بين قانونين

بين زمن قانون الأحوال الشخصية وزمن مدونة الأسرة، دار لقمان مازالت على حالها. إذ تجرد الولاية الشرعية على الأبناء، تصرف الأم الحاضنة في أمورهم من الأمهات الحاضنات التصرف في أمور المحضونين

. وضع تلخصه شهادة جنان بن عبود، التي مر عليها عشرون عاما، ومنسوبة إلى عهد مدونة الأحوال الشخصية، وشهادة “ألمو” المنتمي إلى زمن التغيرات في القوانين وإلى ما جاء به دستور 2011. الولاية الشرعية تقيد الأم وحتى الزوجة بقيود الولي الشرعي : “لاحق لك”. وبنفس الأثر الذي كان لها في السابق، أثرها اليوم مخجلا بوجود نصوص للمساواة، ومصادقة على اتفاقية أممية ضد التمييز.

 عرفت قضيتها متابعة إعلامية واسعة في العشرية الأولى من سنة 2000. فقد سجلت أكثر من عشرين دعوى قضائية بمحكمة الأسرة بالرباط بخصوص تبعات الولاية القانونية، كانت هي الحاضنة لابنها الوحيد من طليقها الماسك بزمام الولاية الشرعية بقوة المنتقم. هي تأخذ ابنها إلى المدرسة كونها المتكفلة به، وهو يقوم بإخراجه قبل نهاية الحصص بمبررات كاذبة، لذلك لم تستطع تغيير مدرسته ليكون قريبا من مقر سكناها بعد الانفصال. المصلحة الفضلى للطفل صارت شعارا. والحصيلة تخلي، “جنان بن عبود”، عن الحضانة خوفا من أن يسوء وضع ابنها نفسيا. تجربة قاسية جعلتها تكتب كتاب : من يدلني على طريق العدالة؟ وهو عبارة  عن دراسة للحالة.

هند زمامة لم تكن يوما متسلقة جبال، بل كانت سيدة أعمال ناجحة بدأت حياتها المهنية في عالم الشوكولاتة إلى جانب والدها، إلا أن كل شيء تغير خلال فترة الحجر الصحي، عندما شاهدت برنامجا وثائقيا عن تسلق الجبال. تلك اللحظة كانت نقطة التحول التي دفعتها لخوض غمار هذه المغامرة الجديدة. لم يكن الأمر مجرد فكرة عابرة، بل تحول إلى شغف حقيقي دفعها لتسلق القمم. 
رغم أن مشوارها في صناعة الأفلام غير طويل نسبيا، إلا أن اسمها اليوم يوجد على رأس قائمة المبدعات في المغرب، وكذلك كان، فقد اختيرت لعضوية لجنة تحكيم أسبوع النقاد الدولي ضمن فعاليات بينالي البندقية السينمائي الدولي في دورته الماضية، وهو نفس المهرجان الذي سبق أن استقبل-في أول عرض عالمي- "ملكات" فيلمها الأول الذي تم اختياره للمشاركة بأكثر من خمسين مهرجانا حول العالم وفاز بالعديد من الجوائز. 
أسبوع واحد فقط فصل بين تتويجها بفضية سباق 1500 متر في الألعاب الأولمبية الفرنسية، وذهبية ورقم قياسي عالمي في نفس الأولمبياد. حصيلة صعب تحقيقها ولم يحدث ذلك في تاريخ المونديالات، لكنها حدثت بأقدام بطلة شابة، سحبت الرقم العالمي في سباق الماراتون من الأتيوبية، وحولت كاميرات العالم نحو العلم المغربي شهر غشت الماضي.