شهدت دور السينما في المغرب انتعاشا بعد عيد الفطر، بعد أن تراجع الإقبال عليها خلال شهر رمضان المبارك بسبب المنافسة القوية من الإنتاجات التلفزيونية التي تقدم عبر القنوات الوطنية والعربية، بالإضافة إلى المنصات المدفوعة مسبقًا التي تنجح في سحب الجمهور وتحقيق نسب مشاهدة عالية في كل موسم رمضان، مما يؤثر على صناعة السينما العربية ويحرمها من حصة الكعكة الكبيرة من نسب المشاهدة.
وتتفوق الأفلام الكوميدية التجارية على غيرها من الأعمال السينمائية في السيطرة على قاعات العرض في المغرب، حيث تفتقر الإنتاجات الأخرى إلى القدرة على المنافسة على شباك التذاكر وتحقيق أرقام مشاهدة عالية في وقت قصير.
ويعتبر كل من رفيق بوبكر وعزيز داداس وماجدولين الإدريسي من أشهر نجوم السينما المغربية، حيث يتنافسون في عدة أفلام في نفس الوقت على شباك التذاكر. وقد ظلوا يحققون نجاحًا كبيرًا على مدار السنوات العديدة الماضية.
فقد قدم رفيق بوبكر أربعة أعمال كوميدية في هذه الفترة، وهي “باي باي فرنسا”، “جوج”، “ضاضوس”، و”لي وقع فمراكش يبقى فمراكش”. بينما يتنافس عزيز داداس على شباك التذاكر من خلال فيلمي “أنا ماشي أنا” و”لحنش”، واللذان يشارك في بطولتهما ماجدولين الإدريسي، التي تظهر أيضًا في إنتاج ثالث يُعرف باسم “ضاضوس”.
جدير بالذكر أن الثلاثي الفني المذكور سبق لهم أن ظهروا أمام الجمهور المغربي في موسم رمضان 2024 من خلال فيلم تلفزيوني يحمل عنوان “جرب تشوف”، تم تصويره في مدينة مراكش تحت إشراف المخرج عبد اللطيف الجاوي.
وفيما يتعلق بذلك، صرح عزيز داداس أنه يجسد شخصية “صالح” في الفيلم الكوميدي “جرب تشوف”، وهو شخص يعيش حياة هادئة بين منزله وعمله كقاضٍ في البلدية. يحاول “صالح” مقاومة مشروع تحويلالمدينة القديمة إلى منتجع سياحي فخم، ويواجه العديد من المواقف الكوميدية أثناء محاولته حماية موروث المدينة.
من ناحية أخرى، توجد أيضًا أفلام ذات طابع درامي واجتماعي تحقق نجاحا في المغرب، مثل فيلم “البحث عن الحقيقة” الذي يتناول قضية اختفاء شابة والبحث عنها من قبل أسرتها، ويكشف الفيلم العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية.