احتفلت أيقونة الغناء العربي فيروز، بعيد ميلادها التسعين وسط احتفاء واسع من محبيها في لبنان والعالم العربي. وقد تزامن هذا الحدث مع تزايد التقدير لإرثها الفني الغني الذي يمتد لسنين طويلة.
بنحو 60 ألبوم غنائي، و16 مسرحية، و3 أفلام سينمائية، وقصائد أبدعت في إلقائها، وحفلات جابتها شرقا وغربا، لا تزال شجرة الأرز اللبنانية تملك آذان وقلوب العالم العربي، رغم بلوغ المطربة المخضرمة عامها الـ90، أمس الخميس.
رمز للوحدة في زمن الانقسام
في وقت يشهد لبنان أزمة سياسية واقتصادية حادة، برزت فيروز كرمز للوحدة والتسامح. فقد نجحت أغانيها في تجاوز الانقسامات الطائفية والمذهبية، وحملت رسائل أمل ومحبة جمعت قلوب اللبنانيين والعرب.
وفي العام 1999، قالت فيروز، في مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز”، إن لبنان اليوم لا يشبه بتاتا لبنان الذي غنّته، في إشارة إلى عقود من الحروب والدمار شهدها البلد.
إرث فني خالد
لطالما كانت فيروز صوتاً مميزاً في عالم الغناء العربي، حيث تميزت بصوتها الشجي وأدائها العاطفي الذي لامس قلوب الملايين. وقد تعاونت مع نخبة من الشعراء والملحنين، لتقدم لنا أغنيات خالدة ستظل راسخة في ذاكرة الأجيال.
عرفت فيروز بغنائها لقيم نبيلة من حب ووطنية وتغن بالطبيعة، كما أدت أشعارا لجبران خليل جبران وأحمد شوقي وبشارة الخوري.
وتعتبر أغنية “زهرة المدائن” أحد أشهر الأغاني العربية المهداة للقضية الفلسطينية، فيما لا تزال أغنية “بحبك يا لبنان” تحظى بشهرة واسعة، بجانب قائمة طويلة من الأعمال الغنائية.
احتفاء واسع
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلا كبيرا بمناسبة عيد ميلاد فيروز، حيث تداول روادها صورها وأغانيها، معربين عن حبهم وإعجابهم بها. وقد تصدر هاشتاغ #فيروز الترند في العديد من الدول العربية.
في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان والعالم العربي، تأتي احتفالات عيد ميلاد فيروز لتذكرنا بأهمية الفن والثقافة في بناء مجتمعات أكثر تسامحا وانسجاما. ففيروز ليست مجرد مغنية، بل هي أيقونة وأمل، وستظل كذلك طالما هناك من يحب صوتها وأغانيها.