انطلقت في المغرب مؤخرًا مرحلة جديدة من التطوير الثقافي والسينمائي، حيث تم إعطاء الانطلاقة 50 قاعة سينمائية جديدة في إطار مشروع يهدف إلى إنشاء 150 قاعة سينمائية في المملكة. تأتي هذه الخطوة في إطار التزام الحكومة بتعزيز الفرص الثقافية وتوفير الوصول للثقافة للمدن الصغرى والمتوسطة.
في كلمته الافتتاحية بالمركز الثقافي لمدينة تامسنا، أكد وزير الثقافة محمد مهدي بنسعيد، أن هذه القاعات السينمائية ستكون متاحة للجميع، وأن ثمن الولوج إليها سيكون رمزياً. سيتراوح سعر التذكرة بين 15 درهمًا للشباب و20 درهمًا لباقي المواطنين. مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار التذاكر في السابق كان أحد العوامل التي أدت إلى تراجع اهتمام الشباب بحضور العروض السينمائية.
وكشف الوزير أن ثمن الولوج لهذه القاعات سيكون رمزيا، حيث سيتراوح ما بين 15 درهما للشباب و20 درهم لباقي المواطنين، موضحا أن ارتفاع الأثمنة كان من أهم أسباب عزوف الشباب عن ولوج القاعات السينمائية”، مضيفا أنه تم التوصل إلى اتفاقية مع القاعات السينمائية الكبرى لخفض أسعار التذاكر في إطار جواز الشباب، حيث ستتراوح بين 35 و50 درهمًا.
وعبر بنسعيد عن سعادته بتوسع دور السينما في المغرب، حيث ستشمل القاعات المدن المغربية المختلفة مثل ورزازات وزاكورة ودبدو والريصاني وغيرها من المدن المتوسطة والصغرى. ويعتبر ذلك فرصة للأفلام المغربية للوصول إلى جمهور أوسع ومناطق جديدة.
وأوضح الوزير أن الهدف من إنشاء هذه القاعات هو تعزيز الدينامية الثقافية وتمكين الشباب من الولوج إلى الثقافة والتعرف على قصص المجتمع وتاريخ الوطن الغني. وأكد أن الفنان يجب أن يلعب دورًا هامًا في هذا الصدد. كما أكد أن هذه المسؤولية تقع على عاتق جميع الفاعلين في القطاع السينمائي، وخاصة أن ظاهرة القرصنة مازالت موجودة في جميع أنحاء العالم، وعدد القاعات السينمائية لا يزال قليلاً.
وشدد المتحدث ذاته على أهمية دور المنتجين والمخرجين في إنتاج أفلام تجذب الجمهور وتحفزه على حضور هذه القاعات السينمائية. وأشار إلى أن الفن أصبح تحديًا يجب التصدي له بجهود مشتركة لتقديم خدمات ذات جودة عالية ومستوى مطلوب.
من جانب آخر، يذكر أن افتتاح هذه القاعات السينمائية شهد حضورًا لشخصيات فنية بارزة في المغرب، حيث أكدوا بدورهم على أهمية هذه الخطوة لدفع المشهد السينمائي في المملكة نحو التطور والتقدم.
هذا، وتعتبر هذه الخطوة الجديدة في مجال السينما بالمغرب خطوة هامة نحو تعزيز الحياة الثقافية والفنية في البلاد. فهي توفر فرصة للجمهور، وخاصة الشباب، للاستمتاع بالأفلام بأسعار معقولة، وتمكين المدن الصغرى والمتوسطة من الوصول إلى الثقافة. تعكس هذه القاعات السينمائية التزام الحكومة المغربية بتطوير قطاع الفن والثقافة وتعزيز دور الفنان في المجتمع.