تستعد مدينة زاكورة بين 5 و9 أكتوبر 2025 لاستقبال الدورة التاسعة عشرة من المهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء، في حدث سينمائي وثقافي بارز يواصل تعزيز مكانة المدينة كقطب للفن السينمائي في قلب الصحراء المغربية. وأعلنت جمعية المهرجان عن أسماء رؤساء لجان المسابقات الرسمية الثلاث، التي تضم المسابقة الدولية للأفلام الروائية الطويلة، مسابقة الفيلم القصير، ومسابقة السيناريو.
ويترأس المخرج السينغالي عثمان وليام مباي، عضو أكاديمية الأوسكار، لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة. ويعرف مباي بأفلامه الوثائقية والروائية التي تتناول الهوية والشتات والقضايا الاجتماعية في السنغال وإفريقيا، ويتميز أسلوبه بالواقعية والاهتمام الدقيق بالتفاصيل، مما يتيح للجمهور فرصة للتأمل في الرهانات المجتمعية.
درس مباي السينما في باريس، وعمل مع المخرج عثمان سمبين قبل أن يقدم أول فيلم قصير له عام 1979 بعنوان “طفل نجاتش”، الذي نال جائزة «التانيت البرونزي» في أيام قرطاج السينمائية، ليواصل بعدها إنتاج سلسلة من الأعمال السينمائية بين الروائي والوثائقي، وصولاً إلى بورتريهات وثائقية تكرم الذاكرة الثقافية والسياسية للسنغال.
أما المنتج والمخرج المغربي سعد الشرايبي، فيتولى رئاسة لجنة مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، من مواليد مدينة فاس عام 1952، وهو شقيق المخرج عمر الشرايبي. بدأ مسيرته ضمن حركة سينما الهواة المغربية وأسس نادي السينما «نادي العزائم» بالدار البيضاء، قبل أن يقدّم أعمالًا بارزة مثل “جوهرة”، “بنت الحبس” و”نساء في المرايا”، كما ساهم في تنظيم ورشات وندوات سينمائية وطنية.
فيما سيتولى الكاتب والسيناريست السعودي خالد الخضري رئاسة لجنة مسابقة السيناريو. ويمتلك الخضري تجربة غنية في الأدب والإعلام، حيث أصدر 17 مؤلفًا، من مجموعات قصصية ومقالات، ورواية “رعشة جسد”، التي لاقت نجاحًا واسعًا وترشحت لجائزة كتارا للرواية العربية. كما حولت بعض نصوصه القصصية إلى مسلسلات إذاعية ومسرحية، وشارك في كتابة مسلسل كوميدي سعودي.
وتأتي هذه الدورة استكمالاً لمسيرة المهرجان على مدى عشرين عامًا، بهدف تعزيز الثقافة السينمائية في الصحراء، وبناء جسور ثقافية عالمية، عبر عروض أفلام وطنية ودولية، ورشات عمل، ندوات، دروس ماستر وأنشطة تكوينية، إلى جانب تكريم شخصيات بارزة في عالم الفن. وتبرز هذه الدورة حضورًا دوليًا متميزًا، مع اختيار السينما الكازاخستانية ضيف شرف، ما يعكس الانفتاح والتنوع الذي يميز المهرجان.
وبهذا يؤكد المهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء بزاكورة التزامه برؤية التميز والشمول، مواكبًا الطموحات الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية، ومترجمًا على أرض الواقع مكانة السينما كأداة للتعبير والتقارب الثقافي.