لا لغة ولا حديث يصف مشاعر الفقدان.. إحساس صعب يسرى فى العروق فى كل اتجاها لها.. في حرب الإبادة الجنونية التى يسود فيها سياسة الدمار والقتل بحق الشعب الفلسطيني، يمر الوقت كله وأنت تسمع قصف هنا ودمار هنا وقتل هنا..
منذ ثلاثة أسابيع وزوج اختي الحبيبة التى ماتزال صامدة فى غزة، وأنا بعيدة عنها وأولادها وهو مفقود وأخيه، وقد بلغنا الصليب الأحمر وجهات عدة كان حديث النفس يصبرها ونقول معتقل يمكن.. فوجعنا اليوم باستشهاده وأخيه بعد استهداف الاحتلال له، وقتلهما بدم بارد وتركهما فى أرض خالية قريبة من البيت الذى يؤويها..
لن تتخيلوا معي اختي لوحدها دمر بيتها وكان سندها زوجها وبقيت فى غزة بعد أن أمنت واطمنت على ابنيها أن ينتقلا إلى رفح حيث لجأ اليها سكان غزة وشمالها وأجبروا على التهجير القسرى لها..
اللهم صبر اختي على مصابها الجلل ويعينها على وحدتها وفقدان زوجها وسندها ..بعد 3 اسابيع من التفكير والقهر وجدا جثتا متحلله دلل عليهما ملابس وأحذية يرتدونها وميداليه مفاتيح ..لامعالم لهم ..ليت للحزن معالم تعيد معالم ووجوه الشهداء ..لقد روى الشهداء تراب قطاع غزة وقد مر 90 يوميا على حرب لم يشهدها تاريخ البشرية جمعاء.