لا يرتبط التناقض في رمضان فقط بالانتاجية والعمل، بل بكل الأمور الاخلاقية الأخرى : الكذب الغش، التدليس في المواد الغذائية، وأيضا بحقيقة معنى المواطنة بالعيش المشترك وبتقاسم الفضاء العام ..يفسر مولاي أحمد الخمليشي مدير دار الحديث الحسنية، ذلك بالممارسة الاجتماعية التي تؤدي الى هذا النوع من التناقض في السلوكات، “قد نجد لبعض الناس ردود فعل غاضبة ومتوترة بالنسبة للحرص على الصوم، لكن في سلوكاتهم الأخرى، هناك خيانة الأمانة، غش في آداء واجب الوظيفة المهنية، أو في الواجب الزوجي…” انظري كيف يكون رد الفعل الاجتماعي عن اي انتهاك لرمضان في الشارع، لكن لاحظي أنواع السلوك الأخرى: بيع المواد الغذائية كم يقع فيها من غش حتى من المواطن البسيط، هذا يدل أننا بعيدون كل البعد عن السلوك الاخلاقي بمفهومه السليم، الديني بمفهومه العميق، أكاد اقول أن الأمر مرتبط بالممارسة الاجتماعية، ليس بالمبدأ أو العقيدة الدينية ، وقس على ذلك”.
يرتبط الأمر بالنسبة لمدير دار الحديث الحسنية، “بالايحاءات التي تحصل أثناء تشكل الفرد، ولذلك يتطلب الأمر نوعا من الوعي وتنبيه المواطن أن جوهر الانسان هو سلوكه وليس خطابه، لأن هذا كثيرا ما يكون غير متناسق مع الواقع، بحيث نسارع للخطاب وننسى السلوك”.