تسبب الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز مساء الجمعة المنصرم في دمار واسع النطاق وخسائر بشرية فادحة. ظروف صعبة عاشتها الساكنة إثر الفاجعة التي تسببت في فقدان أسر بأكملها، وخلفت أرامل ويتامى لازالوا تحت وقع الصدمة.
تحولت الدواوير المنكوبة والمناطق المجاورة إلى محج لآلاف المواطنين وممثلي المجتمع المدني، وآلاف وسائل النقل العمومي والخاص المحملة بالمواد الغذائية والأفرشة والخيام، مبادرة أظهرت مدى تضامن الشعب المغربي بمساعدة بعضه البعض في مواجهة النكبات والمصاعب. بادرة وقف لها العالم بأسره وندد بتلاحم بلد بأكمله ملكا وشعبا في مواجهة هذه الفاجعة.
تطوع عدد كبير من المواطنين لإيصال المساعدات إلى المناطق المنكوبة، هدفهم التخفيف من هول الكارثة ومساعدة إخوانهم في تجاوز ويلاتها، إلا أن البعض استغل الكارثة للترويج لأهداف غير نبيلة ولا تمت للإنسانية بصلة. ولعل أبرز هذه المظاهر تداول منشورات لبعض الشباب في دعوة منهم للتوجه لمنطقة الزلزال من أجل الزواج بفتيات لم يعد لديهن مأوى ولا عائلة يعيشون في كنفها، باعتبارهن أكثر طاعة وصبرا من فتيات المدن الكبرى اللواتي أثقلن كاهل الشباب بمتطلباتهن المادية، وإلمامهن بحقوقهن التي اعتبروها من أسباب عزوف الشباب عن الزواج ومن تداعيات الطلاق من وجهة نظرهم. لم يقف الأمر عند ذلك، بل إن بعضهم ضرب عرض الحائط لكل القيم والمبادئ وسولت له نفسه الدنيئة انتهاك براءة قاصرات بصور توثق لحظة طلب الزواج منهن.
قد تلجأ بعض الأسر في ظل هذ الظروف الصعبة إلى تزويج الفتيات القاصرات كحل لحمايتهن من الظروف الصعبة، ما يحرمهن من طفولتهن وحقهن في التعليم والرعاية الصحية. لذلك وجب على جمعيات المجتمع المدني القيام بحملة توعية بهذه المناطق لمكافحة هذه الجريمة، عبر التوعية بمخاطر الزواج المبكر الذي أثبتت التجارب مساوئه ومخاطره على الفتيات خصوصا، والضرب على أيدي كل من تسول له نفسه الترويج لهذه الأفكار الرجعية واستغلال الفاجعة والظروف الصعبة للاتجار بالبشر في جميع مظاهره.
للإشارة، فقد تم إطلاق حملات مناهضة لهذه السلوكيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتبليغ عن هذه الصفحات.