في سعي دائم وراء الكمال الجسدي ومعايير جمال متطرفة، ظهرت في الآونة الأخيرة موضة خطيرة بين بعض المشاهير، ألا وهي عمليات استئصال الأضلاع السفلية بهدف الحصول على خصر أنحل يشبه شكل “الساعة الرملية”. هذه العملية التي تثير الجدل، لم تعد مجرد إشاعة، بل تحولت إلى عدوى في عالم الشهرة، رغم تحذيرات الأطباء من عواقبها الوخيمة.
ما هي هذه العملية وما مخاطرها؟
تستهدف هذه الجراحة استئصال الضلوع السفلية، وهي عادة ما تكون الضلوع “العائمة” رقم 11 و12 من كلا جانبي القفص الصدري. والمنطق بسيط لكنه صادم: تقليص الإطار العظمي للجسم لخلق مساحة أصغر للخصر. ومع ذلك، فإن هذه العملية ليست بسيطة كما قد تظهر، بل هي إجراء جراحي كبير يتم تحت التخدير العام ويرتبط بمخاطر صحية جسيمة. هذه المخاطر تشمل ألما مزمنا، وتلفا دائما في الأعصاب قد يؤدي إلى خدر أو ضعف دائم، وزيادة احتمالية الإصابة بعدوى، بل وحتى ثقب الرئة الذي يهدد الحياة. كما أن إزالة هذه الأضلاع تضعف هيكل الجذع، مما يؤثر سلباً على وضعية الجسم والقدرة على ممارسة الأنشطة البدنية أو رفع الأحمال.
أمثلة حقيقية.. بين الإشاعة والتأكيد
على الرغم من ندرة الإجراء، ارتبط اسم أكثر من نجمة عالمية بهذه العملية. أشهر هذه الأمثلة هي النجمة كيم كارداشيان، التي ترددت إشاعات قوية عن قيامها بهذه الجراحة بعد ظهورها بخصر شديد الضيق في العديد من المناسبات. ومع ذلك، نفت كيم ذلك مرارا، وارجعت شكل خصرها إلى ارتداء “الكورسيه” المشدد بانتظام وممارسة التمارين الرياضية.
مثال آخر مثير للاهتمام هو المؤثرة المغربية سكينة كلامور، التي أعلنت صراحة في إحدى اللايفات على مواقع التواصل الاجتماعي عن قيامها بإزالة جزء من أضلاعها للحصول على خصر أنحل، وقالت مفسرة: “العملية هي عبارة عن كسر صغير أو شق في الأضلاع، يسبب ارتخاء في الأضلع، ثم يتم جمعها في الداخل لتعطي هذا الشكل”، مشبهة العملية بـ”أصبع وانكسر”، وردت على منتقديها: أن “الأمر لا يزعجني، أنا أحب تجربة كل جديد مادمت أتوفر على الإمكانيات المادية”، الواقعة أثارت صدمة وقلق الجمهور والأطباء على حد سواء.
موضة خطيرة أم ثمن باهظ للجمال؟
ظاهرة عمليات إزالة الأضلاع تطرح تساؤلا مهما عن حدود التعديل على الجسد البشري في سبيل موضة عابرة. بينما قد تنجح في منح شكل فوري ومثير للجدل، فإن الثمن الذي قد تدفعه الصحة مقابل ذلك باهض للغاية ولا يمكن تعويضه. تبقى هذه العمليات دليلا صارخا على أن بعض معايير الجمال في عصر الشهرة السريعة قد تدفع نحو خيارات متطرفة، تذكرنا بأن الجمال الحقيقي لا يستحق أن نضع صحتنا ورفاهيتنا على المحك.