على الرغم من الانطباع الأول الذي قد يبدو معه سؤال السعادة تساؤلا بديهيا، إلا أنه من من أكثر المواضيع التي تخلق وجهات نظر مختلفة لا تعترف بالتوابث في مجتمع يتغير باستمرار.
ماذا يعني أن تكون سعيدا ؟ ياله من سؤال فلسفي ! ، يعلق محمد مليح، رجل تعليم، فلكي تعرف ما السعادة، يجب أن تختبر الكثير من اللحظات والتجارب، تختبر النجاح والفشل، أن يكون لك إصغاء لذاتك العميقة، وأن تفهم حقيقة الأشياء والمعاني والمشاعر لكي تستطيع-أن كنت موفقا-أن تضبط ترمومتر السعادة، وأن تتعرف على فلسفتك في صناعة السعادة» .
«السعادة مؤقتة ذائبة وسائلة» بالنسبة لإيمان، مستخدمة بنكية « هي مرتبطة باللحظة وهي لحظات قصيرة في الغالب، ما يصنع السعادة حقا هو الرضا عن النفس، عن العلاقات..وهذا يتطلب اشتغالا على النفس لكي نستطيع تقدير الأشياء التي تجعلنا في حالة من الامتنان، وهي بالنسبة الي الوصفة الأقرب لكلمة السعادة».
السعادة كلمة تبعث على البهجة، وفي نفس الوقت تبعث على التساؤل، بالنسبة لنعيمة اعلامية التي تجد السعادة غير خاضعة لقياس نموذجي…القياس الوحيد هو قياسك الشخصي «العبار Dosage» هو الكلمة السر التي تصنع الوصفة فما يناسبك لا يناسبني، وما يسعدك لا يسعدني والقدر المعلوم من أي شي نزيد عليه قدرا معلوما آخر من فكرتك عنه، قد يكون هو وصفتك للسعادة».
تنطلق زهرة فاعلة جمعوية، من فكرة التعاقب الزمني الذي يغير من نظرتنا للأشياء وللحياة، فما يسعدنا اليوم قد لا يحرك فينا شعور الفرح غذا، وما يسعد شخصا أو أشخاصا ليس هو بالضرورة ما يمكن أن يشمل الجميع»، مفهوم زئبقي لأنه يرتبط بالمشاعر التي من صفتها عدم التباث، تؤكد زهرة ان رأيها يأتي بعد الحديث عن الشروط الأساسية التي تجعل الشخص يعيش بشكل عادي من قبيل الصحة الجسدية والنفسية والدعم الاجتماعي».
بالاضافة الى ذلك تربط زهرة، سؤال السعادة بالتحولات التي يعرفها المجتمع الذي أصبح أكثر انفتاحا، وسمح تدفق المعلومات بالاطلاع على حياة الاخرين واستلهامها، كما سمح بتقاسم التجارب والتعلمات وغير من التمثلات القديمة عن السعادة «هناك تنامي الوعي بالصحة الجسدية والنفسية وبناء حياة اجتماعية و مهنية متوازنة، ووسائل التواصل الاجتماعي تسمح لنا بالاطلاع على تجارب مختلفة وخدمات متنامية حول التنمية الذاتية وطرق النجاح، وصناعة التجربة الخاصة..,وكل هذا يؤشر على تغيير في مفهوم السعادة وفي الطلب عليها».