدى الإنسان.