نجاة الرازي، حفيدة المرنيسي في الأفكار والقناعات

 انخرطت،الرازي، في النضال ضد العنف ضد النساء ، الذي كان مهتما أيضا ب تقديم مقترحات على مستوى الاستراتيجيات السياسية و الآليات. عمل تصفه بالشجماع، أعطى نتائجه وأثر في السياسات العمومية منذ 95، حيث تأسس أول مركز استماع هو مركز فاما ، وبعده مركز حبيبة الزاهي .

لا يقف مسارها عند مرفأ لتستكين لإنجاز انفرج به وضع ما، دماء اهتماماتها تتجدد مع كل قضية نسائية تعتبرها قضية مجتمع ومؤسسات وثقافة وتربية. لقاحها من مصل الحقوق بدأ بجرعة في حرم الجامعة مع رفيقات يجمعهن نفس الشرط الاجتماعي غير المنصف لإناثه، وعي مشترك «بدأ يتبلور فيه وعي نسائي بخلفية نظريات نسائية، والذي كان مرتبطا، حتى، بقناعاتي السياسية اليسارية». 

تعبر نجاة الرازي، أن وعيها النسائي تأثر بكتابات السعداوي كما تأثر بكتابات بشيلا روبرتهام التي كتبت مجموعة من الكتب ضمنها كتاب جماعي ترجمه الكاتب اللبناني جورج طرابيشي حول قضية النساء. مسار بصمت السوسيولوجية المغربية فاطمة المرنيسي فيه بخلفيتها ككاتبة وإنسانة ومفكرة. « المرنيسي كانت تجسد بالنسبة لي النسائية كتجربة حياتية. فقد كانت تتصدى لكل إكراهات الواقع التي ترفض الاعتراف بالمساواة، وهي كانت تقاوم الوضع بالعمل. الكتابة نضال».

في المرحلة الطلابية، كانت نجاة، مهتمة، مع زملاء النضال، بإبراز التمييز الذي يطال النساء والبحث في الاتفاقيات التي تتعلق بحقوق الإنسان. وفي مرحلة الثمانينات بدأت تجربة تأسيس أندية داخل دور الشباب. تدريسها للفلسفة ل 25 عاما، ثم علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، جعلهما من اهتمامها البحثي والنضالي. الأخير كان ضمن دينامية حول قضية مناهضة كل أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي، والذي يستهدف النساء في القوانين والسلوكات والممارسات الاجتماعية والسياسات العامة. والنتيجة إقصاء نصف المجتمع كأنه الادنى من النصف الآخر. «انخرطت في التصدي لهذا الوضع بإنجاز عروض وقراءات لكتابات نوال السعداوي، ونقاشات هدفها تحريك الوعي الجمعي، واستثماره في التغيير. ومن أجل الهدف،كانت كتابتي، في الغالب، حول أوضاع وقضايا النساء.

تقول ان المسار النسائي تميز بنقلات من المساهمة في التأسيس الذي كان الدفاع عن الأطروحة النسائية كأطروحة تتطلب تجربة نضال ديمقراطي وحقوقي مختلفة عن التجارب الأخرى. في هذه المرحلة أيضا» بدأ النضال النسائي يتبلور وتتوحد المجهودات النسائية من داخل أحزاب سياسية خلقت تجارب ضمن صفحات عن القضايا النسائية في جرائدها، تجربة تمثلها جريدة 8 مارس التي كانت «مؤثرة في مساري» تقول الرازي التي كانت من المؤسسات للعديد من الجمعيات النسائية منها الجمعية المغربية لحقوق النساء التي مازالت عضوة مسؤولة في مكتبها، و وصاحبتها طيلة ثلاثين عاما.

تعتز بتجربة المساهمة في تغيير دستور 2011. والذي» أتى نتيجة الحراك الاجتماعي. وقد اشتغلنا على أن ينص الدستور صراحة على المساواة في الحقوق، خلال ذلك أنشأنا تحالف النساء من أجل المساواة والدمقراطية، مبادرة قدمنا خلالها بمذكرات مطلبية، واستطعنا إيجاد أثار مقترحاتنا في الفصل ١٩ ، وفي لغة الدستور التي صار تستجيب لمطلب النوع الاجتماعي.

«هذه التجربة الرائدة عملنا فيها عن قرب مع النساء، واكتسبنا كفاءة في خدمات التكفل بهن لتقويتهن. كما كانت مناسبة لرصد الاختلالات في مجال تطبيق القوانين .» تؤكد نجاة التي تحضن ذاكرتها تجربة اخرى هي تجربة مرصد عيون نسائية. «بالنسبة ليتمخ قناعاتي النضالية المرتبطة الحركة النسائية، وما بين انشغالاتي المعرفية والاكاديمية، هو يتيح إمكانية الرصد وتتبع المعلومات وكتابة التقارير وإنجاز الدراسات، ويضم أربعة عشر جمعية نسائية فاعلة، وقد.أصدر 12 تقريرا سنويا حول العنف ضد النساء ودراسة حول الاغتصاب الزوجي.» تقول نجاة الرازي .

مطالب اليوم هي أن تكون الولاية الشرعية مشتركة. 
اعتبر الملاحظون أن نظام الإرث لم يأخذ بعين الاعتبار كل التحولات السوسيو– اقتصادية والسوسيو- ثقافية التي عرفها المغرب.
هي قضايا راهنية وحاسمة في تقييم الوضعية الحقوقية القانونية الاجتماعية للبلد، وقد صارت محط انتظار نتائجها منذ إقرار جلالة الملك تعديل مدونة الاسرة. مرت بمسارات طويلة يعود، جزء منها، إلى العهد السابق، وحضيت بمبادرات هدفها تصحيح وضع لم يكن فيه إنصاف وعدل ومساواة. الارث، الحضانة، العنف، الاغتصاب، الطلاق، زواج القاصر، الإجهاض، النفقة، التعدد، المناصفة..في المحطة السنوية، 10 من أكتوبر نسترجع عشر قضايا على طاولة الانتظار، وهي فرصة للتذكير بمطالب اجتمع حولها من اجتمع واختلف من اختلف.