مأساة نوعية للمهاجرين في مياه المتوسط

نساء من المغرب/ مدريد

في حادث هو الأكثر مأساوية في تاريخ الهجرة بحوض المتوسط خلال العقود الأخيرة ،أعلن عن مقتل ازيد من 800 مهاجر قضوا غرقا بينما كانوا يحاولون العبور انطلاقا من السواحل الليبية إلى جزيرة لامبديوسا الايطالية،ويعتبر الحادث نوعيا في مأساويته الإنسانية بسبب حجم الضحايا المؤلم والمكلف إنسانيا. وفيما قرر زعماء الدول الأوروبية الاجتماع الخميس في لقاء طارئ، تطالب المنظمات الإنسانية الدولية، اتخاذ إجراءات نوعية للحيلولة دون تكرار هذه المذبحة وتجاوز الإجراءات التقليدية المتخذة التي تركز بشكل كبير على الجانب الأمني .

وجرى الحادث المأساوي ليلة السبت المنصرم، حينما تلقت السلطات البحرية الايطالية نداءات استغاثة من السفينة التي كانت تقل المهاجرين في منطقة بحرية بالمتوسط تبعد ب 120 كلم عن السواحل الليبية التي انطلقت منها، وب 170 عن جزيرة لامبديوسا الإيطالية وهي النقطة التي كانت تتطلع إلى الرسو بها. و أضافت ذات السلطات أنها أمرت سفينة تجارية تبحر بالقرب من سفينة المهاجرين بالتوجه نحو ها وإنقاذ الركاب. وقالت مصادر الإنقاذ الايطالية ومارواه بعض الناجين كذلك، أن تمايلا كبيرا حدث بسفينة المهاجرين المتهالكة بسبب التدافع فانقلبت بهم وهوت بهم في عمق مياه المتوسط.

وقدرت السلطات الإيطالية عدد الناجين ب27 ناجيا وشارك في عمليات الإنقاذ 20 سفينة و3 طائرات مروحية من دون أن تتمكن من انتشال جثث الثمان مائة الغرقى، منذ مباشرة عمليات الإنقاذ وانتشال الجثث إلى اليوم .

وأسبوعا واحدا من هذا التاريخ، كان ذات الموقع البحري المتوسطي الممتد بين السواحل الليبية والسواحل الإيطالية قد شهد مأساتين راح ضحيتهما 450 مهاجرا من دون وثائق إقامة قضوا غرقا بعد أن انقلب بهما المركبان اللذان كانا يقلانهم نحو السواحل الإيطالية. ليبلغ عدد من قضوا في هذه المياه المتوسطية غرقا منذ بداية العام حوالي 1500 مهاجر غريق.

وأعلنت السلطات الإيطالية أنها اعتقلت شخصين تونسي وسوري يشتبه بكونهما ربانا السفينة التي قضى ركابها الثمان مائة غرقا.

ووصفت منظمة العفو الدولية حادث الغرق المؤلم بأنه “مأساة مروعة تسبب فيها الإنسان”، وأضافت ” إنه حادث يصدمنا و لكنه لا ينبغي أن يفاجئنا”.

وقالت ممثلة السياسة الخارجية و الاتحاد الأوروبي الإيطالية فيدريكا مورغني ” لقد قلنا مرات عديدة كفى”.

وفي أول رد فعل أوروبي قرر زعماء دول الاتحاد الاوروبي الاجتماع في لقاء طارئ الخميس لبحث الإجراءات الناجعة لمنع تكرار الحادث .

وكان الإثنين اجتمع وزراء داخلية وخارجة الاتحاد الاوروبي، للتمهيد للقمة الأوروبية الطارئة. وصادق هؤلاء الوزراء الأوروبيون على قائمة من عشر نقط لوقف مذبحة المتوسط، من أبرزها الرفع من المساعدات المالية لأجهزة المراقبة الحدودية بمياه المتوسط فرونتيكس، وتدمير سفن المافيا في مواقع انطلاقها ثم محاربة مافيا الهجرة والرفع من وتيرة إرجاع المهاجرين إلى بلدانهم.

وبعد موت أزيد من 800 من المهاجرين ، كانوا يبحثون عن فرص عيش أحسن أو قرروا الفرار من الحرب، كان رد فعل الاتحاد الاوروبي بطريقة غامضة وخجولة، توقفت عند التأسف وإدانة مافياالهجرة باتخاذ إجراءات ذات طبيعة أمنية بالدرجة الأولى، وتظل دون تطلعات المنتظم الدولي والتعامل الفعلي الإنساني مع الظاهرة.

وتتضمن النقط العشر التي اعدها وزراء خارجية وداخلية الاتحاد الاوروبي، إضافة إلى هيمنة البعد الأمني، بصمة اليمين المتطرف في بعض الحكومات الأوروبية، مثل المطالبة بتدويل كل بصمات المهاجرين أو القيام بإحداث برنامج مكثف وسريع لإعادة المهاجرين من دون وثائق إلى بلدانهم. يأتي هذا بينما كانت مسوؤلية الخارجية في الاتحاد الاوروبي قالت “أن إعاداتهم إلى بلدانهم هي طريقة أخرى لقتلهم”.

والأوروبيون أنفسهم يعيشون فيما بينهم انقساما، فبينما تطالب دول الجنوب الأوروبي بالمساعدات من قبل دول الشمال لمواجهات الهجرة غير الشرعية، تتملص الدول الأوروبية تلك من هذا الواجب، و تقول إنه شأن يعني البلدان المتوسطية في الجنوب الأوروبي ولا يعنيها هي.

تتجدد الكارثة الإنسانية بحجم مأساوي أكبر، ومع ذلك يبدو أنه مازالت نظرة الأوروبين لوقف هذه المذبحة الإنسانية، تقليدية تهيمن عليها النظرة الأمنية المحضة دون اجتياح آليات فعلية وتضامنية لوقف النزيف الإنساني بمياه المتوسط.

 

 

سيلين ديون تصل إلى العاصمة الفرنسية باريس، استعدادًا لمشاركتها في افتتاح أولمبياد 2024.
حققت اللاعبة الدولية المغربية فاطمة تاغناوت حلمًا طال انتظاره بانضمامها إلى نادي إشبيلية الإسباني للسيدات، لتصبح أول لاعبة مغربية ترتدي قميص النادي الأندلسي.
قالت مصادر مُطلعة على الوضع، أن بيلا حديد استعانت بمحامين ضد شركة أديداس بسبب افتقارها إلى المساءلة العامة، وذكرت أنها تشعر أنهم قادوا ضدها حملة قاسية ومدمرة.