هذا الصباح وكأن غيمة بلا مطر يعقبها، غيمت على أماكننا، وجعلت شمسه تغرب قبل شروقها، وأخمدت على أنفاسنا.\
كل ما تتمتمونه عن التفاؤل بِغد أفضل، نصحو ولا نرى فيه إلى الاسوداد الأقتم والأشد قتامة، ويا ليتكم لا تقولون عنا متشائمين،
لأن هذا واقعنا ولا يتغير، رغم أمنياتنا..
بماذا نجد الأفضل في غدِنا الذي حل اليوم؟
بالماء الذي يزورنا وكأنه أصبح له مزاجا ووفق مزاجه يأتينا مرة بالأسبوع، حسب جدول البلدية في المنطقة التي نزحنا إليها؟؟؟
هل النازحون يمتلكون ثمن الماء ،وهم أتت عليهم الحرب بدون رواتب ؟ هل تدركون كم هو ثمن الكوب الواحد؟
أم سنجد الأمل بالدقيق الذي أصبحنا وسعره 200 شيكل؟
أم بالملابس الثقيلة التي لا نجدها بالأسواق، وإن وجدناها لا نجد ثمنها؟؟؟
على كم راتب حصلنا نحن النازحين قبل الحرب وبعدها، حتى نشتري الدقيق والماء والحطب هذا لو توفر؟؟؟
لا نريد قهوة وشاي ونسكافيه وقرشلة وحلويات ومكسرات.
لا نريد ملابس على أحدث موضة.
لا يريد الرجال الدخان والمعسل.
لا يريدون سيارات على أحدث موديل، فالعربات التي تجرها البهائم أصبحت بديلة وتملأ شوارعنا.
صحيح يريد النازحون الملح الذي أصبحت حفنة صغيرة منه ثمنها ثمانية شواكل والله.
أما الخميرة التي أصبحنا نستبدلها في صنع خبزنا( العجين) بالبيكنج باودر، لأن سعر التعبئة منها أصبحت بخمسة وثلاثين شيكلا.
أي تفاؤل وكمية بسيطة من البندورة نجلبها بخمسين شيكلا؟؟؟؟
والله أن الوفير الوحيد في مدينتنا، هو طبق الموت، لا وكذلك يا لحُسن حظنا نجد ألوانا منه، الصغار والكبار والشباب والنساء.
صباحنا كله تفاؤل لا يقتصر على طبق واحد، بل ملونا تارة قصفا واغتيالا، وأخرى تجويعا وعطشا، ممتزجا بجشع تجار لا يخافون الله ويشاركون عدونا باغتيالانا بشتى الطرق.
لكم صباحكم المزركش بالتفاؤل، ولنا صباحنا الملون الوفير بعدم الحياة.
ورغم كل شيء صباحكم خير من بين نخزات أوجاعنا.
ريتا خليل تحكي قصصها اليومية من قطاع غزة