قدمت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة الرور في بوخوم بألمانيا، أدلة مبكرة على وجود فروق بين الجنسين في التأثيرات السريعة لأنظمة التوتر على التحكم المعرفي في المشاعر السلبية.
ووفق مجلة “Psychoneuroendocrinology”، شملت الدراسة 80 مشاركا متوسط أعمارهم 24 عاما، وقدّم المشاركون عيناتا من اللعاب بانتظام لتحديد مستويات الكورتيزول، حيث تم رصد نشاط القلب والأوعية الدموية.
وغمر نصف المشاركين أيديهم إلى الرسغ في الماء المثلج لمدة تصل إلى 3 دقائق، بينما غمر النصف الآخر أيديهم في ماء دافئ لمدة ثلاث دقائق، وطلب من المشاركين تقليل تنظيم الاستجابات العاطفية للصور السلبية عالية الكثافة بمثابة مقاييس نتائج تنظيم العاطفة.
وأظهرت النتائج أن الإجهاد بسرعة، يؤدي إلى تحسين القدرة على تقليل الاستثارة العاطفية عند الرجال عن طريق الإلهاء الذي توسط فيه الكورتيزول بشكل كامل. وعلى الجانب الآخر، تم ربط تفاعل الجهاز العصبي الودي بانخفاض الأداء التنظيمي لدى النساء.
وعلى الرغم من أن تأثيرات الإجهاد المباشر على تنظيم العاطفة كانت أصغر مما كان متوقعا، إلا أن الدراسة تساهم في فهم آليات الغدد الصماء العصبية لتأثيرات الإجهاد على تنظيم العواطف. وقد يساعد هذا الفهم في تطوير تدخلات وقائية وعلاجية مناسبة للاضطرابات المرتبطة بالتوتر والعاطفة.
ومع ذلك، هناك بعض التناقضات في النتائج، ويجب ملاحظة أن النموذج الذي تم استخدامه لتقييم تنظيم العاطفة لا يمكن مقارنته تماما بالمحفزات العاطفية والمتطلبات التنظيمية في الحياة اليومية. كما أن الدراسة لم تقيم مستويات الكاتيكولامينات بشكل مباشر، مثل الأدرينالين والنورادرينالين، والتي تعتبر مؤشرات هامة لتنظيم العواطف.
وبكل الأحوال، فإن هذه الدراسة تمثل خطوة مهمة في فهم آليات تأثيرات الإجهاد على التحكم المعرفي في المشاعر السلبية، وتسلط الضوء على الفروق الجنسية في هذه الآليات. وقد تساعد هذه النتائج في تطوير استراتيجيات علاجية ووقائية فعالة للاضطرابات المرتبطة بالتوتر والعاطفة، وتحسين جودة الحياة العامة للأفراد.