في عالم الجمال الذي لا يكف عن الابتكار، يبرز النياسيناميد كأحد المكوّنات التي أحدثت تحولا في روتين العناية بالبشرة. هذا الشكل من فيتامين «B3» لم يأت ليكون مجرد مكون عابر ضمن تركيبات السيروم والكريمات، بل تحول إلى عنصر أساسي تعتمده أشهر الماركات العالمية، بفضل خصائصه المتعدّدة التي تناسب مختلف أنواع البشرة.
ما هي فوائد النياسيناميد؟
يستخدم النياسيناميد على نطاق واسع في مستحضرات التجميل، إذ يعالج العديد من مشاكل البشرة، ويعمل على تقوية الحاجز الواقي واستعادة مرونة الجلد.
وبفضل خصائصه المضادة للأكسدة، يعد النياسيناميد حليفا فعالا في محاربة الجذور الحرة، المسببة لتلف الخلايا وتسريع عملية الشيخوخة. كما يساعد على تهدئة البشرة وتلطيفها، ويقلل من الاحمرار بفضل تركيبته المضادة للالتهابات. كذلك، يسهم في الحفاظ على الترطيب بفضل قدرته على تعزيز وظيفة الحاجز الجلدي، بحسب ما يؤكده خبراء الجلد.
وقد أظهرت الدراسات أيضا أن النياسيناميد يساعد على تقليل إفراز الدهون، ما يجعله مثاليا للبشرة الدهنية، ويُسهم بالتالي في تصغير حجم المسام ومنع انسدادها، مما يقلل من ظهور الشوائب. كما أُثبتت فعاليته في التخفيف من البقع الداكنة، الخطوط الدقيقة، والتجاعيد.
كيف يتم دمج النياسيناميد في روتين العناية بالبشرة؟
يعتبر النياسيناميد مكونا لطيفا، يمكن استخدامه صباحا ومساء سواء في شكل سيروم، كريم، أو حتى تونر. وللحصول على أفضل النتائج :
• اختاري مستحضرات تحتوي على تركيز يتراوح بين 2% و5%، وهي نسبة فعالة ولطيفة على البشرة.
• احرصي على تطبيق المستحضرات التي تحتوي على النياسيناميد بعد تنظيف البشرة وقبل وضع كريم الترطيب.
• يمكن دمجه بسهولة مع مكوّنات أخرى مثل حمض الهيالورونيك أو الريتينول، لكن يفضل استشارة دكتور الأمراض الجلدية قبل استخدامه مع تركيزات عالية من فيتامين «سي».
• أما بالنسبة لذوات البشرة الحساسة، يفضل إدخال النياسيناميد تدريجيا إلى الروتين، لمراقبة تفاعله مع البشرة، رغم كونه من المكونات المعروفة بلطفها.
التركيز المثالي للاستخدام اليومي
عند اختيار منتج النياسيناميد، يكون التوازن هو المفتاح. التركيز المثالي للاستخدام اليومي يتراوح بين 2٪ و10٪ لتحسين جودة البشرة بشكل عام.
أما إذا كنتِ تعانين من مشاكل أكثر تعقيدا كعدم تجانس نسيج البشرة أو توسع واضح في المسام، فيمكن استخدام تركيبات بتركيز أعلى يصل إلى 20٪، والمصممة خصيصا لمعالجة هذه الحالات وتقديم نتائج ملحوظة من حيث النعومة والنقاء.
ومع ذلك، يجب الحذر: الإفراط في استخدام النياسيناميد قد يؤدي إلى تهيّج البشرة، لذا يُنصح دائمًا باتباع تعليمات الشركة المصنعة واستشارة اختصاصي الجلد عند الحاجة.
النياسيناميد حسب احتياجات نوع البشرة
لكل نوع بشرة احتياجات مختلفة، لذلك ينصح باختيار المنتج المناسب حسب متطلبات بشرتك :
• للبشرة الجافة : ينصح باختيار سيروم يحتوي على النياسيناميد مع مكونات مرطبة مثل حمض الهيالورونيك.
• للبشرة الدهنية والمختلطة : الأفضل استخدام تركيبة خفيفة وسريعة الامتصاص، بتركيز يتراوح بين 5% و10%، للمساعدة في تنظيم إفراز الزيوت وتقليص المسام.
• للبشرة الحساسة : البداية بتركيز منخفض (2%) ودمجه تدريجيا، ويفضل أن يكون المنتج خاليا من العطور والكحول.
• للبشرة المعرضة للتصبغات : دمج النياسيناميد مع مكونات مثل ألفا أربوتين أو خلاصة عرق السوس الذي يعزز فعاليته في توحيد اللون وتفتيح البقع الداكنة.
هل يناسب النياسيناميد المراهقين والحوامل ؟
• للمراهقين : النياسيناميد خيار ممتاز لمعالجة حبّ الشباب الخفيف إلى المعتدل، وتخفيف التهابات البشرة المرتبطة بفترة المراهقة، دون التسبب بجفاف مثل بعض العلاجات القاسية.
• للحوامل والمرضعات : يعتبر من المكونات الآمنة عموما، على عكس الريتينول أو حمض الساليسيليك، ويمكن استخدامه لتقليل التصبغات الناتجة عن تغيرات الحمل الهرمونية (كالكلف)، ولكن يستحسن دوما استشارة الطبيب.
النياسيناميد ومشاكل حب الشباب
يتميز النياسيناميد بقدرته على تهدئة التهابات حب الشباب، وتنظيم إنتاج الزهم (الزيوت الطبيعية)، كما يسرّع من التئام البثور وتقليل الندوب بعد الشفاء، مما يجعله خيارا مفضلا في روتين العناية بالبشرة المعرضة لحب الشباب، دون أن يتسبب في جفافها أو تقشيرها.
خطوة ضرورية لضمان الاستفادة الكاملة من فوائد النياسيناميد، لا تنسي استخدام واق شمسي واسع الطيف خلال النهار. فالوقاية من الأشعة فوق البنفسجية تعزز تأثير النياسيناميد وتحمي البشرة من أضرار الشمس.