يوسف غرادي المدير التنفيذي للاتحاد الوطني لنساء المغرب: المنصة هي الأولى في المغرب

منصة كلنا معك، تشتغل طوال الأسبوع وطوال اليوم، بفريق مهني من جميع الاختصاصات.

نساء : تم الإعلان عن إحداث “منصة كلنا معك” مطلع العام، وقبل الجائحة التي رفعت من مؤشرات العنف،  بأي تصور انطلقت وبأي تصور تشتغل اليوم؟

يوسف غرادي: لقد تطلب إطلاق المنصة في بدايتها، ما يناهز سنة من التحضير، لأنها صممت وفق مقاربة شمولية، تطلب الأمر مسح كل المبادرات الموجودة وطنيا، ثم القيام ب”بشماركينغ” على المستوى الدولي لأهم التجارب المماثلة والشبيهة. كان الهدف من المنصة هو الإجابة على انتظارات النساء وخاصة المعنفات منهن، ولكن الاجابة على انتظارات الشباب أيضا.

ولدت المنصة بمقاربة شمولية اعتمدنا فيها جميع الأبعاد، لكي تجيب على أسئلة مطروحة وطنيا..وتشتغل بمنطق الحماية القانونية، والأمنية ومنطق الحماية الصحية، بالإضافة الى اشتغالها بمنطق التدريب والتأهيل الاقتصادي، والتكوين..

وتم اعتماد هذه المقاربة، لكي تكون المنصة مواكبة لأغلب المشاكل التي تعاني منها المرأة المعنفة، خصوصا وأيضا مواكبة لاحتياجات الشباب بصفة عامة.

في هذا الصدد كان هاجس المستقبل حاضرا، حيث أهمية المجال الرقمي والاشتغال ضمنه، يبدو ذلك استباقيا بالنظر إلى سياق الجائحة التي جاءت بعد ذلك. لكن أحب أن أذكر هنا بأن الاتحاد الوطني لنساء المغرب يتوفر على مراكز استماع منذ 1970 وهناك عمل كبير قد تم، لكن هناك دائما أشخاص يتعذر عليهم الوصول إلى هذه المراكز لأسباب تتعلق بالإمكانات أوالقدرة على التبليغ…فكانت المنصة، بديلا أقرب إليهم ويؤمن مواكبتهم.

المنصة هي أول منصة من نوعها في المغرب، لأنها تشتغل طوال الأسبوع وطوال اليوم 24 ساعة بفريق مهني من جميع الاختصاصات، بالإضافة إلى ذلك، لم نركز فقط على الاتصال الهاتفي، بل على التطبيق الخاص بالهاتف النقال أيضا، ولهذا التطبيق أهمية بالغة خاصة في الحالات المستعجلة: الاغتصاب و العنف الجسدي، إذ يكفي أن تعرف المتصلة بمكانها-localisation– لكي يتم التدخل وفق بروتوكول خاص بتنسيق مع الشركاء، ويتم التواصل والتدخل في الزمن والحيز المناسب.

كيف تمكنتم من تدبير الضغط والطلب على المساعدة وعلى الاستماع وخصوصا في فترة الحجر  حيث كانت مراكز الاستماع والإيواء متوقفة بخلاف المنصة ؟.

ارتفع الطلب على المنصة في سياق الجائحة، وقد وصلنا لنقطة أعلى الهرم مع الحجر الصحي، سواء فيما يخص تدبير الاتصالات، وايقاع وطريقة الاشتغال أيضا، وأول شئ قمنا به هو تحويل مراكز الاستماع التابعة إلى الاتحاد، إلى  مراكز استماع عن بعد، حتى لا تتوقف العلاقة مع المستفيدات، فكان علينا الاستعانة بتقنيات جديدة تواكب السياق. فبرمجنا تكوينات لصالح العاملين بمراكز الاستماع لتعلم كيفية تدبير الاتصالات المكثفة، و التقنيات الجديدة للاشتغال في فترة الحجر، وكيفية تدبير هذه الفترة الصعبة من الناحية النفسية، و كان التكوين مع خبراء متعددين، ومع هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالمغرب. وهنا أحب أن اشكر جميع الذين ساهموا في انجاح هذه المرحلة التي كانت من أصعب المراحل، فالاشتغال يوميا و24 ساعة ليس أمرا هينا.

تجمع المنصة ما بين الاستماع والدعم والتوجيه في ملف العنف، وكذلك في المجال الاقتصادي والتمكين للفئات الهشة، هل الجمع بين هذين الضلعين هو مقصود، للتأكيد على أن العنف له ارتباط بالهشاشة الاقتصادية ؟

لقد أحدثت المنصة بتوجيهات من صاحبة السمو الملكي الأميرة لالة مريم، وهي تعكس اهتمامها المتواصل بالنساء، وخاصة في وضعيات هشاشة. الهشاشة لها تجليات ونتائج تعمق المشاكل، وقد حاولنا ألا تكون طريقة العمل أحادية البعد، و تتعلق بتدبير مجال العنف فقط، بل سعينا لكي تكون مندمجة متكاملة، وتستدمج مجموع مقاربات، لكي نقدم للمرأة التي تقصد المنصة، معالجة آنية للعنف ثم دعما لتجاوزه. كما يتم تمكينها اقتصاديا، لتنتقل من تجربة عنف، لفرصة حياة وفسحة للأمل ولغذ أفضل ايجابي.

عدد المكالمات بالآلاف، ونشتغل على تقرير سيشمل الاحصائيات ذات الصلة، من أجل تقييم لهذه المراحل التي مرت منها المنصة، لكن لا بد من توجيه الشكر إلى شركاء الاتحاد: رئاسة النيابة العامة، مصالح الأمن، مصالح الدرك الملكي، وزارة المرأة والأسرة والتضامن والتنمية الاجتماعية المواكبة لهذا المشروع الكبير. ونحن نعتز بهذه الشراكة التي مكنت من التدخل في أوقات صعبة،  وتتبعناها بأحاسيس الترقب والتتبع. لا بد كذلك من التنويه بعمل جمعيات المجتمع المدني، في فترة الحجر التي واكبت وساهمت بعمل مهم من أجل إنجاح المنصة، التي عززت ثقة الناس. فآثار العنف وخيمة ليس فقط على المرأة أو الشخص الذي يتعرض للتعنيف، بل على المجتمع ككل، وهذا يتطلب انخراط الجميع. ولذلك نقول لأي امرأة في  وضعية هشاشة، أو تبحث عن عمل، ولأي امرأة معنفة “احنا معاك..”.

المقال الموالي

مؤمنة بالجمع بين الاهتمامات مؤسساتية كانت أونقابية أو جمعوية حد الاعتقاد أنها كل لا يتجزأ. هي رئيسة لجنة الجهوية والتنمية القروية بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، ونائبة رئيس لجنة الميزانية بجهة مجلس طنجة تطوان الحسيمة، ومؤسسة جمعية وفاق للتضامن والمساواة وتكافؤ الفرص.
كشف تقرير حديث بشأن ثقة المغاربة في مصادر الأخبار على شبكات التواصل الاجتماعي، فإن 51.4 % يثقون أكثر في الصحافيين المهنيين.
واصلت العداءة المغربية عزيزة العمراني أداءها الجيد بإنهاء المرحلة الثالثة في الصدارة بزمن 10 س و46 د و10 ث، لتعزز بذلك موقعها في صدارة الترتيب العام المؤقت بتوقيت 17 س و40 د و16 ث.