الأمر رهين بالشخص الذي يقدم المحتوى الرقمي، لأن مواقع التواصل تختلف عن المنابر الإعلامية من حيث أنك أنت من تحدد أثرك وشخصيتك، وأيضا لمستك الخاصة تحدد انطلاقا من كيف تقدم المعلومة”، هكذا وصفت خولة الادريسي السبطي الملقبة بـ”Misstech” مجال عملها الجديد.
غالبا ما نعتبر أن صناعة المحتوى الرقمي حول التكنولوجيا مجال يغلب عليه الطابع الذكوري، إلى أن برزت قصة نجاح شابة استطاعت أن تتميز وتحقق نجاحا استثنائيا، كانت تشعر بالتخوف من ردة فعل الناس اتجاه ما قد تنشره على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنها قررت التغلب على هذه المخاوف واستكشاف مجال صناعة المحتوى.
كأي شابة واعدة، بدأت إبنة مدينة عين أسردون مشوارها بتحقيق حلمها في أن تصبح صحفية، حيث درست الترجمة والتواصل بجامعة الحسن الثاني، وعملت في مجال الإعلام لفترة من الوقت مع عدة منابر إعلامية. ومع ذلك، كانت لديها الرغبة في استكمال تعليمها وتطوير مهاراتها، لذا قررت مواصلة دراستها، بحصولها على ماجستير متخصص في التواصل والصحافة والترجمة من مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة.
بعد تخرجها، بدأت خولة تفكر في مجال صناعة المحتوى الرقمي في وسائل التواصل الاجتماعي، دائما ما ترددت في اختيار المحتوى الذي ترغب في تقديمه. ولم تكن تشعر بالجذب نحو مجال الموضة والجمال الذي يشهد منافسة شديدة وازدحاما كبيرا، لكنها كانت تمتلك شغفا كبيرا بالتكنولوجيا والابتكار.
استهلت رحلتها المهنية في وكالة للتواصل حيث عملت كمسؤولة في مجال تنظيم وتدبير العلاقات الصحافية والعمومية للشركات. وخلال فترة عملها في الوكالة، تعلمت كيفية التواصل مع الجمهور وإدارة حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك حسابات لشركات مهمة وبراند “سمارت فون” معروفة، ومن خلال هذه “التجربة القيمة” عرفت أهمية التواصل التكنولوجي بشكل عام.
وباستمرارها في التعلم وتطوير مهاراتها التقنية، أصبحت خولة قادرة على دمج خبرتها في التواصل والعلاقات العامة مع الاهتمام بالتكنولوجيا. واستطاعت إنتاج محتوى تقني بسيط ومفهوم للجميع، بغض النظر عن مستوى المتلقي.
واجهت خولة أو “ميستيك” تحديات كونها امرأة والعمل في مجال كان يُعتبر حكرا على الرجال. ومع ذلك، استطاعت أن تثبت نفسها وتحقق نجاحا ملحوظا في المجال. “أعتقد أن النساء يمتلكن إمكانيات كبيرة، ويمكنهن تحقيق النجاح في أي مجال يرغبن فيه”. وتشجع النساء اللواتي يرغبن في دخول عالم صناعة المحتوى الرقمي على تحديد محتواهن والعمل في مجال يستهويهن، ليتمكنّ من التألق فيه وتحقيق طموحاتهن.
المبهر في الأمر، أنه على الرغم من عدم وجود قصة نجاح محددة ساعدت خولة في رحلتها المهنية، إلا أنها أثبتت أن النجاح يأتي من خلال الالتزام والعمل الجاد.
وهذه هي قصة “ميستيك Misstech”، على رأي صاحبتها : “قصة جميلة، تضم العديد من التحديات، أحيانا تكون متحفزا للعمل وأحيانا لا، أحيانا تتساءل “هل يستحق هذا ما أقوم به؟” لأنه بالمغرب لا تزال المردودية المادية هذا المجال محدودة، ولا يمكن الاعتماد عليها 100% كمصدر للعيش. فإذا أردت التفرغ لها ستكون بصدد نوع من المغامرة.