بين العمل الجمعوي والحقوقي يتوحد هدفها الكبير: رفع التمييز والعدالة للجميع.، شعار تنحث له أسباب الوجود والتحقق عبر مسيرة حياة لا تقبل بأنصاف الحقوق والحلول ولا بأجزائهما. «الحق لا يتجزأ»، تقول سعيدة الادريسي التي، تشكل وعيها بالمساواة في سن مبكرة، والتمرد على الأدوار التقليدية للبنت وللولد: «أصريت على لعب كرة القدم، وترأس فريق الحي الذي كان غالبته فتيان، كما صممت على ركوب الدابة في وسط بدوي أمازيغي يمنعه على الإناث خوفا على عذريتهن».
لم يكن المنع يمرعليها بردا وسلاما، لذلك، رافقها سؤال الحريات مبكرا: «لماذا حريتنا، دائما، مقيدة؟ مقيدة في اللباس، في اللعب، في اختيار الميولات الدراسية؟ لماذا يتم توجيه الأولاد للعلوم والبنات للآداب، وتعاب على الأخيرات ميولاتهن التشكيلية والموسيقية؟» هي أسئلة طفلة في سن المراهقة كانت كفيلة بأن تكشف ملامح شخصية لا تقبل بالقواعد الجاهزة، ولا تقدم الطاعة لمجتمع يضعها أمام رقابة تمييزية.
تدين بوعيها للكتب التي قرأتها مبكرا من قبيل كتابات نوال السعداوي وفاطمة المرنيسي وسيمون دي بوفوار، كما تدين بذلك لأساتذة الفلسفة والأدب الفرنسي الذين درسوها: «كان أغلبية أساتذتي من اليسار الحالمين بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة، وقد نقلوا لنا، من خلال قراءاتهم، قيم الإنسانية».
انخرطت سعيدة الادريسي في الحركة النسائية بالانضمام إلى عضوات الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب سنة 1997. «خطوة كانت بتحفيز من أمينة المريني التي كنت معجبة بمواقفها النضالية. هذه الجمعية كانت مدرسة بالنسبة لي ،ناضلت وتطوعت فيها، اكتسبت طرق الترافع، وتعلمت من مناضلاتها المتقدمات عني في تجاربهن السياسية».
في هذا الحقل الجمعوي، تطوعت سعيدة الإدريسي لمهمة المسؤولة عن مركز الاستماع نجمة لمحاربة العنف، احتكاكها بهذه الفئة لم يقل أهمية عن تجربتها في ملف النساء السلاليات التي بدأت منذ سنة 2007.
يتوزع مسارها بين أكثر من مهمة شاركت أو قادتها بحس امرأة مهتمة بالتوازنات. فقد تحملت مسؤولية الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب فرع الرباط لولايتين، وتنسيقية شبكة أناروز لمحاربة العنف، وعضوية ممثلة للجمعية الديمقراطية في الشبكة الاورمتوسطية لحقوق الانسان، مسارات تجرها بفخر وهي تترأس اليوم فريق المنظمة الافريقية من أجل أرضية المشتركة بحماس امرأة درست الأدب الفرنسي، وتقاعدت، لكنها لا تعترف بالتقاعد إلا كإجراء إداري.