هل يشكل الملل من العلاقة الجنسية أمرا مقلقا أم يدخل في التطور الطبيعي للعلاقة؟
لا توجد إجابة عامة لهذا السؤال، لأن كل علاقة هي علاقة متفردة في حد ذاتها فيمكن اعتبار روتين معين تطورا صحيا للعلاقة، إذا كان يمنح الثقة والاستقرار والتواطؤ، وهناك من يعتقد بأن الروتين أمر طبيعي ولا مفر منه في علاقة طويلة الأمد لكن الخبراء ينبهون لمراقبة كيفية تأثير الروتين على الاتصال العاطفي والجسدي بين الشركاء.
يمكن للملل أن يعبر عن نفسه عبر مؤشرات شائعة قد تشمل انخفاض الحماس والعاطفة في العلاقة، غياب التجديد والاستكشاف في الحياة الجنسية. الشعور بالوحدة رغم وجود الآخر جسديا، الميل إلى تجنب المناقشات حول العواطف والاحتياجات الشخصية. ومقابل كل هذه المؤشرات تقود كل الاستشارات الى ضرورة التواصل كمفتاح لتجاوز هذه المواقف.
أزمات عادية وأسباب متعددة
قد يكون من الطبيعي أن يمر كل زوجين بفترة ملل أو عدم توافق جنسي في مرحلة ما، كما أن جميع الأزواج يمرون بأزمات قد تؤثر على حياتهم الحميمية، بعض المشاكل والأزمات يمكن التغلب عليها بسهولة إذا توفرت الرغبة في الانصات، وهناك مشاكل تتطلب مساعدة طبيب نفساني أو متخصص في علم الجنس أو طبيب مسالك بولية أو طبيب أمراض النساء، فلكل منهم تخصص يمكن من استيعاب المشكلة، بنفس الوقت، هناك أسباب أخرى تفسر تلك «الفترات الفارغة» التي تمر بها الحياة الجنسية، فهناك الحياة اليومية، والأمراض، والعلاقات الاجتماعية، العمل والإجهاد، والضغوطات النفسية، … ثم أيضا الوقت الذي يمر وتقطعه العلاقة أيضا.
يتغير الزوجان مع مرور الوقت، في بداية العلاقة، يمر الزوجان بالكوكتيل الكيميائي الشهير الخاص بالأزواج الجدد: يكتشف الشريكان بعضهما البعض وتكون رغبتهما في العلاقة أكبر ويميلان إلى العلاقة الجنسية بوتيرة أكبر، غير أن هذا المزيج الكيميائي يتناقص مع السنوات، وعلى الأزواج السعي لاستبداله ببناء أسلوب آخر.
تعتبر سكينة السعليتي الاخصائية النفسية الإكلينيكية بأن «التوافق الجنسي قد يتغير من شخص لآخر حسب الضغوطات النفسية الخارجية أو الداخلية التي تكون بين الزوجين، كما تتأثر بالتغيرات الهرمونية المتعلقة بالسن أو الحمل أو الولادة بالنسبة للمرأة، و يتغير الانسجام الجنسي أيضا بالتعب الجسدي أو بالأحرى بالإجهاد البدني و الروتين المرتبط بالحياة اليومية. حيث توصل هذه الأسباب بعض الأزواج إلى مرحلة الملل التي يربطها الواحد منهم بشريك الحياة و ينعكس ذلك سلبا على حياتهم اليومية، و قد يعتبر البعض أن هذا هو التطور الطبيعي لكل العلاقات، إلا أنه يمكن محاربة عدم التكافؤ في الانتظارات و التوقعات الجنسية بمصارحة الشريك و محاولة كلا الطرفين السير نحو الآخر لإرضاء نفسه أولا ثم شريكه ثانيا، فكلما اقتصرت العلاقة الحميمية في الرغبة في إرضاء الآخر فشلت و تدهورت جودتها و من ثم تكتسي العلاقة بنوع من النفور الذي يقود للملل.
كما أن جودة العلاقة الحميمية مرتبط بنوعية العلاقة التي تجمع الزوجين خلال النهار أو خلال المعاش اليومي، فعلى الشريك الذي لا يقدر شريكه و لا يحترمه ولا يتفاعل إيجابيا معه ألا ينتظر التكافؤ
الحميمي».
«ليس هناك معجزة» «إن الملل وتراجع الرغبة أمر وارد، وعلى الشريكين السعي لاستعادتها وتجاوز الفترة الفارغة، التواصل أمر مهم بين الشريكين وفرصة لاستعادة الرابط
كما أن اللجوء إلى المختصين حتى لا ينقطع الرابط تماما، هو أمر ضروري
وتشير الأخصائية إلى ان «عدم التوافق الجنسي قد يكون سببه اضطراب نفسي كالاكتئاب او الخجل المفرط أو اضطرابات في التمثل الجسدي او الثقة بالنفس الخ أو جنسي كالقدف السريع أو البرود الجنسي أو التشنج المهبلي و غير ذلك حيث يمكن علاج كل هذا من خلال المعاينة عند أهل الاختصاص من أخصائيين نفسيين إكلينيكيين وذلك بتتبع حصص العلاج النفسي أو باللجوء إلى العلاج بالأدوية عند أطباء نفسيين، و تجدر الإشارة أن هناك اختصاص فرعي و إضافي قد يتميز به كلا منهما و هو التخصص في علم الجنس»..