ما السبب الذي يجعل المغربي أو المغربية يلجأ الى لغة أجنبية للتعبير عن مشاعره؟ تعتبر «خلود السباعي» أستاذة علم النفس الاجتماعي أن السبب قد يعود بالأساس الى كثرة الطابوهات، وهذه الظاهرة تعاني منها الدارجة أكثر من الفصحى، التي تمتلك عبر تاريخها الطويل، معجما غنيا بكلمات وعبارات الحب، هناك ثقافة سائدة تنظر الى التعبير عن المشاعر كنوع من الضعف، وهناك ضغط اجتماعي مرتبط بتحكم المجتمع الذكوري الذي يضع شروطه، ويعيب على الرجل التعبير عن مشاعر الحب مثلا .لهذا تفتقد اللغة السائدة لكل ما له علاقة بمشاعر الحب وحين تحاول أن تعبر عن تلك المشاعر تحيلها الى المرأة، ولغة المرأة هي لغة الطرف الآخر، بالتالي فهي ليست اللغة السائدة في المجتمع ، وهذا يؤكد أن العائق ليس لغويا فقط بل اجتماعي ونفسي تعكسه بشكل جلي اللغة.
في مسرحية «بضاض» يتحدث المخرج أمين ناسور عن الحب كقضية، ويتطلع الى الاقتراب من موضوع يخشى المغاربة الحديث عنه، ألا وهو الحب، معتبرا اختياره انتصارا لأهمية موضوعة الحب، لأنه سبب أساسي للكثير من المشكلات التي تواجه المغاربة ومنها العنف الذي ليس إلا شاهدا على جهلنا بكيف نحب بعضنا. يطرح المخرج سؤال قيمة الحب أما سؤال الكيفية، فتتحدث عنه، نعيمة أولمكي فاعلة ثقافية، ضمن رؤيتها لموضوع علاقة المغاربة وتمثلاتهم وتعبيرهم عن الحب معتبرة أن ابداء الاهتمام هو الذي يقودنا الى الآخر ممزوجا بكثير من الشغف والعاطفة وحسن النية وبهما نستطيع أن نظفر بحب أكبر تجاه الآخر.لسنا مثاليين في ذلك طبعا، تؤكد نعيمة، غير أننا نتعلم حب أنفسنا وحب الآخر، ورحلة التعلم مليئة بالأخطاء.