صباح الحياة…

مضت شهور على وفاة الفنانة صباح، ولا أحد كان ينتظر أن تلبس جنازتها طقوس الفرح. لم يكن المشاهد العربي معتادا على هذا النوع من الطقوس التي أوصت بها صباح، أن يرقص الراقصون الدبكة وهم يلوحون بنعشها في السماء، ويغرد صوتها في الساحات أمام دهشة الجميع. لم تكن الفنانة صباح الوحيدة التي زفت إلى الموت بالرقص والغناء، فمنذ سنوات قليلة رحل المطرب الأمريكي الشهير ray charles وكانت جنازته كلها طقوس غناء واحتفال، بل ألقيت بمناسبة انتقاله إلى العالم العلوي الكثير من الكلمات الجميلة، مثل ” أصبح هناك مايسترو في السماوات”، أو أن “الفنان سيبصر أخيرا في السماء، بعد أن قضى حياته كفيفا”. كانت هذه الكلمات روحا جديدة تخفف من حدة ألم رحيله، وأيضا كإشراق لطلته التي ستغيب إلى الأبد. غير أن طريقة وداع صباح لم يعتدها الناس، كما لم يعتادوا طريقة حياتها، وفرحها، وزواجها المتعدد، وشيخوختها التي يتحدثون عنها كثيرا وكأنها وحدها التي أدركت الهرم. ومن المفارقة الغريبة أن العديد من القنوات والصحف والفايسبوك، قد قذفوا السيدة بأبشع الصفات، خاصة بعد تبعات الحداد المشرق البهي، وكأن الجسد العربي لم يعتد سوى أن يوشم بالألم، بل صار الألم هو الصفاء والحياة، في حين يتوارى الفرح إلى الخلف، حتى بتنا لا نعرف لماذا يموت الإنسان في هذا الوطن العربي بهذا الكم وكأن له موعدا خاصا مع قدر مسطر من قبل في لوح محفوظ. لا ينتفض الناس ضد صباح، إلا لأنهم يكرهون الحياة، ويكرهون الصباح الدائم، فهم لا يتصورون أن تبحث المرأة عن الجمال في سن متأخر. فالعديد من الناس اعتادوا رؤية قلق المرأة في ألم اليومي العادي، في احتراقها بعد انقطاع الطمث، في خوفها التاريخي من الزمن. لذا، يبدو الفرح المشع كائنا غير مرغوب فيه ، منبوذا من المعاجم… وفي العمق، هل نحن في حاجة إلى صباح؟ بالطبع نحن في حاجة إلى كائنات تلد الصباح والحياة، تمدنا بطاقات إيجابية بدأت تتراجع إلى الخلف أمام ما يحدث كل يوم من مآس لا نستطيع حصر تداعياتها الكثيرة. نحن في حاجة إلى صباح، كي تمنحنا التوازن أمام ما يحدث من موت. حين أفكر في صباح الفنانة، لم يكن المهم هو الجمال الظاهر، لأن هذا الجمال يخبو مع السنين، ولكن الحقيقي في هذه الشخصية هي القدرة على الحب والعطاء والجمال طيلة هذا العمر. وهذا الخوف ربما يدفع بالكثيرات والكثيرين أيضا إلى الانزواء في الظل، وانتظار الموت الرحيم الذي يبدد قسوة أيادي القدر. في إحدى الروايات عن فرويد، والتي روتها أخته adolphine، بينما كانت واقفة تتأمل إحدى اللوحات الفنية التراجيدية، والتي جسدت عذاب أم تودع ابنها، قالت لفرويد: “ليس هناك ما هو أقسى من هذا الألم، الجمال وحده يشكل العزاء الفريد في هذا العالم.” فتأمل الفكرة وقال:” رغم أن الفكرة ليست صحيحة، ولكنها هي الأنسب لعلاج المآسي.” والحال أن فكرة الجمال كعزاء في هذا العالم تزداد قوة إذا فكرنا في أعداد القتلى كل يوم، ألا يبدو جمال الحياة هو الأفضل؟ ألا يمكن أن نغير جلد قسوة التطرف والاختلاف العميق بين البشر؟ ألا نتقبل الآخر كما هو، لا كما نرغب نحن أن يكون؟ ألا يتسع العالم لكل الأفكار والديانات والعقليات وكل أنواع الجمال؟ تبدو الفكرة حالمة، ولكن، لماذا لم يعد القتل هو القبح في هذا العالم؟ لماذا باتت تنتابنا الدهشة من الحياة، بدل أن تنتابنا من الموت ؟ في كل صباح تطل الحياة بعيونها المختلفة، وفي الصباح أيضا، يتسلل ضوء صغير يشع من النافذة، علينا أن نمتصه بشوق ونقول له بكل جمال : صباح الحياة…

سيلين ديون تصل إلى العاصمة الفرنسية باريس، استعدادًا لمشاركتها في افتتاح أولمبياد 2024.
حققت اللاعبة الدولية المغربية فاطمة تاغناوت حلمًا طال انتظاره بانضمامها إلى نادي إشبيلية الإسباني للسيدات، لتصبح أول لاعبة مغربية ترتدي قميص النادي الأندلسي.
قالت مصادر مُطلعة على الوضع، أن بيلا حديد استعانت بمحامين ضد شركة أديداس بسبب افتقارها إلى المساءلة العامة، وذكرت أنها تشعر أنهم قادوا ضدها حملة قاسية ومدمرة.