على هامش الحملة التي انتهت بسرعة يمكن التقاط تأثير التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي على نقاش الزواج في الجيل الحالي. أصبح الإنترنت والتطبيقات الاجتماعية أيضا جزءً أساسيا ،حيث يمكن للشباب التواصل والتعرف على شركاء حياتهم المحتملين عبر هذه الوسائل التي تشتبك مع النموذج التقليدي ومع المعايير الاجتماعية، تُسهّل عمليات التعارف، لكنها أيضا تطرح تحديات جديدة في علاقة الأزواج، مثل الجدية، الخصوصية، وتجاوز التوقعات المبالغ فيها .
هل يمكن أن نعول على جدية وسائل التواصل الاجتماعي لنحصل على النصف الآخر؟ يتساءل هشام مهندس معلوميات «الخيارات التي تتيحها تطبيقات المواعدة ووسائل التواصل الاجتماعي مهمة ،لكنها تشجع الانتهازيين، وفيها نوع الميوعة وعدم الجدية، يستحضر هشام الياس الخريسي أوالشيخ سار أحد المعروفين في السوشل ميديا للتدليل على رأيه « هناك افكار تنتشر بسرعة مثل ما تزوجش الموظفة، مثلا، ونقاشات جانبية تجعل مواضيع جدية مثل الزواج محاطة بالتفاهة والميوعة، وبنظري هذا يجعل المقبلين على الزواج «تالفين»، وعوض أن تكون هذه التطبيقات ذات مصداقية، أعتقد أنها تساعم في وجود نوع من عدم الثقة بين الجنسين».
مدونة الاسرة هل تخيف المقبلين على الزواج ؟
في المغرب، يرتبط الزواج أيضا بتحديات قانونية تتعلق بحقوق المرأة، كثيرا ما أثار الفهم المغلوط لمدونة الاسرة سؤال العزوف عن الزواج، وبسبب ادعاءات غير صحيحة على السوشل ميديا، كثيرا ما تم التعبير عن عدم الرغبة في الزواج بسبب الخوف من مدونة الاسرة.تنطلق فاطمة مغنتوي فاعلة حقوقية من الثقافة بمفهومها الواسع للانتقال الى معايير الزواج، «الثقافة تحكمنا وبدون شعور نستبطن افكار عن ميزان القوى بين الجنسين، كأننا في معركة لاتباث من الاقوى»، تؤكد فاطمة على أن ما يروج يعبر عن مخاوف من الزواج نابعة من وضعية المرأة التي تدافع عن حقوقها، وهذا يعكس أن نموذج المرأة المستقلة غير مرحب به تماما في الزواج».
تستحضر فاطمة العدد القليل من الزيجات التي اعتمدت عقد اقتسام الاموال المشتركة بين الزوجين، وبنظرها فإن الجانب المادي والحسابات المادية تضبط وتؤثر على العلاقة الزواجية، بنفس الوقت تستحضر فاطمة النقاش الذي أثير بعد الاعلان عن التعديلات المرتقبة لمدونة الاسرة (المرا غادي تحكم الراجل وتاخذ فلوسو ودارو، بالتالي غادي يكون عزوف كبير عن الزواج…) معتبرة بأن الجانب الاقتصادي مهم في حسابات الزواج وبنفس الوقت يثير بعض الحساسيات الثقافية.